ولد ساراماغو عام 1922. نشر باكورته «أرض الخطيئة» عام 1947، ثمّ انتظر عشرين عاماً كي يعود إلى الكتابة بديوان حمل عنوان «أشعار محتملة». انتسب إلى «الحزب الشيوعي البرتغالي» المحظور عام 1969، وشارك في ثورة القرنفل التي أنهت ديكتاتورية نظام سلازار، لكنّه لم يحصل على الشهرة إلا حين بلغ الستين من عمره مع رواية «الإله الأكتع» (1982).
حظي صاحب «العمى» بحفاوة مستحقّة في العالم العربي. ليس فقط عبر ترجمة الكثير من أعماله إلى لغة الضاد، بل من خلال مواقفه الشجاعة، وأهمّها زيارته مع وفد من الكتّاب العالميين لرام الله، ومقارنته الوضع في فلسطين المحتلة بمعسكر أوشفيتز في حقبة ألمانيا النازية. موقف أثار غضب إسرائيل كالعادة، لكنّه فتح عيون العالم على الآلام الفلسطينية المستمرة برعاية أميركا وأوروبا.
غياب ساراماغو، بهذا المعنى، خسارةٌ للأدب وللضمير الإنساني معاً.