على امتداد السنوات الماضية كانت الساحة السوريّة ميداناً لانعطافات كثيرة في المشهد «الجهادي»، وهي انعطافات لا تقتصر مفاعيلها على سوريا فحسب، بل تتعدّاها إلى «المشهد الجهادي العالمي». ثمّة كثير من الحقائق التي غابت (أو غُيّبت) في غمرة الأحداث المتلاحقة، ما أدّى لاحقاً إلى رسم صورة مغايرة عن الواقع «الجهادي»، وعمل على تعويم شخصيّات وتنظيمات وجماعات وفقاً لما تتطلّبه مصالح «الداعمين». من بين تلك الحقائق تبرز على وجه الخصوص مسألة «التمثيل القاعدي» في سوريا، الذي رُبِط بـ«جبهة النصرة» منذ عام 2013، وبطريقة توحي بأنّ «القاعدة» جاء إلى سوريا مع «النصرة». لكنّ الحقيقة الثابتة تقول إنّ «النصرة» ليست سوى جزء من تنظيم «الدولة الإسلاميّة في العراق»، وإنّ الارتباط بين كليهما وبين «القاعدة» لم يكن أكثر من صوري. عمليّاً كان لتنظيم «القاعدة» تمثيل في الحرب السوريّة في وقت أبكر من تشكيل «النصرة»، أما الأخيرة فقد ساهمت إسهاماً كبيراً ومباشراً في التأسيس لإعلان «الخلافة»، بل إنّ هذا الإعلان كان حاضراً على قائمة «الأهداف الاستراتيجيّة للنصرة» التي جرى توافق عليها منذ عام 2011