strong>انتهى مهرجان «فلسطين تتجدد مع الأطفال» بعد إضافة يوم مخصص للسينما الشبابية الفلسطينية عُرضت خلاله أربعة أفلام
ديما شريف
وصل أطفال مخيمي نهر البارد والبداوي، وهرعوا مسرعين إلى الداخل ليطلعوا على إنتاجاتهم الفنية. لم يستطع الأطفال حضور افتتاح معرض «بعيداً عن المنزل مجدداً: مخيمان في مخيم واحد»، بسبب الأوضاع الأمنية في طرابلس. وكانت جمعية جنى قد نظمت النشاط في إطار مهرجان «فلسطين تتجدد مع الأطفال» منذ 10 أيام في مسرح المدينة. تجوّل الأطفال في المعرض فرحين بأن صورهم وكتاباتهم وجدت طريقها إلى الجمهور. تنقلوا بين أركانه وانهمك بعضهم في كتابة آرائهم على الأوراق المخصصة لتعريف المنزل والوطن. فرحتهم ازدادت لأنهم وصلوا في الوقت المناسب لعرض أربعة أفلام فلسطينية من الأراضي المحتلة، من تأليف وتصوير أطفال وشبان يشبهونهم. فقد قررت جمعية جنى إضافة هذا النشاط إلى برنامج المهرجان. تتراوح مدة الأفلام بين عشر وعشرين دقيقة، صوّرها الشبان الفلسطينيون وكتبوها بأنفسهم، فأتت تتناول قضايا تهمهم شخصياً. فيعرض فيلم بوبا قصة الفتى مزمز الذي يتبنى كلباً ضالاً أطلق عليه اسم بوبا، وتعلق به هرباً من واقعه الأليم. «فيلم محمود» هو عنوان الفيلم الثاني الذي ينتقل فيه محمود لتأدية واجباته بين أفراد عائلته الكبيرة، ويبحث عن وقت لنفسه في مخيم قلندية للاجئين. أما فيلم «كلب مريم» فيعالج قصة الطفلة التي تصادق كلباً خفياً، ما يدفع أهلها إلى عرضها على طبيب نفسي، فتنفي في حضوره وجود الكلب لاعتقادها أنه سيجبرها على دخول مستشفى للمجانين. ويتناول «حياتنا كل يوم» ترحال مجموعة من الشباب بين مناطق بيت لحم لتصوير مقابلات مع المسنين في مخيمات اللاجئين.
كان اليوم السينمائي مناسبة لأطفال البارد والبداوي للحديث عن الأفلام التي يعدّونها بالتعاون مع جمعية جنى. فإبراهيم من مخيم البداوي أنهى فيلمه الذي يعالج قضية التعرف إلى أصدقاء جدد من النازحين من البارد، وتحوّل النفور بينهم إلى صداقة. أما محمد من البارد فيعرض في فيلمه الموضوع نفسه من وجهة نظر أخرى، وهي مساعدة صبي من سكان البداوي له بعد نزوحه. رجا الذي ما يزال مقيماً في البداوي، يتناول في فيلمه قصته مع صديقه الذي انتقل إلى بيروت لزيارة أقربائه فاندلعت الاشتباكات في البارد ولم يعد. يروي رجا كيف بحث عن صديقه ولم يجده واستمر في البحث بعد نزوحه إلى مخيم البداوي لعلّه يجده، وجد رجا صديقه عندما ذهب في زيارة إلى البارد منذ شهر ونصف، واطمأن إلى أنه بخير وهو يزوره باستمرار. واقترح أحد ناشطي جنى على رجا أن يضيف إلى فيلمه لقطات مع صديقه عن مغامرات هذا الأخير في الفترة التي لم يكونا على اتصال فيها.
أما لينا، إيمان ونور، فقد أنجزن فيلماً عن الدراجات النارية وضررها على الناس والسكان والإزعاج الذي تسببه لهم، وكتبن أغنية للفيلم. وبدت الفرحة والفخر الكبير على وجوههن عندما عُرض فيلمهن على شاشة صغيرة في المعرض قبل بدء عرض الأفلام المقررة.
وكان مهرجان «فلسطين تتجدد مع الأطفال» انتهى مساء الأحد على شاطئ الرملة البيضاء بعرض لطائرات ورقية صنعها الأطفال في إحدى ورش العمل ولوّنوها وكتبوا عليها، وتبع ذلك مهرجان «هدي يا بحر» الفني الذي أحياه عدد من الفنانين الملتزمين.