على بعد ساعات من «مسيرة الأعلام» الاستفزازية في القدس، تتزاحم السيناريوات في شأن ما يمكن أن يشهده اليوم، وسط ارتباك وحيرة إسرائيليَين، يفرضهما إدراك تل أبيب أن فصائل المقاومة معنيّة بالردّ على المسيرة وتداعياتها، حتى لو أدّى ذلك إلى تجدّد المواجهة مع قطاع غزة. من هنا، سيكون على حكومة نفتالي بينت، التي رحّل بنيامين نتنياهو هذا التحدّي إليها بهدف «حشرها» في أوّل أيامها، الإبقاء على المسيرة كما هي أو إلغاؤها. وإذا كانت للإلغاء تداعيات بالغة السلبية على إسرائيل، فإن للمضيّ في الفعالية، في المقابل، أثمان لن تقلّ عما شهدته معركة «سيف القدس»، خاصة في ظلّ توعُّد المقاومة بأن «كلّ السيناريوات على الطاولة»، بما فيها احتمال الوصول إلى حرب إقليمية. وأيّاً يكن، فإن مجرّد التخبّط الإسرائيلي يمثّل صورة من صور انتصار المقدسيين، بعدما كادت «مسيرة الأعلام»، على سبيل المثال، تتحوّل إلى مسلّمة، ضمن سياق السردية الزائفة الهادفة إلى تهويد القدس وأسرلتها