على رغم تصاعُد سياسة القتل والاعتقال والحصار الإسرائيلية، ترفض الضفة الغربية استعادة هدوئها والعودة إلى قمقمها، بل إن تلك السياسة عيْنها تكاد تكون هي المحفّز الرئيس لاشتداد حالة الاشتباك والغليان في الأراضي المحتلّة. وإذ أنبأت الساعات الـ48 الماضية بأن هذه الحالة بلغت مبْلغاً لم تَعُد تنفع معه «المعالجات الموضعية»، فإن قيادة العدو لا تزال متردّدة في الإقدام على عملية كبرى مِن مِثل «السور الواقي»، خصوصاً على أعتاب انتخابات تَحرص الجهات الحاكمة على تجنُّب خوضها مثقلة بالخسائر. أمّا السلطة الفلسطينية، فلا تزال تل أبيب تضع شيئاً من الرهانات عليها، على رغم أن الأولى لا تقْوى على إحداث فرْق لمصلحة الأخيرة في المشهد، لاسيما أن تجربتها الأحدث في نابلس أفْهمتها بأن محاولاتها إخضاع المقاومين نيابةً عن الاحتلال، لن تمرّ، بأيّ حال من الأحوال، من دون عواقب