من جهته، كتب محمد الدحيم عضو «مجلس الشورى السعودي» مقالاً في صحيفة «الحياة» السبت الماضي، قارب فيه بين هجوم داعش على الحدود السعودية أخيراً وبين حادثة «شارلي إيبدو».
ورأى الدحيم أن منفّذي العمليات الإرهابية والمحتفلين بها هم من «تلامذة الشيطان»، مطالباً بالمسارعة إلى إنشاء «هيئة عليا لمكافحة الإرهاب» لتوفير الأمن الاستراتيجي للمملكة والعالم. الخطاب الإعلامي السعودي لم يغرّد كلّه داخل سرب الشجب والإدانة ورفض نغمة التبرير والتخدير كما يراها تركي الدخيل. فمن المفيد الإشارة إلى تعليق الكاتبة مها الشهري في صحيفة «الوطن»، في معرض تبريرها الهجوم على الصحيفة الفرنسية، فقد جاء «إثباتاً حقيقياً لما ذهبت إليه الرسومات التي عملت الصحيفة على نشرها في تصويرها لممارسات المتطرّفين». ووفق الشهري، جاءت مضامين الرسومات المسيئة إلى الإسلام والعنصرية تجاه العرب والمسلمين «صورة منعكسة عن الأفكار والسلوكيات التي قدّم بها المتطرّفون أنفسهم».
ركّز الكلّ على القضية وسط
تجاهل قضية المدون رائف بدوي
موجة التضامن السعودية تلاحقت حتى لحظة كتابة هذا المقال. في معرض حديثه عن حرية العقل والقلم، انتقد الكاتب خالد الدخيل في «الحياة» اللندنية «تجاهل العالم إرهاب النظام السوري الذي يفوق إرهاب منفذي مجزرة «شارلي ايبدو»»، عازياً كل العمليات الإرهابية إلى كونها «تحمل جينات سياسية أولاً».
أما التغطية على واقع أنّ النظام السعودي يعدّ الراعي الأول لبذرة السلفية المتشدّدة وتفرعاتها من «داعش» و»القاعدة»، فقد تمثّل في تداول مقطع مصوّر عبر تويتر للملك عبدالله بن عبدالعزيز في نهاية العام الماضي، حذّر فيه من خطر وصول الإرهاب إلى أوروبا وأميركا، ومتباهياً بتسليم الأمم المتحدة أوّل دفعة سعودية، البالغة 100 مليون دولار للإسهام في إنشاء مركز لمحاربة الإرهاب.
هذا الأمر جعل يحيى الأمير الكاتب في صحيفة «الوطن» يتناسى عشّ الدبابير الملكي ويغرّد قائلاً: «على العالم أن يُدرك أننا المرجع الأول في هذه الحرب، وعليه أن يستمع إلينا دائماً».
اعتداء باريس وحملة الشجب والاستنكار التي أطلقها النظام السعودي ووسائل إعلامه الرسمية، لم يمنعا من خروج الصوت الجديد والساخر للنشطاء الجدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إذ علّق أحدهم على مليونية باريس أمس قائلاً: «والله، والله، لولا المرض، لاشترك الملك عبد الله بمليونية باريس «أنا شارلي». شو وقفت عليه؟ كل داعمي الإرهاب حضروا».