لوران تيرزييف (١٩٣٥ ـــــ ٢٠١٠) صاحب القامة الطويلة والنحيلة، والوجه الحاد الملامح، والصوت الرخيم، والنظرة الرومنطيقيّة، والهالة الغريبة، ذلك الراديكالي الخجول الذي اقترنت حياته بالمسرح على امتداد نصف قرن، جاء إلى التمثيل عن طريق التجربة الميدانيّة، بعدما قام بأعمال تقنية مختلفة في الكواليس. كان لوران تشيرميرزين (اسمه الأصلي) طفلاً، عندما وصل
اختصر نظرته كالآتي: «حيثما الشعر يكون المسرح»
منذ تأسيس الفرقة التي حملت اسمه (١٩٦١)، قدّم (ممثلاً ومخرجاً) أعمالاً منوّعة جعلت منه أسطورة المسرح الفرنسي. مثّل في إدارة روجيه بلان وجان ـــــ لوي بارو وروجيه بلانشون وبوب ويلسون... وقدّم نصوص ابسن وبيرنديللو وكلوديل وميلوش وبريخت وأونيل... هذا العصامي المستقل الذي جمع بين القطاع الخاص ومسرح الدولة، وتميّز أداؤه بحساسية عالية لا تخضع للموضة، هو من موقّعي «بيان الـ١٢١» الشهير ضدّ حرب الجزائر (١٩٦٠). وقد لفت الأنظار، في عام ٢٠٠٢، بموقفه المعارض للحرب على العراق. الرجل الذي كان يحيي الكلمات، عاش ليكون الشاهد الملك على وجع العالم، وليعالجه عبر المرآة المزدوجة التي اسمها المسرح.