لماذا يخفي مهندس الكومبيوتر هاني الشنطي المعتقل بين أيدي فرع المعلومات سكن خالد طه الفار في شقته لفترة من الزمن؟ ولماذا تزيد الأمور تشابكاً بينما قاضي التحقيق لا يصدق ما يقوله الماثلون لديه. ومن السعودي فيصل أكبر الذي يسهب في الكلام بشكل مبالغ فيه، ينتقل التحقيق إلى الموقوف والمتهم اللبناني هاني الشنطي ثم إلى شقيق حسن نبعة، مالك نبعة، الذي يتم اعتقاله عبر شرك ينصبه له فرع المعلومات. بعد إفادة فيصل أكبر، سيتّصل المحقّق بالقاضي سعيد ميرزا الذي يطلب استمرار حجز الموقوفين واعتقال الفارّين
بعد التحقيق مع فيصل أكبر، استمع المحقّق إلى إفادة المتهم اللبناني هاني الشنطي، هذا نصّها:
اسمي هاني بن هاشم الشنطي. والدتي لطيفة العقاد تولّد الرياض في 19/10/1980، وسكّان الرملة البيضاء، بناية السلام الطابق الخامس، هاتف 824741/01 و653163/03، ومن سكان شقق أخرى (مضافات) في عين الرمانة والبسطة التحتا وطريق الجديدة. وأقيم أحياناً في منزل في محلة خلدة يملكه والدي في شارع القبة ـــــ منزل الصلح سابقاً، هاتفه 800783/05.
متعلّم جامعي ـــــ هندسة كومبيوتر، عازب، لبناني، لا أعمل. رقم سجلي 2540 زقاق البلاط.
استخرجتموني من النظارة وإنني على استعداد للإجابة عن أسئلتكم.
ــــــــ لا أذكر التاريخ بالتحديد، إنما منذ حوالي أسبوعين تسلّمت خالد طه من طارق في محلة كورنيش المزرعة ـــــ جامع عبد الناصر، وكان برفقته أيضاً صديقي بلال زعرورة، وقد حضر من حمص بسبب المداهمات التي قامت بها قوى الأمن السورية ضد المجاهدين هناك.
وقد علمت منهما أنّهما حضرا إلى لبنان بطريقة التهريب دون أي تفاصيل عنها، وبقيا في مضافة عين الرمانة لحوالي أربعة أيام. ومن ثمّ، وبناءً على تعليمات طارق، قمت بتسليمهما له: الأوّل كان خالد الطه ثمّ تلاه بلال زعرورة بعد عدّة أيام، وقد سلّمتهما في نفس المكان قرب جامع عبد الناصر لطارق، ولم أعلم إلى أين نقلهما ولم يتّصلا بي منذ ذاك الحين.
ـــ لقد قام طارق بتزويدهما ببطاقات فلسطينية زرقاء اللون مزوّرة بأسماء أجهلها عليها رسومهما الشمسية. وكان خالد يحمل حقيبته ذات اللون الأسود، بداخلها كمبيوتر محمول نوع HP وثيابه.
أمّا بلال زعرورة فكان يحمل كيسين من النايلون، أحدهما يحوي ملابسه، والآخر فيه جهاز الكمبيوتر المحمول نوع Toshiba.
ــــــــــ لم أخبركم بأنّني شاهدت وقابلت خالد الطه لدى السؤال عنه، وحاولت أن أخبركم بأنني لم أشاهده منذ وقت طويل لخوفي من أن يلقى القبض عليه، لكونه يريد العمل اللوجستي في العراق. أما عن الأسلحة، فأفيدكم أنّه لدى استئجاري لشقّة طريق الجديدة، وبعد أن أعلمني جميل بتسليم مفتاحها للوسيط خالد ومغادرة الشقة والعودة إليها بعد ستة أيام حسب تعليمات جميل، وجدت فيها خمس حقائب تحوي القنابل وبعض بنادق الكلاشنيكوف، ولم أفتح باقي الحقائب لتفقّد ما بها. وفي فترات أخرى وبناءً على اتصالات وأوامر جميل، تسلمت حقائب تحوي بنادق كلاشنيكوف من صبيّ عمره 16 سنة أجهل اسمه كنت ألتقيه أمام جامع الخاشقجي. وضعت هذه الحقائب بجانب الحقائب الموجودة في الشقة ولاحقاً نقلتها أنا وعامر إلى شقة البسطة، كما ذكرت لكم، وكنت قد سلّمت شخصاً حضر من قبل جميل حقيبة تحوي حوالي خمسين جهازاً لاسلكياً عسكرياً نقلها إلى سوريا حسب ما علمت من جميل، وأن المتسلم ملقب هيثم، لا أعرف هويته كاملة. وقد سلمته الحقيبة في أوائل شهر حزيران من عام 2005 وأذكر رقم هاتف هيثم هذا وهو 207378/03، أما الشرائح الكهربائية فقد استبقيتها في الشقة بناءً لطلب جميل، على أن تنقل إلى العراق عبر سوريا وهي تستعمل للتفجير عن بُعد، لكن في العراق بأعمال الجهاد ولم يستعمل أي منها في لبنان ولا في سوريا.
ـــــــ أفيدكم بأنني بايعت الأمير راشد في حلب خلال شهر آب 2004، وقد اشترطت على الشيخ في المبايعة أن أكون استشهادياً في العراق ضد الأميركان حيث طلب مني الشيخ راشد في حينها أن أتسلّم البريد السرّي الإلكتروني من العراق ودول أخرى وتحويله إلى بريده في سوريا، لكي لا تظهر الرسائل أنها من العراق إلى سوريا، ريثما تسنح الفرصة بإرسالي إلى العراق. بقيت في هذا العمل، ثم طلب مني الشيخ راشد تزكية مَن أراه مناسباً للجهاد في العراق. فكان الأول بلال زعرورة في شهر 11 من عام 2004 حيث بايع الشيخ راشد في حلب، ثم قمت بتزكية عامر حلاق الذي ذهب إلى سوريا وبايع أيضاً الشيخ راشد، وذلك في مطلع عام 2005. ثم قمت بتزكية سليم حليمة الذي ذهب إلى حلب وبايع الشيخ راشد في حلب، وذلك في الشهر الثالث من عام 2005. أما الأعمال الأخرى التي طُلبت مني فكانت بناءً على أوامر جميل، وهي نقل السلاح واستئجار المنازل.
ــــــــ إنّ خلافي معهما كان عقائدياً، وذلك حول تكفيري لبعض مذاهب الشيعة والأديان الأخرى بينما كانا هما ضد مبدئي هذا.
ـــــــ لقد طلب مني جميل عدم التوجه إلى مركزكم أو إلى أي مركز أمني لدى استدعائي. أعلمني هو أن من المحتمل استدعائي للتحقيق معي بعد أن أجري تحقيق مع زياد الطه، شقيق خالد الطه.
إن مَن زكّاني لدى الشيخ راشد هو خالد الطه، وإن طارق الذي علمت أنه موقوف لديكم ويدعى فيصل أكبر، هو مَن كان يقوم بإعطاء الدورات الأمنية، وإن نبيل الملقب أبو غادية والذي استشهد في العراق صيف 2005 وجميل والشيخ راشد هم الأمراء الذين كانوا يبايعون.
حسب ما سمعت فإن الشيخ حسام محسن قد فرّ إلى سوريا بعد أن خرج من السجن.
كلا لم يعلمني خالد الطه بأنه تسلم أحمد أبو عدس في سوريا في أي وقت من الأوقات التي قابلته فيها أو تكلمت معه. وقد أعلمني خالد الطه أنه لا دخل لي بقضية الحريري.
ــــــــ إن سبب هروب خالد الطه من أمامكم هو لأنه لا يريد تسليم نفسه إلى الطواغيت، كما يقول هو، وقد طلب مني أيضاً عدم تسليم نفسي. أما بالنسبة لحضوره في 15/1/2005، فأنا لا أذكر هذا التاريخ تحديداً، إنّما أذكر أنّه في ليلة ما، بات لديّ خالد الطه في منزل خلدة، وصباح اليوم التالي أوصلته بسيارتي إلى محلة الجامعة العربية، وغادر إلى سوريا بعد أن تركته وودّعته قرب حلويات الدامرجي، علماً أنه في هذه المرة كان خالد قد حضر سراً دون إعلام ذويه، لذا بات لديّ في خلدة. وقد استفسرت خالد الطه لاحقاً عن هذا الأمر بواسطة Email مرسل لجميل، ووردني الجواب أنه فعلاً قد حضر بعد ظهر 15/1/2005 وبات لديّ في خلدة في المنزل المهجور والذي لا تستخدمه عائلتي، ويوجد فيه ناطور، وأنّ خالد قد غادر صباح اليوم التالي. وآخر مرة شاهدت خالد بها في مضافة عين الرمانة سألته وجهاً لوجه نفس السؤال، فأكد لي ذلك، أي الجواب السابق، لكنني شخصياً لا أستطيع التذكر ما إذا كانت المرة التي حضر فيها إليّ سراً وبات في خلدة هي المرّة بتاريخ 15/1/2005 وغادر صباح 16/1/2005، فلا أستطيع التذكر.
ـــــ لقد أخبرني خالد الطه في حينها لدى حضوره أنه لا يريد إعلام أهله أنه موجود في لبنان حيث حضر بعد ظهر أحد الأيام إلى الجامعة العربية فجلسنا، وحضر أصدقاؤنا المشتركون، أي بلال زعرورة وعامر الحلاق وسليم حليمة ورائد بحيري.
إن المسدس CZ الذي اصطحبتموه من شقتي في عين الرمانة مع مماشطه أحضره خالد الطه معه من سوريا، واستبقاه في الشقة بناءً على أوامر طارق.
إنني مقرّب من خالد الطه وأعرفه منذ ثماني سنوات، وخالد كان يتلقى الدروس الدينية من أحمد أبو عدس صيف 2003، وعلى هذا الأساس تعرفت إلى أحمد أبو عدس في عام 2003 وكان ملقباً أبا تراب.
لقد خضعت لدورة أمنية في سوريا في الشهر الثامن من 2004، تلقيتها على يد طارق وبايعت بعدها الشيخ راشد المقنّع في حلب في ذات الفترة.
لقد شاهدت للمرّة الأولى جميل في الشهر الثالث من 2005 في لبنان قرب جامع الخاشقجي، وكان يحضر إلى لبنان بمعدّل مرة شهرياً، وذلك لمقابلتي له في فترات لاحقة.
كلا ليست لديّ أية أقوال أخرى وهذه
إفادتي.
إفادة المتّهم اللبناني مالك نبعة
اسمي مالك بن محمد نبعة. والدتي صبحية نبعة تولّد بيروت في 24/4/1981 وسكان محلة المدينة الرياضية، شارع غانا، حي الداعوق، قرب دكان منى دمج بملك الرز الطابق الثاني، هاتف 507302/03. متعلّم. المرحلة البروفيه. مهنتي مصحح كتب دينية. متأهل من مايا شرف الدين. لبناني رقم سجلي 450 شبعا حي الغربي بموجب دفتر جيش رقم 7893/ الجنوب.
ورد اتصال إلى هاتف شقيقي خضر نبعة من مركزكم لإبلاغي بالحضور إلى مركزكم. ولدى خروجي من المنزل، تقدّمتم مني وأعلنتم عليّ صفتكم الرسمية والغاية من حضوركم. فتّشتموني فلم تعثروا معي على ممنوع. أحضرتموني إلى مركزكم، تلوتم عليّ حقوقي بإجراء مخابرة هاتفية ومقابلة محامٍ، وإنني مستعد للإجابة عن أسئلتكم، ولم يفقد أو يتلف أو ينقص لي شيء من جراء التفتيش والتوقيف.
ـــــــــ الحقيقة أقولها لكم الآن، أنه لدى استماعي من قبلكم في المرة الأولى بالمحضر 1170/302 تاريخ 15/12/2005 لم أذكر لكم أنني أنا مَن فاتحت خالد الطه بموضوع الذهاب للعراق للجهاد، لكوني لمست فيه التزامه الديني وهو موضوع ثقة، فقبل خالد بالذهاب. وبعد أن زوّدته برقم هاتف جميل في سوريا وذلك في عام 2004. وقبل مغادرته إلى سوريا، ترافقت معه إلى منزله حيث نزلت والدته إلى الشارع لتوديعه، وكنت أنتظر في الشارع وأشاهد والدته تودعه وقد كذب عليها خالد وأخبرها بأنه مسافر للعمل في تركيا. وبعد الوداع، تظاهرت أنا أمام الوالدة التي وقفت تراقب ولدها وهو بطريقه إلى السفر من أنني أسير معه كأنني مسافر أيضاً معه إلى تركيا، كما أخبرها خالد، إلى أن وصلت إلى مكان لا تستطيع والدته رؤيتنا معه. ودّعته هناك، وكنا قد أصبحنا قرب المحطة على زاوية تقاطع الغبيري ـــــ حارة حريكاتجهت أنا إلى دراجتي المتوقفة هناك، وغادر خالد إلى سوريا. وبعد فترة وجيزة عاد خالد إلى لبنان واتصل بي؛ استغربت حضوره المبكر لكونه قد غادر للجهاد في العراق، واتفقنا على اللقاء في المحل الذي كنت أعمل فيه في محلة طريق المطار، وهو محل سمانة. وهناك استفسرت من خالد عما فعله في سوريا لدى جميل، فلم ألقَ منه جواباً مفصّلاً، إنما أعلمني بأنّ العمل جارٍ بموضوع الجهاد، وقد أعطاني بضعة أقراص مدمجة CD وغادر. شاهدت هذه الأقراص وتبيّن لي أنها تحوي أفلاماً عن عمليات تفجير ومقاومة في العراق وعمليات ذبح الأجانب في العراق. بعدها أصبح خالد يحضر لزيارتي كل مرة يحضر بها من سوريا، وكان أيضاً يعطيني الأقراص المدمجة CD للعمليات الجهادية الجديدة. كما كان يخبرني شفهياً عن أحوال المجاهدين في العراق. استمرت هذه الزيارات في كل مرة يحضر براً من سوريا إلى أن انقطعت أخباره فجأة. وحسب ما أذكر أن ذلك حدث في أواخر عام 2004، وحتى تاريخه أخباره مقطوعة عني، وحسب علمي أنه موجود في العراق.
ــــــ لقد حضر جميل إلى لبنان عام 2004 مرسلاً من شقيقي حسن نبعة الملقب أبا البراء والموجود خارج لبنان، حيث أعلمني جميل هذا أنه مرسل من قبل شقيقي حسن وأنه يريد تجنيد شباب للذهاب للجهاد في العراق، وغادر. بدأت التفكير بمَن يصلح للذهاب إلى العراق حيث تعرّفت إلى خالد الطه وأرسلته إلى سوريا.
ـــــــ لقد اقتصر الأمر على خالد الطه ولا أعلم إن تمكّن من دخول العراق أم لا.
ـــــــ لم أستطع تأمين أي شاب مجاهد سوى خالد الطه.
ـــ كلا لم أشترك أو أسهم في أي من هذه الأعمال.
ــــــــ لم أشأ إعلامكم بأمره (لكونه كان) من ضمن المطلوبين في أحداث الضنية.
ـــــــ لقد كان خالد الطه يعرّفني باسم عبد، حسب ما أخبرته أنا عن اسمي.
ـــــــ أفيدكم أنه لديّ ابنة تعاني من وضع صحي يستلزم العلاج الدائم.
ــــــــ لم أعلم بأية مداهمات حدثت في سوريا، ولم أشاهد أو أقابل أياً من الجماعة سوى شقيقي حسن وشخص كان برفقته أستطيع التعرف إليه فور مشاهدتي له. وأذكر أنه منذ ثلاثة أسابيع حضر شخص أجهله إلى مسجد القرآن الكريم قرب المدينة الرياضية حيث دخل وسأل عني بلقبي أبو أنس (...)
ـــــــــ أقول الحقيقة الآن، إن رقم شقيقي حسن في سوريا كان بحوزتي، ولدى اتصالي به لآخر مرة إلى سوريا من «تلي كارت» منذ حوالي شهر، أعلمني بأنه قادم وطلب مقابلتي في محلة الروشة ثانية، وشاهدت الشخص برفقته كما ذكرت لكم.
ـــــ لقد كنت أتسلّم حقائب كبيرة من جميل الذي ذكرته لكم حيث كان يحضر إلى منزلي لتسليمي الأسلحة على أن أنقلها إلى شاب يدعى مروان كان يتسلمها في محلة قصقص قرب جامع الخاشقجي.
ـــــ لقد كان جميل يرسل الأسلحة بواسطة شخص من قبله ملقّب عصام، عمره 30 سنة، لهجته غير لبنانية، وكنت أرسلها إلى مروان الذي ذكرته.
ـــــــــ نعم، لقد كنت أرسل علي شرف الدين شقيق زوجتي لتسليم الأسلحة لقاء خمسة آلاف عن كل حقيبة، وكنت أقف من بعيد لأراقب التسليم، على أن علياً لا يعلم محتويات الحقائب من أسلحة.
ــــ نعم، إن الرسالة التي عرضتموها عليّ هي بخط يدي، وقد كتبتها لخالد الطه بعد خروجي من مركزكم وسلمتها لشقيقي حسن ليعطيها إلى خالد الطه، علماً أن شقيقي حسن طلب مني كتابة رسالة لخالد لتوضيح ما حدث معي في التحقيق لديكم.
ـــــــــ أقصد بها موضوع علاقة خالد بأحمد أبو عدس.
ــــــــ لم يكن هناك أي رسالة قبلها، لكني أردت أن أعلم خالد الطه خطياً وتفصيلياً بالأسئلة التي سألتموني والأجوبة التي أدليت بها أمامكم.
بمؤازرة فريق خاص مكلّف، وبإشراف وتوجيهات المقدم رئيس الفرع (المعلومات)، يتألّف الفريق من الملازم محمد ضاهر والمؤهّّل توفيق عساف رقم 17428 والمعاونان الأولان: إبراهيم حمية رقم 24874 وطوني يوسف رقم 25713 ودوريات من المكاتب الإقليمية للفرع حيث، وبموافقة حضرة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، قمنا بمداهمة الأمكنة التي يستخدمها كل من: جمال بابلي في محلة الأوزاعي تجاه بنك الجمال، منزل طابق أرضي، وشقة في الطابق العاشر من بناية الشاطئ الذهبي في محلة الرملة البيضاء التي أفادنا عنها طارق الناصر، والتي تبيّن أن المدعو فهد اليماني يملك مفاتيح هذه الشقق بالإضافة إلى مفاتيح شقق البسطة والطريق الجديدة (...) حيث وبدخولنا الشقة المذكورة بفتحها بمفتاح المدعو طارق الناصر تأكد لنا خلوّها من أي شخص. بتفتيشها عثرنا بداخلها على مسدس حربي نوع Glock مع ممشط مموّن عائد له ومسدس حربي صغير إيطالي الصنع مع ممشطه المموّن من عيار 5 ملم، ورمانة يدوية دفاعية «صنوبرة» لون زيتي انتزع منها الصاعق ووضع جانبها. كما ضبطنا هوية سورية مزورة باسم عبد الغني فارس عليها اسم الموجود لدينا فهد اليماني، سعودي الجنسية، وبطاقة فلسطينية مزورة باسم رمزي حسين الموجود لدينا اللبناني حسام منيمنة، وأوراق ثبوتية مختلفة للأشخاص الموجودين لدينا بأسماء وجنسيات مختلفة تماماً، وجوازات سفر عراقية وسورية لنسوة، وشهادات طبية لطارق الناصر باسم مختلف، وهويات مزورة له. كما ضبطنا قناعاً صوفياً أسود اللون وغطاء للرأس (كوفية) وثلاثة أنابيب خاصة بصباغ الشعر بلون أشقر (...) كما ضبطنا جهاز كومبيوتر محمولاً وأقراصاً مدمجة وفلاشات ذاكرة وبطاقات اتصال وبطاقات تغذية اتصال لهواتف خلوية سورية وبطاقات «تلي كارت» جديدة أتلفت فيها الشريحة الكهربائية «نحاسة» ورميت في سلة مهملات الشقة. كما ضبطنا سدادات طبية للأذن ودواء خاصاً لمعالجة الأذن (...) وثلاثة هواتف خلوية نوع نوكيا، وماكينات حلاقة كهربائية، ومستندات لعقود إيجار وشراء شقق في سوريا، وفواتير كهرباء لشقق أيضاً في سوريا (...) كما عثرنا على كيس نايلون صغير يحوي مسحوقاً أبيض «بودرة» مختوم مجهول الماهية، وعدد وحيد من صحيفة البلد المؤرّخة بتاريخ 16/12/2005 وقد كتب على الصفحة المذكورة بخط قلم حبر أسود على عنوانين في الصفحة المذكورة عنوان مقالة: مخزن للأسلحة في باريس، والمقالة الأخرى عن: بوتفليقة مصاب بالسرطان. كما ظهر الحبر الأسود أيضاً في صفحة أخرى قرب صورة للتعازي بوفاة النائب جبران تويني، ودُوِّن أيضاً رقم هاتف تمّ محوه أيضاً بالقلم نفسه. كما ضبطنا حزمة قماشية ذات رباط يستدل منها بأنها للربط حول الجسم مجهولة الاستعمال. كما ضبطنا سكيناً عدد اثنين ذات نصل صغير تطوى. كما ضبطنا رسائل بخط اليد جديرة بالاهتمام وتتضمن توديع أهل كاتب هذه الرسائل، بالإضافة إلى رسالة تتضمن معلومات عن إفادة أدلى بها أحد المستمعين في مركزنا بتاريخ سابق، ومتعلقة بتحقيقنا هذا. كما ضبطنا طوابع مختلفة رسمية وورقة مسجلاً عليها معدّات مطلوب تأمينها منها Scanner وطابعة ليزر وماكينة تجليد وضوء بنفسجي لكشف العملة ولوح زجاج (...) ومسطرة وأختام وألوان وفرشاة حلاقة وسشوار ومكواة دون ثقوب وخريطة لبنان بيروت ـــــ طرابلس يستدل منها أنها لتزوير الهويات والوثائق، وقد عثر على الكثير منها. كما ضبطنا external portable hard disc وهو جهاز ذاكرة كمبيوتر يوصل خارجياً، ومبالغ (...) ألف وخمسمئة دولار أميركي وستة وسبعين ألفاً وثلاثمئة ليرة سورية.
(...) وانتقلنا إلى محلة الأوزاعي الطريق العام مقابل بنك الجمال، زاروب في اتجاه البحر، منزل بملك آل عساف. وقمنا بفتح المنزل في الطبقة الأرضية في الشقة بمفتاح المدعو جمال بابلي. أجرينا تفتيش المنزل، فلم نعثر بداخله على ممنوع. ضبطنا من داخله هاتف نوكيا من أجل رقم خلوي سوري. استحضرنا المضبوطات من المكانين المذكورين. تم التأكد من عدم وجود أي شخص في منزل الأوزاعي، وفي مركزنا بدأنا بالدراسة والتدقيق في محتوى المضبوطات.
من القرار الظنّي بشبكة الـ13
تبيّن أن المدعى عليهم، وعلى رغم اختلاف جنسياتهم، جمعتهم عقيدة واحدة وأفكار هادفة الى الجهاد لتحرير العراق من الاحتلال الأميركي. وتحقيقاً لرغبتهم هذه، بايعوا أمراء تنظيم القاعدة الذي ينتمون إليه. وقد أقدم هؤلاء الأمراء لاحقاً على تعديل مهمتهم وتحريرها وتوجيهها الى الأنظمة العربية لبعض الدول التي كفّروها في العالم العربي الإسلامي وبعض الطوائف اللبنانية. وألّفوا لهذه الغاية مجموعات إرهابية اتخذت من العنف وسيلة للاقتصاص من هذه الأنظمة وتقويم انحرافها عن قضايا الأمة والمبادئ الاسلامية من وجهة نظرهم الشخصية. ومجموعتنا هذه اتخذت من سوريا مقراً لها، وتوزّعت أدوار أفرادها بين أمير لها يُبايع وتُلتزم أوامره وتعليماته، ومموّل بالمال والسلاح ومزوّر يوفر المستندات اللازمة المزيّفة وهويات من مختلف الجنسيات لضمان تنقّلات الأفراد، وآخرين يقومون بتدريبات عسكرية وأمنية بعد الخبرة التي اكتسبوها من اشتراكهم في معارك في أفغانستان، وبإعطاء التوجيهات العائدة لكيفية التعامل مع المحققين وتضليلهم في حالات التوقيف والتزام السرية التامة. فيما انحصر نشاط بعض المدعى عليهم في لبنان بتأمين البريد الإلكتروني، واستئجار الشقق لتخزين الأسلحة والعتاد وليسكنها القادمون من سوريا، وتجنيد الشباب لمصلحة تنظيم القاعدة، وإرسالهم الى سوريا لمبايعة أحد الأفراد لتأمين الأجهزة اللاسلكية، تسهيلاً للاتصالات بين أفراد التنظيم بعد العمل على حذف الرقم التسلسلي عنها.
وتبين أن ارتباط بعض المدّعى عليهم بعلاقة صداقة مع المدعو أحمد أبو عدس الذي اختفى قبل شهر من ظهوره في تسجيل على شاشات التلفزة متبنّياً اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أدّى إلى كشف هذه المجموعة الإرهابية من قبل الأجهزة الأمنية، بعد مراقبتها وإحباط مخطّطاتها في لبنان التي كانت قد أنهت مرحلة التحضير لها قبل الانتقال الى مرحلة التنفيذ التي حال دونها توقيف بعض العناصر المقيمين على الأراضي اللبنانية أو القادمين إليها من سوريا بطرق غير شرعية. ونتج من مداهمة الشقق المستأجرة ومصادرة كمية كبيرة من الأسلحة الرشاشة والرمانات اليدوية والصواريخ والذخائر والقطع المعدنية الإلكترونية والأجهزة اللاسلكية ومستندات مزورة، فيما تمكن قسم من المدعى عليهم من الفرار الى داخل المخيمات الفلسطينية.
وتبين أنه خلال أواسط عام 2000 وعلى أثر ملاحقة الأجهزة الأمنية اللبنانية المدعى عليه حسن محمد نبعة للاشتباه باشتراكه في أحداث الضنية، فرّ هذا الأخير الى سوريا حيث أقام وتابع دراساته الدينية. وخلال ذلك، تعرّف بمجموعة من تنظيم القاعدة الذي انتمى إليه، على رأسها المدعو جميل وهو سوري الجنسية من سكان مدينة حمص (...)
توضيح وتوقيفات
جاءنا من الموقوف حسن نبعة ما يأتي:
«كثيراً ما سعيت لأن أعيش في وطن جميل كالعراق، سيّد كسيادة المقاومة فيه، ولطالما أصرّ البعض على أن يحظى بالوطن كلّه، جميل سيّد في آن! أحبّ أن أطمئنكم أنّ نشر مسرحية عملية الاغتيال قد أتى أُكله، ووحّد الأجهزة المتنافرة اللاهثة على كبش فداء! فها أنا حبيس رومية منتهك الكرامة في الزنازين عينها التي يتأمّر داخلها لحديّو وطن 17 أيّار. وبعد نشركم الخبيث والموجّه، اصطحب الجنجويد باقي إخوتي وآخر معيل لعائلتي، لكأنّ الرذالة تقضي بتعميم الألم، لأنّ أجهزتكم الفاشلة لا تداوي الوجع إلا بالقتل!».
ولدى الاتّصال بمحامية الموقوفين من آل نبعة، أفادت المحامية مهى فتحة بأنّ هؤلاء الشبان يشرّفون اللبنانيين في مقاومتهم في العراق، معلنة أنّ خضر نبعة الذي أوقف دون مبرّر لمدّة 9 أشهر سابقاً وأخلي سبيله، عاد واعتقل يوم الاثنين لدى مخابرات الجيش اللبناني. وأشارت إلى أنّ الأخ الرابع، وهو أحمد نبعة، وبينما كان يزور شقيقه في سجن رومية بعد تعرّضه للضرب، جرى اعتقاله أيضاً من قبل المخابرات، التي لم تقدّم أي توضيح. وتضيف المحامية أنّ حسن تمّ زجّه في زنزانة مع سجناء من العملاء اللحديّين، وأنّ الأخوين مالك وحسن مُضربان عن الطعام، مؤكّدة أنّ كلّ الاعترافات التي تنشر انتُزِعت تحت التعذيب.
(غداً رؤية أخرى لما حصل من تحقيقات ومعلومات إضافية عن ملف حسن نبعة، والاثنان متابعة للتحقيق مع مالك نبعة وآخرين)