لا تزال الأطراف المتقاتلة تحشد المزيد من القوات لمواصلة المعركة في عتق
إلّا أن المواجهات وصلت، وفق مصادر عسكرية في شبوة، إلى محيط مقرّ قوات «التحالف»، وسط تقدُّم القوات المحسوبة على «الإصلاح» والموالين للرياض إلى القرب من مطار عتق ومقرّ السلطة المحلية في المحافظة. وبحسب أكثر من مصدر، فإن «الإصلاحيين» تمكّنوا من السيطرة على المدخل الشرقي لعتق، وصولاً إلى وسَط المدينة، في موازاة تراجع القوات الموالية للإمارات. في هذه الأثناء، لا تزال الأطراف تحشد المزيد من القوات للاستمرار في المعركة التي تُعدّ، بالنسبة إلى الطرفين، مصيرية، نظراً إلى ارتباطها بأجندات خارجية ومصالح نفطية. وتدور المواجهات على خلفية محاولة الأطراف المحسوبة على الإمارات، السيطرة بشكل كلّي على شبوة وتأمين كل خطوط إمدادات الغاز المسال من القطاع 18 النفطي الذي يُعدّ أغنى معاقل الغاز في اليمن. وعمد الموالون لأبو ظبي إلى إزاحة القيادات العسكرية والأمنية التابعة لـ«الإصلاح» من أيّ مواقع قيادية في المحافظة، وذلك وفقاً لمخطَّط إماراتي - أميركي - فرنسي يسعى إلى نهب الغاز المُسال، واتّخاذ شبوة محطّة أولى لتضييق الخناق على «الإصلاح» وتقليص نفوذه في المحافظات الجنوبية لمصلحة التيارات الموالية لأبو ظبي.
وفي ظلّ تراجع الموالين للإمارات في مواجهات شبوة، عقد «المجلس الرئاسي»، يوم أمس، اجتماعاً طارئاً في مدينة عدن، بدعوةٍ من عضو المجلس، رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي، في محاولةٍ لاحتواء الأوضاع قبل أن تتّسع المواجهات في المحافظة إلى ميناء تصدير الغاز المُسال في رضوم لتحريره من السيطرة الإماراتية. وقالت مصادر مطلعة إن تيّار أبو ظبي في «الرئاسي» طالب بإلحاح بإقالة وزير الداخلية الموالي لـ«الإصلاح» اللواء إبراهيم حيدان، وتزكية قرارات محافظ شبوة عوض العولقي، التي قضت بإقالة لكعب، وكلّ مَن وصفهم بـ«المتمرّدين» على السلطة، وإحالتهم على المحاكمة. مصادر في «الانتقالي» رأت أن ما حدث في عتق «انقلاب كامل الأركان يقوده الإصلاح على اتفاق الرياض»، و«تمرُّد مخطَّط على السلطات المحلية في شبوة». وأشارت، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الانتقالي» سيردّ بمعركة مفتوحة مع «الإصلاح» في كل المحافظات الجنوبية إذا لم يتراجع في شبوة. ودعا بيان صادر عن مشائخ شبوة ووجهائها «الرئاسي» «بسرعة» إلى إقالة المحافظ الموالي للإمارات، ومدير الأمن وقائد المحور، كونهم السبب في «إثارة الفتنة»، واتّهموا أطراف الصراع في مدينة عتق، بـ«تجاهل مبادرة قبائل المحافظة التي قُدّمت إلى كل الأطراف، والهادفة إلى تهدئة الوضع وحقن الدماء».