مرة جديدة يقف العهد في المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لكنّ التحدي يختلف كثيراً هذه المرّة عن كل التحديات السابقة لأنه سيواجه الأحد المقبل (الساعة 19.00 بتوقيت بيروت)، فريقاً أسترالياً هو سنترال كوست مارينرز.فريقُ ليس ككل الفرق التي تلعب في المسابقة القارية، ولا حتى ككل الفرق في بلاده، فهو ببساطة بطل الدوري الأول في أستراليا، وصاحب النتائج العريضة في كأس الاتحاد الآسيوي التي شارك فيها بعد حضوره خمس مرات في البطولة الكبرى على مستوى الأندية في القارة الصفراء، وهي دوري أبطال آسيا.
إذاً وجود سنترال كوست مارينرز في النهائي ليس أمراً مفاجئاً، فهو يدافع عن لقبه المحلي بنجاح حتى الآن بحيث يقف على بُعد نقطة واحدة من المتصدّر ويلينغتون فينيكس ولديه مباراة أقل. كما أن هذا الفريق الذي مرّ عليه كمدربٍ مؤقت في عام 2023، اللبناني الأصل عباس سعد (مواليد مدينة بعلبك ولاعب دولي أسترالي سابق)، فاز بأربع من آخر خمس مباريات محلية خاضها، بينها واحدة ضد المتصدر الحالي، يسعى إلى تحقيق إنجاز الفوز بأربع كؤوس في موسمٍ واحد، لا بل يستهدف أكثر من إنجاز للكرة الأسترالية عامةً، والتي افتقدت لممثّلٍ عنها في نهائي قاري منذ 10 أعوام عندما فاز سيدني وندررز بلقب دوري الأبطال.
اشتهر سنترال كوست عالمياً عندما خاض معه العدّاء «الأسطوري» أوساين بولت تجربةً في عام 2018()

كما لا يمكن إسقاط الجائزة المالية لصاحب المركز الأول، والتي تساوي 1.5 مليون دولار أميركي (مقابل 750 ألف دولار يحصل عليها الوصيف)، من حسابات هذا الفريق، وذلك لسببٍ بسيط، وهو أنه ليس من نوعية الأندية التي تملك ثروةً مالية كبيرة، ما يجعل الفوز باللقب إنجازاً مالياً لنادٍ يُعتبر من الأصغر (ملعبه يتسع لـ 20 ألف متفرج فقط) والأكثر فقراً مقارنةً بأقرانه، وذلك لناحية مساعدته على استكمال المشروع الذي بدأه عند تأسيسه قبل 19 عاماً فقط.
ويتمحور هذا المشروع حول جمع المواهب وتطويرها إن كان لناحية تأمين الكوادر التدريبية لها أو المعسكرات والجولات لرفع مستواها، وتالياً تخريجها للاستفادة منها في تحقيق نتائج إيجابية، فكان أن ارتدى قميص هذا النادي مجموعة من اللاعبين الذين برزوا على الساحة الدولية أمثال قائد المنتخب الأسترالي وحارس مرماه مات راين، الدولي الآخر ميلي ييديناك، كايل روولز، وأخيراً الموهوب الشاب غارانغ كوول صاحب الأصول الجنوب سودانية. علماً أن اسم هذا النادي اشتهر عالمياً عندما خاض معه عدّاء المسافات القصيرة «الأسطورة» الجامايكي أوساين بولت تجربةً في عام 2018.
سيحصل بطل كأس الاتحاد الآسيوي على 1.5 مليون دولار ووصيفه على نصف هذا المبلغ


أما أبرز المواهب التي ستسطع بقوة على ما يبدو في سماء الكرة الاسترالية لا بل الآسيوية والعالمية، فهو ابن الـ 18عاماً ميغيل دي بيتزيو الذي حمل فريقه إلى النهائي عندما سجّل له هدفين بعد دخوله بديلاً في نصف النهائي إياباً (الذهاب 1-1) أمام أبديش عطا القيرغيزي لينتهي اللقاء بفوز عريض لسنترال كوست مارينرز 4-1، وهو واحد من انتصارات عريضة كثيرة حقّقها هذا الفريق في مشواره نحو المباراة النهائية التي ستحلّ ضيفةً على مسقط عاصمة سلطنة عُمان.
نتيجة ذكّرت بذاك الفوز التاريخي الذي حقّقه هذا الفريق في النهائي الكبير للموسم العام الماضي عندما سحق ملبورن سيتي 6-1 بفضل ثلاثية للاعب نوتنغهام فوريست الإنكليزي ورينجرز الأسكتلندي سابقاً جايسون كامينغز الذي انتقل لحسن الحظ للعب مع موهون باغان في الدوري الهندي الممتاز. والأمر عينه ينطبق على هدّاف مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي حتى الآن وهو البرازيلي ماركو توليو الذي سجّل 8 أهداف للفريق الأسترالي قبل انتقاله في مطلع السنة الحالية إلى كيوتو سانغا في الدوري الياباني، تاركاً مهمة التهديف إلى مواطنه ميكايل دوكا الذي يُعدّ لاعباً خطيراً أيضاً، إذ رغم لعبه في مركز الظهير الأيمن فهو يحتل المركز الرابع على لائحة الهدّافين بأربعة أهداف.

مرّ على سنترال كوست كمدربٍ مؤقت في عام 2023، اللبناني الأصل والدولي الأسترالي السابق عباس سعد المولود في مدينة بعلبك()

إذاً مارينرز و«جيشه الأصفر» (نسبةً إلى المجموعة الأساسية لمشجّعيه) سيكونون أمام أصفر لبنان الذي يحمل كنية البطل بدوره، والذي يعرف لاعبوه جيّداً ما سيختبرونه، إذ صحيح أن المنتخب الأسترالي الذي واجهه الدوليون منهم أواخر الشهر الماضي لم يضمّ إلا لاعباً واحداً من سنترال كوست مارينرز وهو لاعب الوسط جون نيسبت (سجّل بدايته الدولية في المباراة الثانية أمام منتخب لبنان)، لكن فرصة الردّ متاحة أكثر من أي وقتٍ مضى أو أي مرحلةٍ لاحقة، فهناك في مسقط اعتاد اللبنانيون على الأجواء، وهناك في النهائي الآسيوي سبقوا أي فريقٍ أسترالي إلى التتويج عندما رفعوا الكأس عام 2019.