مسيرة طويلة قضاها يوسي بيلين بين حزبي «العمل» و«ميرتس». حاول اختراق الحلبة السياسية بإنجاز سياسي مع الفلسطينيين، لكن الإسرائيليين سيذكرونه يسارياً «بحدود المعقول»
حيفا ــ فراس خطيب
أعلن الرئيس السابق لحزب «ميرتس» اليساري، يوسي بيلين، أمس، اعتزاله الحياة السياسية، على أن يقدم استقالته من الكنيست الإسرائيلي قريباً، ليتّجه إلى حياة «الأعمال» الحرة. وبذلك يكون بيلين القيادي الثالث من الحزب نفسه، الذي يعتزل السياسة، بعد شولاميت ألوني ويوسي ساريد.
بيلين، المولود قبل 60 عاماً، بدأ طريقه السياسية في حزب «العمل». كان محسوباً على مقرّبي الرئيس الإسرائيلي الحالي، شمعون بيريز. عيّن في عام 1977 ناطقاً باسم الحزب وواصل طريقه إلى جانب بيريز نحو مستقبله السياسي.
من المعروف عن بيلين أنه ينتمي إلى الشقّ الأكثر يسارية لحزب «العمل». لكنّه لم يمض بيساريّته أبعد «من المسموح» إسرائيلياً. تصريحاته أثارت في بعض الأحيان غضب اليمينيين، لكنَّها لم تخترق المحظور ذات يوم، ولم يسجل في سجّله مواقف تحمل علامات فارقة على الحلبة السياسية الإسرائيلية.
انتخب بيلين للكنيست للمرة الأولى في عام 1988. وصار نائباً لبيريز عندما شغل الأخير منصب وزير المال. وفي عام 1992، كان من بين المؤيدين والعاملين على صيغة اتفاقية أوسلو. وفي عام 1995، كان من بين المبادرين إلى تفاهمات «بيلين ـــ أبو مازن» لتكون «أساساً للحل النهائي». التفاهمات لم توقّع بين الاثنين، لكنها كانت «أساساً لتفاهمات أخرى».
تنافس بيلين على رئاسة حزب «العمل» في 1997، وحصل على المكان الثاني بعد إيهود باراك، الذي عيّنه في حكومته وزيراً للعدل، وخاض صدامات كبيرة مع رئيس المحكمة الإسرائيلية العليا أهرون باراك. بعد فشل باراك وتولي أرييل شارون رئاسة الوزراء في عام 2001، كان بيلين من بين المعارضين لانضمام «العمل» إلى حكومة شارون. وفي عام 2003، لم ينجح بأن يحتل مكاناً مضموناً في قائمة مرشحي «العمل» للكنيست، فانسحب وانضم إلى «ميرتس»، ونشط خارج النطاق الحزبي، وبادر إلى «تفاهمات جنيف»، التي خبا نجمها في الآونة الأخيرة.
في عام 2004، فاز برئاسة حزب «ميرتس»، الذي فقد أكثر من نصف تمثيله في انتخابات عام 2003، حيث تراجع من 12 مقعداً إلى 6 مقاعد. وخاض الحزب الانتخابات في عام 2006، وتبيّن أن «القيادة الجديدة» لم تسعفه من التراجع، بل أثقلت عليه وفاز الحزب برئاسة بيلين بـ5 مقاعد فقط. حاول أن يرشح نفسه في العام الأخير لرئاسة الحزب مجدّداً، لكنه تراجع قبل شهر ونصف من الانتخابات التمهيدية ودعم الرئيس الحالي حاييم أورون.