دعا رئيس الجمهورية العماد إميل لحود القادة اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم، الى ضرورة «ضبط ردود أفعالهم، وتجنّب إطلاق المواقف التي من شأنها إثارة الحساسيات الطائفية أو المذهبية، أو المسيئة إلى صيغة العيش المشترك التي ميّزت لبنان، وجوداً ودوراً، وجعلته فريداً في محيطه وفاعلاً في العالم».وكان قصر بعبدا قد شهد، أمس، سلسلة لقاءات عقدها لحود مع زوّاره الذين نقلوا عنه قوله إن بعض ما قيل في الأيام الماضية «حرّك جروحاً في الجسم الوطني اللبناني، واستجلب ردود فعل من هنا وهناك»، وهو ما يوجب «معالجة سريعة، لن تكون إلا من خلال تجاوز كل الإساءات، من أي جهة صدرت، واعتبارها من الماضي، والتطلّع بسرعة الى ما يعيد جمع الشمل وتحصين الوحدة الداخلية وتجديد السعي الى تأليف حكومة وحدة وطنية تضمّ جميع القادة اللبنانيين حتى يكون الوطن هو الفائز الحقيقي».
وإذ نبّه إلى أن «الوقت يمرّ بسرعة، والصيف يقترب من الانتصاف، ومواعيد الاستحقاقات تدنو، ومن الضروري مقاربتها بموقف لبناني واحد، لأن البديل سيؤدّي الى ارتفاع منسوب القلق والخوف على مستقبل البلاد»، رأى لحود أن «ما من أحد يستطيع أن يتحمّل مسؤولية دفع لبنان الى أوضاع خاطئة قد يصعب تصحيحها بسهولة، في ظل ما يجري في المنطقة من تطورات وما يحضّر لها من مخططات لن يكون لبنان قادراً على مواجهتها الا إذا كان موحّداً وقوياً ومتضامناً».
وفي هذا الصدد، جدّد رئيس الجمهورية دعوته القادة اللبنانيين لـ «التلاقي، بعيداً من التشنّجات وتصفية الحسابات وإطلاق الاتهامات ونبش الماضي واستحضار مفردات الحرب وأجوائها، لأن اليد الواحدة لا تصفّق، والبنيان الوطني لا يكون قوياً وفاعلاً إذا لم يكن متماسكاً ومتراصّاً».
وكان لحود قد التقى النائب السابق عدنان عرقجي الذي أشار الى أن رئاسة الجمهورية هي «المرجعية السياسية الوحيدة للمسيحيين في لبنان، خصوصاً بعد الحملة الشرسة التي تعرّض لها هذا المقام ممّن يفترض أن يدافع عنه من بعض المسيحيين الذين ارتضوا أن يسيروا في مخطّط مشبوه لتحطيم رمزية هذا المقام»، معرباً عن تأييده لقول النائب ميشال المرّ «لن نسمح، لا اليوم ولا في المستقبل، بتخطّي صلاحيات رئاسة الجمهورية»، ومضيفاً: «نحن نقف الى جانب إخواننا المسيحيين، شركائنا في الوطن، ونرفض المنطق القائل بأسلمة لبنان، إيماناً منا بأن لبنان لا يقوم ولا يستمر إلا بجناحيه المسيحي والمسلم، كذلك نرفض أي محاولة لتوطين الإخوة الفلسطينيين فيه وتهجير المسيحيين منه تنفيذاً لمخطّط هنري كيسنجر المشؤوم».
واستقبل لحود المنسّق العام لـ «تجمّع اللجان والروابط الشعبية» معن بشور الذي وضعه في أجواء الاستعدادات القائمة في العديد من عواصم المنطقة والعالم لإنجاح «ملتقى القدس الدولي» الذي سيعقد في اسطنبول في أواسط شهر تشرين الثاني المقبل، بمبادرة من «مؤسّسة القدس الدولية» التي كان للحود «دوره في احتضانها ورعايتها، منذ تأسيسها قبل سنوات».
كذلك استقبل رئيس الجمهورية سفير المكسيك أرتورو بوينتيا أورتيغا في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان، وملكة جمال لبنان المغترب لعام 2007 غريس بجّاني المقيمة في المكسيك، يرافقها رئيس «لجنة ملكة جمال لبنان» أنطوان مقصود.
(وطنية)