رام الله | حوّل جيش الاحتلال محافظة قلقيلية، صباح أمس، إلى منطقة عسكرية مغلقة، مع الدفع بتعزيزات عسكرية واسعة إلى العديد من القرى والطرق، عقب عملية إطلاق نار وقعت بين قريتَي عزون والنبي إلياس، شرقيّ قلقيلية، حيث نجح مقاوم في نصب كمين على جانب الشارع الذي يحمل الرقم «55»، والذي يسلكه المستوطنون بصورة دائمة. وفيما فتح المنفذ النار على حافلة ومركبات للمستوطنين، استطاع إصابة اثنين منهم، أحدهما بجروح خطرة. كما تمكن المنفذ من الانسحاب من المكان، على الرغم من استنفار قوات الاحتلال، وإسناد الطائرات المروحية لعمليات التمشيط، لتُسمع بعد ذلك بين حين وآخر أصوات إطلاق نار في المكان.وبحسب المعلومات، فإن الحديث يدور حول مقاوم واحد نفّذ العملية، بينما أكدت وسائل إعلام عبرية أن المستوطنة التي أصيبت بجروح حرجة هي مجنّدة في جيش الاحتلال، وأن منزلاً في مستوطنة «ألفيه منشيه» شرقيّ قلقيلية أصيب بالرصاص خلال عملية إطلاق النار. وعقب العملية، أغلقت قوات الاحتلال الشارع الاستيطاني «55» في الاتجاهين أمام حركة السير، وطالبت السائقين بعدم سلوكه والبحث عن طرق بديلة، كما نصبت حواجز عسكرية ودفعت بقوات معززة إلى المنطقة. وبالتزامن، تجمهر أمام الحافلة عشرات المستوطنين بقيادة رئيس مستوطنات الضفة يوسي دغان، ورئيس مستوطنة «قرني شومرون»، والذين أطلقوا التهديدات ضد الفلسطينيين.
بات ملاحظاً استهداف المقاومين للمستوطنين على الشوارع الالتفافية، رغم حالة الاستنفار


وتعيد «عملية قلقيلية» التذكير بعملية «دير إبزيع» التي نفذها الشهيد مجاهد منصور في 22 آذار الماضي، حين كمن على الطريق الرابط بين قريتَي دير إبزيع وكُفر نعمة غربي رام الله، وأطلق النار على حافلة للمستوطنين، وانسحب عقب ذلك إلى حقول الزيتون، وهناك خاض اشتباكاً استمر لمدة 7 ساعات أصيب خلاله 7 جنود من جيش الاحتلال ليقرّ بعده الأخير بمقتل جندي. ويأتي الهجوم الأحدث في سياق تصاعد عمليات المقاومة في الأسابيع الأخيرة في الضفة والقدس والداخل المحتل، والتي بلغت خلال شهر آذار المنصرم، نحو 484 عملاً نوعياً وشعبياً، أدت إلى مقتل واحد، وإصابة 23 جندياً ومستوطناً إسرائيلياً بجراح مختلفة. ورصد «مركز معلومات فلسطين» (معطى)، الشهر الماضي، 52 عملية إطلاق نار و50 اشتباكاً مسلحاً في الضفة الغربية المحتلة، نفذت 31 عملية منها في جنين و29 في نابلس، فيما أسفرت المواجهات والاشتباكات المسلحة في الضفة والقدس المحتلتين عن استشهاد 39 فلسطينياً بنيران الاحتلال ومستوطنيه.
وبات ملاحظاً استهداف المقاومين لحافلات المستوطنين ومركباتهم على الشوارع الاستيطانية الالتفافية في الضفة، رغم حالة الاستنفار العسكري والأمني الإسرائيلي هناك، بتسيير دوريات عسكرية على تلك الشوارع المليئة بأجهزة المراقبة وكاميرات التصوير. وينجح المقاومون، رغم حالة الاستنفار هذه، في استغراق ساعات في نصب الكمائن، وتنفيذ عمليات ناجحة وتحقيق إصابات في صفوف المستوطنين والانسحاب بعد ذلك، وهو أسلوب كان يميّز «انتفاضة الأقصى الثانية»، حين حوّل المقاومون الطرق الالتفافية إلى مصائد موت للمستوطنين، الذين لم يعودوا بفعلها يتحرّكون من دون حماية ومرافقة من دوريات عسكرية.