بات شبه أكيد أن مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني ستُستأنف قبل نهاية الشهر المقبل، إلّا أن تحديد موعد استنئافها لا يعني، البتّة، أن الطريق إلى التفاهم باتت معبّدة. إذ إن إيران لا تنوي، بحال من الأحوال، بدء التفاوض من حيثما انتهت إليه الجولات الستّ السابقة، وهي وضعت في حسبانها أن العملية برمّتها قد تؤول إلى الفشل التامّ، وشرعت تتصرّف على هذا الأساس. واقعٌ سيكون، دونما شكّ، مثار قلق إضافي لدى إسرائيل، التي لا يظهر على شاشتها أيّ مؤشّر إلى إمكانية ارتداع طهران أو تراجعها من خلال المفاوضات، ولذا فهي عادت إلى إعلاء صوتها بالتلويح بـ«الخيار العسكري». وعلى رغم أن تهديداتها هذه تمثّل دليلاً ساطعاً على فشلها في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، إلا أنها تأمل أن تستطيع من خلالها جرّ الحليف الأميركي إلى موقف أكثر صلابة، بل إن أفكاراً تراودها حول إمكانية الإقدام على عمل كفيل بخلق الظروف الملائمة لتوريط واشنطن في الحرب المأمولة، وهو ما لا يبدو في متناول يديها. في المقابل، لا تزال الولايات المتحدة تُقدّم الخيار الدبلوماسي على أيّ وسائل أخرى، مع أن أصواتاً بدأت ترتفع في داخلها حول ضرورة إعداد خطط بديلة من فشل المفاوضات، لا تأخذ بالضرورة بالمقترح الإسرائيلي في شأن السيناريو العسكري، إنّما تقتضي، في الحدّ الأدنى، إعادة تفعيل جماعية غربية للعقوبات، فضلاً عن إظهار القوّة بوجه الجمهورية الإسلامية، أمّلاً بدفْع الأخيرة إلى اتّقاء الشرّ الأميركي - الإسرائيلي، والإقدام على التنازلات المرغوبة