بيار الخوريلم تكن المبادرة العربيّة إلّا مورفين تهدئة لشعب تأقلم مع فكرة الفراغ. مبادرة أقرب إلى «الفوازير» نحلّل، نتمعن، نفكّر، نستعمل جميع الأفعال التي تخضع لعملية التحليل العقلي فنختلف. رموا خلافاتهم في وجه جنوننا السياسي. قدّموا لنا جملة واحدة تحمل تأويلين مختلفين ومتناقضين. استرضوا بعضهم بعضاً من خلال الإبهام، لكي لا تسوء علاقاتهم أكثر. وضعوا الإصبع على جرح الفراغ الرئاسي من دون دواء خوفاً من تحميل مسؤوليات أكبر من أن تتحمّلها علاقاتهم الهشّة. وهكذا فعلوا في قمّة دمشق. حضروا جميعاً بمستويات عدة إرضاءً وتخفيفاً للتشنّج، فغاب لبنان وتركوا صدى رئيس الحكومة يصدّع أروقة «قصره الكبير».