رغم ما يثيره الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، من جدل واسع واستهجان أحياناً لتصريحاته التي تخالف السائد في الخطاب السياسي المعاصر، يجد من حوله من يتفهّمه ويسمعه
نيويورك ـ نزار عبود
بكل ثقة، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، أمام 44 شخصية قيادية تمثل منظمات وجماعات أميركية مناهضة للحرب، أن الولايات المتحدة «عاجزة عن شنّ حروب لعقود مقبلة».
وصفّقت قيادات هذه المنظمات ذات القواعد المليونية في الولايات المتحدة، بحرارة تحت حراسة مشدّدة من رجال مكتب التحقيقات الاتحادي «أف. بي. آي»، في فندق «غراند حياة» القريب من مقرّ الأمم المتحدة. وأجاب الرئيس الايراني عن أسئلة الحضور في شأن العديد من القضايا، من الديموقراطية في بلاده وحقوق المرأة الى الطاقة النووية وتدمير إسرائيل.
وقال نجاد إن إيران التي تعاني شحاً في المياه تحتاج إلى الكثير من مشاريع الطاقة، وإنها تنفق على الطاقات البديلة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية ثلاثة أضعاف ما تنفقه على الطاقة النووية، مشيراً الى عدم الاستجابة لدعواته بشأن إقامة «تجمّع» دولي لتشغيل برنامجه النووي السلمي.
وتحدّث نجاد عن «نفاق الدول»، التي تفرض الحصار على إيران بسبب ملفها النووي بينما كانت تبرم عقوداً مع نظام الشاه (الإيراني السابق) لتسويق مشاريع نووية، ونقضت عقوداً مبرمة منفردة. وأكد ترحيبه بذهاب ملايين الزائرين الأميركيين إلى إيران، مضيفاً «نحن مستعدون للحوار مع الجميع بدون استثناء».
وعن حق المرأة، قال نجاد «إن 70 في المئة من طلاب الجامعات من الإناث، وإن لديه نائبتي رئيس وعدداً كبيراً من النائبات في البرلمان، وإن عدد النساء في الدوائر الحكومية والمهن العامة، وحتى من سائقات سيارات الاجرة والحافلات، هو الأعلى بين دول المنطقة، وإن حق المرأة في إيران لا يقل عن حق الرجل».
من جهة ثانية (رويترز، ا ف ب)، التقى نجاد مجموعة من اليهود الأصوليين الذين يسعون إلى إزالة دولة إسرائيل.
وأبلغ نجاد حوالى 12 من الحاخامات من جماعة «ناطوري كارتا انترناشيونال» أن «الصهيونية ضعفت كثيراً وستنهار قريباً وعندئذ يمكن لكل اليهود والمسلمين والمسيحيين أن يعيشوا معاً في سلام».
الى ذلك، أعلن مسؤول اميركي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على عقد اجتماعات وزارية جديدة للدول الست «5+1» بشأن البرنامج النووي الايراني.