وفيق قانصوه
ماذا يجري داخل «اللقاء الوطني» الذي يرأسه الرئيس عمر كرامي، ما أدى إلى إرجاء الاجتماع الذي كان «مقرراً» للّقاء أول من أمس في ضيافة الوزير السابق سليمان فرنجية في بنشعي؟
«لا شيء قطعاً». هذا ما يؤكده، جواباً عن السؤال، عضوا اللقاء، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي والوزير السابق ألبير منصور، وهما، بحسب وسائل إعلام مقرّبة من الأكثرية، سببا «الخلاف» الذي أدى إلى إلغاء اللقاء بعد «احتجاجهما على استثنائهما من المشاركة في اجتماع المعارضة الذي انعقد أخيراً في منزل النائب العماد ميشال عون في الرابية».
«محاولة غير موفقة للاصطياد في مياه غير عكرة»، يقول الفرزلي ضاحكاً، مؤكداً أن «كل هذه الإشاعات عارية من الصحة». ويضيف: «لم نحضر اجتماع الرابية لأن اللقاء الوطني كان ممثلاً بالرئيس كرامي، وليس مطلوباً أن يكون كل أعضاء اللقاء الوطني حاضرين، وإلا تحول الاجتماع من اجتماع معارضة الى لقاء وطني».
ويوضح الفرزلي غيابه ومنصور عن اجتماع الرابية، وحضور الوزيرين السابقين فرنجية وطلال إرسلان والنائب أسامة سعد، وهم أعضاء في اللقاء الوطني، بأن «الأول حضر عن تيار المردة، والثاني عن الحزب الديموقراطي اللبناني، والثالث ممثلاً الأحزاب الوطنية». وكيف يفسر ما أشيع عن الخلاف إذاً؟ «إفلاس الأكثرية» يجيب.
مصادر الرئيس كرامي أكّدت أن «لا صحة لهذه الأنباء المفتعلة»، وأن «لا خلاف أو أي شيء من هذا القبيل» بين أعضاء اللقاء الذي سيعقد اجتماعه الأسبوع المقبل. وعن سبب الإرجاء أسبوعين متتاليين، أشارت المصادر إلى أن لقاء الأسبوع الماضي أرجئ بسبب تزامنه مع عقد اجتماع أركان المعارضة في منزل الرئيس كرامي، لافتة إلى أن اجتماعات «اللقاء الوطني» ليســـت أسبوعية.
كرامي، من جهته، أكد للصحافيين أمس أن اللقاء كان سيعقد اجتماعاً أول من أمس، في بنشعي. «لكن أسباباً طارئة اضطرّت الوزير فرنجية لسفر مفاجئ دفعتنا إلى إرجاء اللقاء، وهذه محاولة إضعاف المعارضة بهذه الأساليب، فليخيّطوا بغير هالمسلة».
«هذه المسلة في غير محلها» بحسب منصور الذي يؤكد أنه ليس مطلوباً أن يحضر كل أعضاء «اللقاء الوطني» اجتماع المعارضة الموسع في الرابية ما دام الرئيس كرامي موجوداً. ويرى أن «اختلاق هذا الخلاف يأتي من باب التمنيات من أجل خلخلة المعارضة وإثارة البلبلة في صفوفها».
وأبدى منصور أسفه لأن «بعض الصحف التي نحترم باتت تفتقد إلى أبسط قواعد العمل الصحافي. وقبل نشر هذا الخبر المفتعل وتضخيمه بالطريقة التي حصل فيها، كان يجدر الاتصال بنا والاطّلاع على حقيقة الأمر».