تجلس عبلة (ميراي أبي جرجس) في السرير مضرّجة بالدم، فيبدأ زوجها سليم بالصراخ (طوني نصير) حزناً على زوجته المغدورة، بينما تحدّق الطبيبة لورا العلايلي (الممثلة تقلا شمعون) بنظرات قاتلة إلى الحاضرين، كأنها تُخفي أمراً ما عن الجريمة. تلك اللقطات كانت من مشاهد القتل التي تسيطر على مسلسل «عشرة عبيد صغار» (معالجة طوني شمعون وإخراج إيلي حبيب وإنتاج «مروى غروب») الذي يعرض يومياً على قناة mtv.
منذ الحلقة الأولى، يبدو بوضوح أنّ معالم الخوف مسيطرة على الأبطال (تقلا شمعون، كارلوس عازار، بريجيت ياغي، ريتا حرب، زياد أبو عبسي، جورج شلهوب وغيرهم)، من دون أيّ سبب مقنع لتلك الحالة. ذلك الخوف الذي يغلب على الضيوف الـ 10 من المشهد الأول للمسلسل، يبدو جليّاً عندما يلبّون دعوة إلى عشاء في فيلا على جزيرة نائية، فتبدأ عملية قتلهم، الواحد تلو الآخر. مع تتابع الحلقات، يتبيّن أن المسلسل عبارة عن مجموعة مشاهد مخيفة مقتبسة من أفلام رعب معروفة، مزجها المخرج معاً، وقدّم لقطات دموية بحتة. هذه الخلطة لم تُشعر المشاهد بالخوف، وغالباً ما لا تبدو عليه علامات التأثّر بالدماء، كأنه يعرف النتيجة مسبقاً. وقد وصف البعض تلك اللقطات بأنها مضحكة ولا تثير الخوف، وخصوصاً مشاهد الرعب التي تصنّف لمن هم دون سنّ الـ 18. كما دخل «عشرة عبيد صغار» في فلك الروتين والملل، فالمتابع يعرف جيداً أن الأبطال في النهاية سيقتلون جميعاً، وأن المسلسل لا يحتاج إلى 30 حلقة لتصفية 10 أشخاص. لم تتجانس الموسيقى التصويرية للعمل مع المشاهد، ومن المعروف أن للموسيقى الدور الأوّل والأخير في الأعمال التي تنتمي إلى الرعب، فذلك الفنّ تحفظه الأذن أكثر من العين، ويخلق انطباعاً قوياً، وتبقى الموسيقى خالدة في أذهاننا.
عند الكشف عن تفاصيل «عشرة عبيد صغار» في مؤتمر صحافي أقيم قبل أيام (الأخبار 25/6/2014)، أوضح المنتج مروان حداد أن مشروعه ليس شبيهاً بالمسلسل الذي عرض على «تلفزيون لبنان» عام 1974، وليس مأخوذاً من رواية And Then There Were None للبريطانية آغاتا كريستي. بالطبع، فضّل حداد استباق الهجوم على مشروعه الذي استغرق نحو خمسة أشهر من التصوير، وقدّم الحجج والبراهين بأن المسلسل مغاير تماماً لسابقه، ولا مجال للمقارنة بينهما. ولكي يُبعد الشبهات عن عمله الجديد، كتب حداد في مقدّمة المسلسل «من أجواء رواية آغاتا كريستي»، فالفرق كبير بين الأجواء والاقتباس. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا جرى الاحتفاظ بتسمية «عشرة عبيد صغار»، إذا كان العمل الذي يُعرض حالياً ليس نسخة ثانية عن القديم؟ كل هذه الأقاويل لم تمنع النقد السلبي الذي تعرّض له المسلسل واعتباره مخيّباً للآمال، ولكن هذا لا يمنع أن الممثلين فيه لعبوا أدوارهم بكل حنكة وخبرة، وكانوا على قدر المسوؤلية، رغم كل الهفوات التي تحدث في أيّ مسلسل. في المحصلة، إن «عشرة عبيد صغار» أشبه بفيلم رعب خفيف، لكن المشاهد أذكى من مخرجه، لأنه يعرف أنّ كل الذي يحدث هو مجرّد تمثيلية والحقيقة مغايرة فعلاً!
* «عشرة عبيد صغار» يومياً 21:45 على قناة mtv
8 تعليق
التعليقات
-
مسلسل رائع ومتناسق ليس لديمسلسل رائع ومتناسق ليس لدي اي نقد لا على الإخراج ولا التمثيل ولا المشاهد المرعبة .. ترفع القبعة
-
النقد تم بنائه على المسلسلالنقد تم بنائه على المسلسل القديم والظلم في المقال هو المقارنة المسلسل تابعته كله من دون علمي بوجود مسلسل قديم بنفس الفكرة والعنوان ولانني لم اقع في فخ المارنة فاقول ان هذا ظلم له العمل مشوق جدا وناجح وهو نقطة ايجابية في الدراما اللبنانية وقفزة نوعية وخاصة انه خرج من جلباب الاسماء الاجنبية وكان قريبا لنا ولشخصيات نقابلها كل يوم كما ان الجرائم هي جرائم تحدث في كل بلد وهي جرائم قتل تستحق النهاية المرسومة وليست كما ذكرتها الرواية الاصلية اظن ان هناك شيء شخصي شممته في هذا النقد ارجو ان نبتعد عن الامور الشخصية ونكون ممتهنين للنقد بشكل اكثر وشكرا
-
كلام فاضيكلام فاضي . المسلسل اكثر من رائع و الاخراج يدل عن ابداع !!
-
نقد بناء وموضوعي وتحليلنقد بناء وموضوعي وتحليل رائع ويبقى السؤال ، لماذا يتم الاحتيال على المشاهد العربي وختمه باقتباس او سرقة الابداع من اعمال اجنبية وهناك من المشاهد من يعجبه ان يفتح فمه كالأهبل امام اي مشهد يعتقد أنه ابداع ولايهمه من اين جاء وكيف جاء
-
نقدأعتقد ان هناك بعض الظلم في هذا المقال القاسي عن المسلسل صحيح أن المسلسل قد لا يحتاج لثلاثين حلقة ولكن الكخرج ابداع في بعض مشاهد الرعب حتى لو كانت مقتبسة وهذا شيء جيد كخطوة أولى في مجال الرعب في العالم العربي اما بالنسبة للموسيقى والإنتقادات الأخرى بالنسبة لي لا اجد في انتقادكم شي من الصحة وبعكس ما ذكرتم فالعمل حاز على اعجاب المشاهدين وذلك وفق مجموعة من المقالات ومن الإحصاءات أما بالنسبة للخوف من المشهد الأول فهذا شيء طبيعي خاصة أن الجميع كان يجهل المكان المقصود ويجل صاحب الدعوة، نعتقد ان هذا المقال قائم على رأي شخصي