طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
في خطاب تصعيدي لافت، شنّ وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي هجوماً عنيفاً على المعارضة ككلّ، من غير أن يسمي إحدى قواها بالاسم، إذ أعلن رفضه لـ«أن تقاطع الأقلية البرلمانية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ولا سيما في الأيّام العشرة الأخيرة»، معتبراً أنّ في هذه المقاطعة «تعطيلاً للدستور، وضرباً للميثاق الوطني ولمبدأ الشراكة في السلطة».
وفي كلمة ألقاها خلال لقاء حاشد أقيم في «مركز الصفدي الثقافي الرياضي» في طرابلس، أمس، تساءل الصفدي عما «إذا كانت للآخرين مشاريعهم الخفيّة»، التي تستوجب «الإعلان عنها بصراحة، لتكون موضع نقاش بين اللبنانيين»، داعياً الى «إدراك مخاطر ضرب المؤسّسات الدستورية، وعلى رأسها مؤسّسة رئاسة الجمهورية»، فـ«إن لم تَجرِ الانتخابات سنداً للمواد الدستورية وعملاً بروحية الانتماء إلى الوطن الواحد، فإنّ حال الانقسام السياسي القائمة حالياً قد تتحوّل إلى تشرذم يؤدي إلى خسارة الوطن».
وفي إشارة انتقادية منه إلى الأجواء السياسية المحتقنة في البلاد، وإلى رفضه البحث عن مخرج للأزمة من خلال إجراء تعديلات دستورية، رأى الصفدي أنّ الانقسام الحاصل في البلاد «تغذّيه جهات خارجية، وتعزّزه حال انعدام الثقة بين أطراف الداخل»، معلناً رفضه «التعاطي بين أبناء الوطن الواحد على قاعدة الغالب والمغلوب، إضافة الى لغة التخوين والتحريض بين المجموعات الطائفية والسياسية التي يتكوّن منها لبنان».
واستناداً الى الموقف «الموحّد» في التكتل والداعي الى أن يكون موعد الاستحقاق الرئاسي «فرصة للإنقاذ، لا محطة للفراغ»، توجّه الصفدي إلى أركان المعارضة بالقول: «إنّ البحث عن رئيس للجمهورية خارج الأطر الدستورية المعمول بها هو خروج على الميثاق الوطني نصاً وروحاً، وأيّ تعديل للدستور سيفتح الباب أمام سلّة من التعديلات، لن يكون من المنطقي طرحها قبل الاستحقاق الرئاسي».
وحدّد الصفدي مواصفات الرئيس العتيد بقوله: «نريد رئيساً وفاقياً يجمع كلّ المكونات السياسية في لبنان»، على أن «يكون رمزاً لوحدة الوطن، لا يُساوم على سيادة الدولة اللبنانية ولا يتنازل عن قرارها الحرّ؛ يؤمن بضرورة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بواسطة جيشها دون سواه، ويسعى بإصرار إلى إدخال سلاح المقاومة في إطار آلية حلّ تتفق عليه القيادات اللبنانية في مؤتمر حوار يرعاه الرئيس المنتظر؛ يستطيع أن يحارب الفساد، ويحرص على مواكبة المحكمة الدولية لكشف هوية قتلة شهداء الوطن».