ما حدث يعيد الكلام حول قدرة الأجهزة الأمنية في طرابلس على حفظ الأمن، خاصة أن موكب باشأغا هو الأكثر تأميناً بين الوزراء والمسؤولين منذ مدة طويلة، وسط مخاوف من أن تكون محاولة الاغتيال بداية لاضطرابات تعرقل المسارات السياسية التي تسير جيداً إلى الآن. كما تصبّ الحادثة في صالح المطالبين بجعل سرت عاصمة للحكم مؤقتاً، بعيداً من طرابلس التي تعاني من خلل أمني، ولا سيما مع تزايد الخلافات بين الميليشيات، التي لم تُحسم كثيراً من أمورها العالقة، ومنها مستحقّات مقاتليها وآليات دمجهم في الجهاز الأمني بعدما تضرّر كثيرون منهم أخيراً نتيجة تخفيض الرواتب.
تَسلّم دبيبة 300 اسم ليختار من بينها وزراء حكومته الجديدة
سياسياً، وفي خطوة تمهّد لانعقاد البرلمان كاملاً للمرة الأولى منذ 2014، صارت سرت «جاهزة» وفق تأكيدات لجنة «5+5» العسكرية لاستقبال النواب من أجل منح الثقة لحكومة عبد الحميد دبيبة المنتخَبة عبر «ملتقى الحوار السياسي». وسيعلن دبيبة تشكيلته الوزارية بحلول نهاية الشهر الحالي، وسط مفاوضات مكثّفة لاختيار الأسماء. وتعهّد رئيس الحكومة الجديدة بالعمل على اختيار شخصيات لديها قبول في مختلف المدن لتفادي أيّ انقسام محتمل في حكومته، لكن لا تزال الترشيحات غير معلومة من جرّاء السرّية في المشاورات الجارية، مع اتّساع قائمة الترشيحات إلى أكثر من ثلاثمئة اسم قُدّمت إلى الرجل بعد اللقاءات مع تيّارات عديدة.
ودخلت أطراف عربية على مسار المفاوضات الخاصة بتشكيل الحكومة، ولا سيما مصر والإمارات، مع مطالب بتشجيع الانتقال إلى سرت لتكون مقرّاً مؤقتاً للحكم، على أن تعود السلطة المنتخَبة في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل إلى العاصمة طرابلس، بعد إحراج الميليشيات منها وضبط السلاح، وهو المقترح الذي وعد رئيسا الوزراء و«المجلس الرئاسي» المنتخبان بدراسته.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا