بدوره، أكّد المسؤول في مركز التنسيق الروسي في حميميم، الجنرال بافل كاريوف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «هذه الخطوة جاءت بعد مباحثات روسية تركية طويلة، اتفقنا فيها على إعادة فتح الطريق»، مبيّناً أن «البداية كانت بتسيير قوافل سفر للمدنيين بين تل تمر وعين عيسى، وأُلحقت لاحقاً بقوافل تجارية». ويلفت الجنرال الروسي إلى أن «الجانب الروسي سيؤمّن لكل السوريين الانتقال بين البلدتين عبر قافلتين يومياً من تل تمر إلى عين عيسى وبالعكس، الأولى في الساعة التاسعة صباحاً، والثانية عند الواحدة ظهراً». من جهة أخرى، أكّد ضابط ميداني في الجيش السوري، لـ«الأخبار»، أن «الجيش انتشر على كامل الجزء الجنوبي من الطريق الدولي حلب - الحسكة، وقام بتأمينه بشكل كامل»، معتبراً أن «وجود الجيش على مسافات متقاربة على الكتف الجنوبي من الطريق، يعطي حالة أمان للسكان والقوافل التجارية لعبور الطريق بأمان واستقرار».
كاريوف لـ«الأخبار»: الخطوة جاءت بعد مباحثات روسية تركية طويلة
من جهته، قال مسؤول الشؤون المدنية في «قسد»، ريزان كلو، في تصريحات إلى وسائل إعلام كردية، أن «ضغوط قسد على الجانب الروسي نجحت في إعادة فتح الطريق»، مؤكداً أنهم «يسعون لفتح الطريق بشكل دائم ونهائي أمام حركة المدنيين والقوافل التجارية، من دون الحاجة إلى المرافقة العسكرية الروسية»، معتبراً أن «هذا الأمر لن يتم من دون ضمانات روسية بإبعاد المسلّحين (المدعومين من أنقرة) بشكل نهائي عن الطريق لتأمين الحماية الكاملة له».
ويأتي فتح الطريق، الذي يمتدّ على أكثر من 140 كلم، بعد عدّة أشهر على إعلان الجيش السوري تأمين كامل الطريق، وإعادة فتحه أمام حركة المسافرين والقوافل التجارية، نهاية العام الماضي. إلا أن الإعلان تعطّلت مفاعيله حينها، نتيجة الخروقات التركية المتكرّرة على الطريق، ومنع «قسد» المدنيين من الوصول إلى الطريق، وتحويل مساره باتجاه طريق الحسكة - الرقة القديم (طريق أبيض). وبرّرت «قسد» خطوتها حينها بانعدام الثقة بالوعود التركية، والخشية من ارتكاب مجازر جماعية بحقّ الأهالي العابرين للطريق، لعدم وجود ضمانات روسية كافية، بمنع المسلّحين من قطع الطريق. وستؤدّي إعادة فتح الطريق إلى تخفيض ساعات الوصول إلى مدينة حلب من 10 ساعات، إلى أقل من 7 ساعات، ما يؤدّي إلى تخفيف معاناة المدنيين في التنقل، مع انخفاض في أسعار السلع، لانخفاض تكاليف نقلها. كما سيسهم في انسيابية نقل المنتجات الزراعية، كالقمح والشعير، من الحسكة باتجاه باقي المحافظات السورية، وهو ما سيعيد النشاط للتبادل التجاري بين المحافظات الشرقية وبقية المحافظات.
انفجار بدورية تركية على «M4»
قُتل جندي تركي، وأصيب عدد آخر من الجنود، من جرّاء انفجار لغم أرضي استهدف رتلاً عسكرياً تركياً في منطقة الغسانية على الطريق الدولي حلب - اللاذقية «M4»، في ريف إدلب الجنوبي الغربي. وإثر ذلك، دخلت مروحيات تركية الأجواء السورية باتجاه موقع الانفجار لإجلاء الجرحى، بحسب ما نقلت تنسيقيات المسلحين.