مع دخول الحرب الروسية - الأوكرانية عامها الثاني، أماطت الصين اللثام عن مبادرتها لإحلال السلام بين البلدَين، مُضمِّنةً إيّاها دعوة إلى إطلاق مسار المفاوضات السياسية، ورفضاً متكرّراً لسياسة العقوبات أحادية الجانب، وتشديداً على ضرورة عدم استخدام الأسلحة النووية بأيّ حال. وإذ قابلت كلّ من موسكو وكييف العرض الصيني بالترحيب، فقد جاء ردّ المعسكر الغربي عموماً سلبياً ومحمَّلاً بالتلميحات غير «المُبشّرة»، خصوصاً لجهة الإلحاح على تفكير بكين بتزويد موسكو بالأسلحة، في ما يؤشّر إلى اعتزام واشنطن فتْح معركة جديدة بهذا العنوان، أسوةً لما فعلتْه حيال طهران تحت العنوان نفسه. وبمعزل عمّا إذا كان في نيّة الصين تزويد روسيا بمساعدة من النوع المذكور، فإن الأكيد أن السياسة الأميركية القائمة على محاولة إجبار الحلفاء والأصدقاء وحتى المُنافسين على مقاطعة موسكو وعزلها، لم تؤتِ ثمارها إلى الآن، على نحو ما اشتهت إدارة جو بايدن