بعض المختصّين وأهل القانون من الفلسطينيين تنبّهوا أخيراً إلى خطورة هذه الصيغ المضلّلة
بعض المختصّين وأهل القانون من الفلسطينيين تنبّهوا، أخيراً، إلى خطورة هذه الصيغ المضلّلة الهادفة إلى أنسنة الاعتداء، غير أن ذلك لم يكن كافياً للتوعية بضرورة استبدال مصطلحات أخرى بها، خاصة أنها لا تزال تُستخدم عبر الإذاعات والمواقع الإلكترونية المحلّية ومواقع التواصل الاجتماعي، والشواهد كثيرة. المواطن سمير أحمد (40 عاماً)، وهو أحد سكّان منطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة، قال أثناء إخلائه مسكنه هو وأفراد أسرته الأربعة، أول من أمس، متّجهاً إلى وسط المدينة، تحت وقع «تحذير» الاحتلال لسكّان المنطقة قبل قصفها: «اتّصل الجيش الإسرائيلي على أحد الجيران، وطالبه بضرورة إخلاء المنطقة من السكّان، وبعدها بدقائق أطلق صاروخاً تحذيرياً أصاب الجزيرة التي تتوسّط الشارع الرئيس». هل تعتقد أن مثل هذه الصواريخ يمكن أن تقتل؟ يجيب سمير: «نعم تقتل وتدمّر، وسبق أن قتلت المئات من الناس ودمّرت مساكنهم». وكيف تسمّيها تحذيرية إذاً؟ «لا أدري... أنا أقول كما يقول الناس، صاروخ تحذيري». جهْل المواطنين بخطورة هذه الصيغة «لا يعفي المسؤولين والمختصّين من ضرورة توضيح مغزاها للعامّة»، كما يقول أستاذ علم النفس الأمني، الدكتور إسماعيل أبو ركاب. ويضيف أبو ركاب، في حديثه إلى»الأخبار»، أن تلك التسمية هي «محاولة من الاحتلال للتذاكي على الفلسطينيين والتأثير عليهم بأنه احتلال إنساني ويتجنّب استهداف المدنيين، وهذا مخالف للواقع تماماً، بدليل النتائج الكارثية التي أسفر عنها استخدام هذه الصواريخ المدمّرة، لذا لا بدّ من توضيح المسألة من قِبَل الجهات المختصّة للمواطنين، حتى لا يكونوا ضحية للاحتلال». ويشير إلى أن «هذه الصواريخ القاتلة تسبّب دماراً بالغاً في المباني المستهدفة، كما أنها تُسقط شهداء وجرحى، على عكس ما يزعم الاحتلال»، واصفاً تسميتها بـ»التحذيرية» بأنها «محاولة خبيثة لإضفاء الشرعية الإنسانية والقانونية عليها». ويتقاطع حديث أبو ركاب مع تأكيد الصحافي سامي أبو سالم أنه «ليس هناك شيء اسمه صاروخ تحذيري، هل يحذّرك العدو بصاروخ؟». ويبيّن أبو سالم أن «هذا صاروخ في الأصل لإرشاد الطيّار إلى الهدف ودقة إصابته قبل الإصابة المرجوّة، لذلك، طالما أنت لست بخبير عسكري ولا طيّار سابق، فلا تقل صاروخ ارتجاجي ولا إرشادي ولا غيره، قل صاروخ فقط».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا