لسامي حوّاط مشروعه الفنّي الطالع من معاناة الإنسان عموماً، والمواطن اللبناني خصوصاً. لكن بموازاة هذا النشاط، هناك التصاق وثيق بين مسيرة هذا الفنان ومشروع زياد الرحباني، مسرحاً وغناءً، منذ مسرحية زياد الثانية «نزل السرور» (1974) حتى آخر عمل مسرحي له خلال الحرب الأهلية، «شي فاشل» (1983)، إضافة إلى الغناء في محطّات لاحقة. غاب سامي حوّاط عن أوّل عمل مسرحي لزياد «سهرية»، وحضر بدور «عبد الكريم» في «نزل السرور» و«رضا» في «بالنسبة لبكرا شو» (1978)، ثم «هاني» في «فيلم أميركي طويل» (1980)، و«الشاويش» في «شي فاشل» (1983). كما كان الغائب الأبرز عن آخر عمل مسرحي لزياد، «بخصوص الكرامة والشعب العنيد» (1993)، و«لولا فسحة الأمل» (1994)، فيما حضرت أبرز الأسماء التي جمعها منذ «سهرية».
أما أبرز إضافة في مسار تلك العلاقة بين زياد وسامي، فتجسّد في ألبوم «أنا مش كافر» الذي كان فيه للأخير الإسهامات الغنائية الأكبر. وهناك أيضاً ألبوم «هدوء نسبي» الذي يعود إلى الفترة نفسها (1984 ـــــ 1985)، وشبه توأمه «شريط غير حدودي». يضاف إلى تلك الإسهامات، أداء ثانوي لسامي في أغنيات مسرحيات الرحباني الابن، والتي غنّى معظمها الراحل الكبير جوزف صقر.
في ظل هذه المسيرة الحافلة، نجد اليوم في الأسواق ثلاثة ألبومات خاصة فقط لسامي حوّاط: «الرأي العام»، «في شي ما شي» و«رحالة» الذي اقترب فيه إلى الارتجال أو شبه الارتجال في الاتجاه «الصوفي»، ويعود إلى عام 2003.