سبقت نورا جنبلاط زملاءها بإعلانها تجميد أنشطة «مهرجانات بيت الدين الدولية» التي ترأس لجنتها لصيف 2024 بسبب العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وحرب الإبادة المستمرّة على غزّة منذ أكثر من سبعة أشهر. ففي الوقت الذي لم يحسم فيه منظّمو المهرجانات المحلية موقفهم بشأن إقامتها أو تأجيلها هذا العام، قرّرت جنبلاط حصر الأنشطة بمعارض فنية تحتضنها باحات القصر الشوفي خلال فصل الصيف، وفق بيان أصدرته الليلة.وشدّدت جنبلاط في البيان على أنّه «في الوقت الذي يمرّ فيه جنوب لبنان وأهله بأوقاتٍ عصيبة، وتعيش فيه فلسطين حالة إبادة جماعية متواصلة على مرأى العالم وصمته، فإنّ «مهرجانات بيت الدين» تعلن تعليق أنشطتها التي كانت مقررة لهذا العام».
في هذا السياق، تؤكد المعلومات التي حصلنا عليها أنّ الأوضاع الأمنية ليست وحدها عقبة في وجه إقامة الحدث البارز، إذ يعدّ الواقع الاقتصادي المتردّي سبباً أساسياً للحؤول دون إقامته. وتشير المصادر إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تجمّد فيها «مهرجانات بيت الدين» أنشطتها التي انطلقت في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. ففي عام 2006، حصل الأمر نفسه بسبب العدوان الإسرائيلي، قبل أن يتكرّر المشهد في العام التالي بفعل موجة الاغتيالات. أما في عامَي 2020 و2021، فارتبطت المسألة بجائحة كورونا. ثمّ عاد المهرجان في العامين الماضيين لتنظيم حفلات خجولة، حاول من خلالها مراعاة سوء الأحوال المالية في البلاد. هكذا، غابت الحفلات الكبرى التي لطالما اشتهر بها الحدث، لمصلحة الاكتفاء بمواعيد أحيتها مجموعة من الفنانين المحليين.
واليوم، يرى البعض أنّ نورا جنبلاط قد تمهّد الطريق أمام منظّمي مهرجانات أخرى سيتخذون قرارات مشابهة، في ظلّ الضبابية التي تسود المشهد وصعوبة توقّع ما ستؤول إليه الأمور في الصيف، وخصوصاً أنّ هذه الأنشطة تعتمد بشكل أساسي على المغتربين والسيّاح.
ويأتي قرار «بيت الدين» في وقت تشهد فيه بيروت فورة حفلات تكاد تكون غير مسبوقة، مع إعلان النجم المصري عمرو دياب عن إحيائه حفلة في 15 حزيران (يونيو) المقبل في «واجهة بيروت البحرية». كما ضرب العراقي كاظم الساهر موعداً مع محبّيه في العاصمة اللبنانية في 5 تموز (يوليو) المقبل، فضلاً عن سهرات المصريَّين شيرين عبد الوهاب ومحمد رمضان، والسورية أصالة، وغيرهم.