«يقف العراق عند حافّة الهاوية، يكاد ينزلق إليها، يضع رِجلاً في الفراغ، يتردّد، يتراجع، يتأرجح». بهذه الكلمات وصَف الراحل جوزيف سماحة حالة «أرض السواد» قبل ستّة عشر عاماً، عندما كانت الفتنة الطائفية تنهش أحشاءها متنقّلةً من مِصرٍ إلى مِصر. اليوم، يكاد العراق لا يفارق حالته تلك، عالِقاً وسط انسداد سياسي خانق، إنّما يجلّي بوضوح مآل الهندسة الجينية التي طبّقها عليه الأميركيون، بهدف جعْله «طفل أنابيب» النيوليبرالية الأميركية، وتحويله إلى نموذج «اختراق مذهل» في العالمَين العربي والإسلامي، كما نعَت سماحة، بدقّة، «الوعد» الأميركي لبلاد الرافدَين.