ويعطي إسماعيل الأمين أمثلة عدّة على سوء الاستخدام المتكرر «للتعابير الجاهزة والأقوال المأثورة»، في إشارة إلى أنّ ذلك الاستخدام يأتي غالباً خارج سياق مضمون الخبر التلفزيوني بل حتى مناقضاً للصورة التي ترد مباشرة إلى المشاهدين. ويستشهد قائلاً إنّ مراسلة إحدى الفضائيات العربية قالت في تقريرها عن اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني فرنسوا الحاج: «... وذلك في رسالة غير مباشرة للجيش اللبناني» ثم يتساءل الأمين «كيف تكون إذاً الرسالة المباشرة؟».
هذا فضلاً عن استعمال بعض المراسلين، خلال كتابة تقاريرهم الإخبارية، لبعض الأقوال من قبيل «الثالثة ثابتة» (المقصود بأنّ المحاولة الثالثة ستكون ناجحة) التي يُفترض أنها تختلف من بلد
الصدقية والوضوح والإيجاز، ثالوث العمل التلفزيوني
أما الجانب الآخر فلا يقتصر على أخطاء عرضية، بل يدخل في صميم الخبر التلفزيوني ويطال المشاهدين من نواح عدة. إذ إنّ المذيعة ترهب المشاهد حيناً عندما تستهل النشرة الإخبارية بجملة عصيّة على الفهم مثل «في قضيّة مالية غامضة وشديدة التعقيد» وأحياناً تُشعره بالإهانة والافتقار إلى المعرفة حين تستهلّ النشرة بـ«كما هو متوقع» أو تحتجز المشاهدين عبر مطالبتهم بأن «ابقوا معنا».
كل تلك الأخطاء يمكن المذيعين والمحررين أن يتجنبوها إذا تمكنوا من اعتماد قواعد واضحة للكتابة التلفزيونية. يلخص الكاتب تلك القواعد المقتبسة من كتاب تشارلز كوت بالصدقية والوضوح والإيجاز. إذ إنّ ثقة المشاهدين تنبع من الصدقية التي تعني نقل الوقائع كما هي.
أما الوضوح فهو الذي يميّز الخبر التلفزيوني. الإيجاز يدخل في جوهر النص التلفزيوني لأنّه يعني الوقت «أحد أكثر العناصر كلفة، فهو سلعة المحطات التلفزيونية». ويعتبر الكاتب أنّ ذلك يحصل من خلال الحفاظ على بساطة النص بالابتعاد عن الجمل المركبة والعصية على الفهم واستخدام جمل بسيطة تناسب قدرة المشاهدين على الاستيعاب وعلى سرعة أداء المذيع، لأنّ فنّ كتابة النص التلفزيوني يتمثل في «القدرة على صياغة ملخص بسيط لحدث معقد». إنّه «رهان قول الكثير من خلال القليل» بحسب الإعلامي اللبناني.