رغم أنّ «التحالف الرباعي» الذي أُعلن في بغداد أمس جاء تحت مظلة الاحتلال الأميركي للعراق، إلا أن المواقف الرسمية الأميركية الأولية منه حملت تشاؤماً حيال قدرته على إيجاد الحلول السياسية لبلاد الرافدين (التفاصيل).وكان كلام السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر، عقب الإعلان الرسمي عن الائتلاف الجديد الذي بات يُعرَف في الإعلام باسم «جبهة المعتدلين»، معبّراً عن الخيبة الأميركية التي «لا تعتقد أنّ باستطاعة الأطراف الأربعة المكوّنين للتحالف حلّ مشاكل البلاد من دون مشاركة الطرف السنّي». ووصف كروكر هذا الائتلاف، الذي يضم الحزبين الكرديين وحزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى للعراق، بأنه «تجمّع شيعي ـــــ كردي» لا عراقي شامل.
أما المتحدّث باسم «جبهة التوافق العراقية»، سليم الجبوري، فقال من جهته إن التحالف الجديد «يمثّل مرحلة جديدة بالنسبة إلى العراق، لأنه سيشجّع الأطراف غير المنضوين في التحالف على النظر في خيار إنشاء جبهة معارضة»، مرجّحاً أن يكون لـ «التوافق» والتيار الصدري، وحزب «الفضيلة»، دور أساسي فيها.
وكان زعماء الأحزاب الأربعة، قد عقدوا مؤتمراً صحافياً في المنطقة الخضراء وسط بغداد أمس، حضره كل من رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، ورئيس الحكومة نوري المالكي، إضافة الى نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي. وغاب عن المؤتمر، الذي شهد توقيع المسؤولين الأربعة وثيقة سياسية من 3 صفحات، هدفها تمتين وضع الحكومة سياسياً، نائب الرئيس طارق الهاشمي، رئيس «الحزب الإسلامي»، أبرز القوى السنية المشاركة في العملية السياسية، في ظلّ تأكيد الأطراف الأربعة ترك الباب مفتوحاً أمام انضمام أحزاب وكتل جديدة.
وأرجعت بعض المصادر العراقية أسباب عزوف الهاشمي عن المشاركة في الائتلاف إلى رفض الأطراف المشاركين فيه شرطاً مُسبّقاً وضعه بإسناد الحقائب الوزارية التي كان يشغلها وزراء سنّة من «جبهة التوافق العراقية»، قبل استقالتهم الشهر الماضي، إلى شخصيات سنية من حزبه.