دمشق | منذ قرار الحكومة رفع الحجب عن «فايسبوك» و«يوتيوب» في سوريا، انتقل الموقع الاجتماعي الشهير من المرتبة العاشرة من بين المواقع الأكثر تصفّحاً في سوريا إلى المرتبة الثالثة وفق ما جاء في «اليكسا». مع ذلك، يرى الشباب السوري أنّ قرار رفع الحجب هذا محاولة من الحكومة للتخلص من تهمة مجانية و«تبييض» الوجه أمام الرأي العام، إذ لطالما كانوا قادرين على دخول الموقعين المعروفين من خلال برامج فك التشفير، وما شعروا يوماً بأنّهما محظوران حقاً باستثناء بعض الصعوبات والعوائق التي كانوا يواجهونها خلال محاولتهم دخولهما في مقاهي الإنترنت. هكذا، اكتشفت السلطات السورية متأخّرة أنها كانت على خطأ طيلة السنوات الأربع التي حجبت فيها الموقعين، حرصاً على «الشباب السوري من الاحتكاك بجمهور «فايسبوك» الواسع من الإسرائيليّين» على حد تعبير المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري بثينة شعبان.
لكن أيّ حجب ذاك الذي لم يستطع طيلة فترة تطبيقه منع مرتادي «فايسبوك» من دخول موقعهم المفضل؟! حتى إنّ «فايسبوك» ضمّ صفحات لمسؤولين سوريين رفيعي المستوى. هكذا، بقيت التهمة المجانية لمنظومة المنع الأمني السوري وقبضتها الحديدية المكسب الوحيد وراء حجب الموقعين وغيرهما من المواقع التي تسجل زيارات كبيرة يومياً داخل سوريا.
بعد الأحداث الأخيرة وما شهدته الدول العربية من ثورات على أنظمتها الطاغية ودور المواقع التفاعلية في التنسيق للتظاهرات وتبادل الآراء بين الشباب العربي، فتح السوريون أعينهم على صباح مختلف صار فيه الحجب ذكرى من الماضي. ما عادوا يحتاجون إلى برامج فك التشفير من أجل دخول «فايسبوك» و«يوتيوب». هكذا، كان المشهد لافتاً في مقاهي الإنترنت المنتشرة بكثرة في أحياء دمشق. تلوّنت شاشات الكمبيوترات بالأزرق، وما عاد أحد يخاف من إبراز شعار موقع التواصل الاجتماعي على شاشته بعدما كان دخوله يعرّض صاحب المقهى لاستفسارات عديدة من جهات أمنية.
ورغم رفع الحجب، فإنّ بعض المدونين السوريين وصحافيّي الإنترنت رأوا أنّ ذلك لن يغير شيئاً من واقع الإعلام الإلكتروني السوري، إذ إنّ هناك مئات المواقع التي لا تزال محجوبة في سوريا لأسباب غير مقنعة، بما في ذلك «كلنا شركاء»، الذي يحظى باحترام واسع، ويُعدّ مصدراً رئيسياً وموثوقاً به للخبر المحلي السوري.
وبغض النظر عن مدى مساهمة رفع الحجب في تطوير مسيرة الإعلام السوري الإلكتروني، فإنه مثّل فرصة لإطلاق بعض النكات والطرائف عن أعداد السوريين الذين تدفقوا على «فايسبوك». من هذه الطرائف أنّ أحد المسؤولين السوريين الذي اشتهر بحظه العاثر في تحقيق خطط عمله، كان يرفض استخدام الموقعين لفترة طويلة، وحين اقتنع أخيراً وجهّز الكمبيوتر الشخصي خاصّته ببرنامج «كاسر بروكسي» العالي الجودة، وأسّس صفحة خاصة على «فايسبوك»، جاء القرار الحكومي ليرفع الحجب، فإذا بالمسؤول يندب حظه مجدداً، هامساً لـ «الأخبار»: «ألم أقل لكم لو تاجر المسؤولون السوريون بالأكفان، لتوقف القدر عن خطف أرواح البشر»!
6 تعليق
التعليقات
-
مغالطات بالجملةأولا هناك معلومة خاطئة جدا في المقال ومفادها أن الفيسبوك حجب في سوريا لمدة 5 سنوات وليس 4 كما جاء في مقال كنعان الذي غاب عن ذهنه المتقد الاسباب الحقيقية وراء رفع الحظر عن الفيسبوك واكتفى بذكر مثال لرجل سلطة حاول تسجيل حساب في الفيس بوك وهذا دليل على صلاته مع المسؤولين السوريين والسلطة ورجالاتها وممازختهم وتسجيل طرائفهم في مقالاته ؟؟؟؟ أما السبب الكامن وراء فتح الفيس بوك قد عبر عنه الشباب السوري على صفحاتهم على موقعهم المفضل... والأمر لم يعد خافيا على احد سوى على السيد الصحفي وسام كنعان الا وهو تصدي مجموعة كبيرة من الشباب السوري لمنتدى ثورة الخامس من شباط الذي دعى إلى ثورة على النظام السوري...لذا كافأت السلطات السورية ابناء شعبها على ولائهم بعد ان اطمأنت على علاقتها الوطيدة معهم ... ربما السيد كنعان لم يتصفح الفيسبوك جيدا واكتفى بحوار مع صديقه الرجل المسؤول في السلطات السورية...كم أنا خائف على الأخبار أن تفقد مصداقيتها لدى الشباب السوري لعدم قدرتها على مخاطبة عقولهم ومستوى وعيهم لا ان تسخف من قدراتهم بهكذا مقالات
-
الهروب إلى لبنانليش دائما بس ينطرح موضوع عن الحريات بسوريا بتحايل البعض وبينتقل بالحديث إلى الوضع اللبناني (يعني شو خص الفيس بوك بسلاح حزب اللة)ولا ما ظل مجال للإنتقاد و المعارضة عند بعض السوريين إلا ضد اللبنانيين يلي بدن ينزعوا سلاح المقاومة. كلنا ذبحنا من الوريد للوريد تصرفات البعض بحرب تموز بس كمان ذبحنا سرقة الشعب بسوريا و الفساد على كل المستويات والقمع سياسيا ثقافيا و ماديا ..الخ وياريت ظلينا على ثقافة التخوين بعد في كمان ثقافة الفساد و الواسطة و التقارير يلي عم تكتبها الناس ببعضها.ويجب ألا ننسى ثقافة الخوف من كل شي . أساسا إذا ما في حرية مطلقة كيف بيقدر الانسان إنو يبدع بأي مجال و كيف بدنا نتطور. يعني يمكن تفنى البشرية ونحن على حالنا(مع إنو لا أحد يعلم متى تأتي الساعة) عم نتهرب من النقاش حول قضايانا الداخلية وكلو طبعا بسبب العدو الاسرائيلي . يعني لو ما نحن بحالة حرب مع اسرائيل لكنا أكثر بلد حر وديمقراطي بالعالم !! تحيا سوريا والموت لاسرائيل
-
أنا متطرّفة في عشق بلدي، ومع ثقافة التّخوين!نعم أنا مع ثقافة التّخوين، لأنّها وحدها الّتي تربّي الجيل بعد الجيل على رفض الخيانة والعمالة بكلّ وجوههاوألوانها وأشكالها.. أنظروا إلى لبنان ولاحظوا كيف (يتلطّى) العملاء والخونة خلف هذه المعزوفة: أنتم تخوّنوننا!! أرأيتم ظاهرة (الفجور) في الدّفاع عن طريق الهجوم؟ كلّ هذا لتسهيل طرق التّآمر على الشّعب والمقاومة وتسهيل طرق الاتّصال بالعدوّ ونحن في وطن مازالت شرايينه مفتوحة وتنزف كلّ صباح دماً وشهداء. وجرحانا لم يتعافوا بعد.. إنّ جريمة رمي السّلاح وتسليمه للعدوّ تعادل في كلّ ضمير حرّ الخيانة العظمى.. لذا كنتُ ممّن ذبحهم من الوريد إلى الوريد سلوك بعض وزراء لبنان في تموز... هل باتت الخيانة والعمالة وجهة نظر إلى هذا الحدّ من هدر الكرامة؟! بعضاً من الخجل يا أهل الانفتاح!!
-
ثقافة التخوين في سوريا ثقافة النظامأولا موقع كلنا شركاء محظور في سوريا وهناك أكثر من 300 موقع سياسي وثقافي وشخصي محظور أيضا هذا عدا عن أن كل كلمات البحث عبر المواقع تصل للمخابرات ، ويتابعون كل كبيرة وصغيرة وما فتح الفيسبوك إلا لكي يعرفوا بالضبط أتجاهات الناس وأسمائهم وقريبا سوف يغلق بعد أتمام العملية، ثانيا أن التبرير الذي ذكرته سابقا بثينة شعبان يعبر بحق عن طبيعة المستشارين حول الرئيس وهم مصيبة بكل معنى الكلمة فهي تتهم بالعمالة كل من له حساب على الفيسبوك، جريدة الشرق الأوسط محظورة في سوريا وإذا طبقنا نفس كلام عليها فكل من يقرأها عميل ولكنها شعبان نفسها تكتب مقالات دورية فيها يعني تكتب في صحيفة الأعداء وتقبض منهم، ثقافة التخوين في سوريا ثقافة النظام من زمان وشماعة أسرائيل لم يعد لها من تأثير على الشعب حتى أن الكثيرين اصبحوا يعادون كل من يحالف النظام جزاءاً لما يفعله مع شعبه وهي رسالة لمن يهمهم الأمر في لبنان.
-
محترم جدا + ثقافي جدا = أونطة إعلامية جدا!؟لا أعرف ، والأبالسة نفسها لا تعرف ، كيف يطلق مراسلوكم "الشوام" أحكامهم العرمرمية على الأشياء. فالموقع الذي يصف المراسل بأنه " محترم جدا" ، أي " كلنا شركاء" ، غير محجوب في سوريا ، بخلاف ما يدعيه مراسلكم " الثقافي جدا" السيد كنعان. لا لشيء إلا لأن أجهزة مخابرات النظام ، وبشكل خاص جهازها الحزبي، يستخدم الموقع لتسريب أشياء بين الحين والآخر "لمن يهمه الأمر"! الرجاء كفوا عن الضحك على ذقون الناس واحترام عقولهم ، ليس من أجلهم ، ولكن على الأقل من أجل جوزف سماحة الذي تتململ عظامه في قبره منذ رحيله !؟