مع ارتفاع السودان من القائمة الأميركية لـ«الدول الراعية للإرهاب»، يكون هذا البلد قد دخل، رسمياً وعملياً، دائرة المرضيّ عنهم من قِبَل «الإمبراطورية». رضًى لا يُعلَم إلى أيّ مدى سيدوم، في ظلّ تجارب سابقة تُظهر سهولة العودة إلى القائمة متى ارتأت واشنطن أن إعادة وصم البلد المعنيّ بـ«الشرّ والإرهاب والمروق» تلائم مصالحها. يُمنّي السودان النفس، اليوم، بأموال واستثمارات ستتدفّق عليه من كلّ حدب وصوب، لكن الحقيقة التي لا يستطيع حكّامه الجدد إنكارها، هي أنهم، بما أقدموا عليه أخيراً، إنما يُمكّنون «الاستعمار الجديد» أكثر فأكثر من رقابهم، ويسلّمون البلاد لخارج لم يتردّد، ولن يتردّد مستقبلاً، في ممارسة أشنع أنواع الابتزاز بحقّهم. ذلك ما ظهر جليّاً في انتزاع اعترافهم بـ«شرعية» الدولة الغاصبة لفلسطين، والتزامهم بسدّ كلّ السبل على المقاومة، وما سيعود ويظهر مجدّداً عند كلّ مفترق تجد فيه الخرطوم نفسها عاجزة عن اتّخاذ خطوة خارج الإطار المرسوم لها، أميركياً وإسرائيلياً