تشهد هذه الدورة تشجيعاً للمواهب المحليّةتحت سماء صافية تغمرها النجوم، غنّى هذان النجمان برومانسيّة وأناقة باريسيّة، فكانت البداية مع فيلار الذي يقدم حالياً آخر حفلاته قبل التوقّف عن الغناء.
أما يوما الخميس والجمعة المقبلان، فالموعد في اهدنيات يتجدد مع القيصر كاظم السّاهر للسنة الرابعة على التوالي. مسك الختام سيكون مع «فييستا لاتينا» يوم السبت 20 آب (أغسطس) حيث تنتقل أجواء التانغو والسامبا الى مسرح اهدنيات في حفلةٍ فريدة من نوعها.
اللافت في «اهدنيات» هذه السنة هو التشديد على تشجيع المواهب اللبنانيّة المحليّة التي كان لها دور كبير في المهرجانات. كما أنّه للمرة الأولى، تتوجّه «اهدنيات» الى فئة الشباب من خلال حفلة مع المغنّي والرّابر اللّبناني عمّار باشا، بالاضافة الى «سيرك دو ليبان». أمّا بالنسبة إلى الأطفال، فدائماً لهم حصة كبيرة في «اهدنيات» مع «لونا شو» وأنّا، وغنوة.
وأخيراً لاحظنا وجود فقرة بيئيّة غير مباشرة ودائمة طوال المهرجان. في زاوية صغيرة، يوجد عدد من الاختصاصيين البيئيين الذين يحاولون قدر المستطاع نشر التوعية البيئيّة. كما أنّه هناك تشجيعاً كبيراً على الفرز من خلال الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال تقسيم سلّات المهملات، والتشديد على احترام تقسيمها حفاظاً على النظافة وتشجيعاً على الفرز.
«اهدنيات مهرجان ثقافي، وتشجيع للثقافة وإنمائها، وهو يقام بشكل هادئ وراقٍ، والموسيقى هي من أهمّ أوجه الثقافة. لذا هدفنا الأساسي هو نشرها بين الجميع وحصول كلّ فئة على ما تحبّه من أنواع موسيقيّة، أيّ تلبية كلّ الأذواق لاحتضان الجميع والمساهمة في إنمائهم الفكري والثقافي» هكذا تؤكد مؤسسة المهرجان ريما فرنجيّة.
ما سرّ هذا النجاح الكبير في وقتٍ قصير؟ بالنسبة إلى ريما فرنجية، يعود هذا النجاح إلى محبّة أهالي إهدن واحتضانهم لهذا المهرجان والتعامل معه على أنّه عرس، وهذا ما دفعه الى الأمام. كما أنّ «الإرادة، الحماس، والطاقة الإيجابيّة الهائلة الّتي يتمتّع بها فريق العمل، هي الّتي أوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم». ولا بدّ من التوقّف هنا عند حسن الضيافة والاستقبال الرائع لدى الشباب والصبايا، الذين لا يبخلون فيه على كلّ شخص زار «اهدنيات». أمّا الاستمراريّة في هذا المهرجان وصموده في وجه التحديات الكثيرة، فهما بحدّ ذاتهما نجاح في ظلّ الأوضاع الأمنيّة التي مرّت فيها البلاد.
المميز في «اهدنيات» ككلّ هو التجربة الفريدة من نوعها التي تقدمّها للزوار. فالمهرجان يشكّل مناسبة ودافعاً لاكتشاف اهدن كمنطقة بيئيّة رائعة وللقيام بسياحة دينيّة، بالإضافة الى النشاطات اليومية التي تحتضن جميع الأعمار وترضي جميع الأذواق.