هل بدأت بذور انقسام سياسي جدّي تظهر بين «الحزب الإسلامي العراقي»، من جهة، والأحزاب السنية الثلاثة الأخرى المنضوية إلى جانبه ضمن «جبهة التوافق العراقية» من جهة ثانية، على خلفيّة تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد المكوّن من قوىً شيعية وكردية حصراً؟ أم أنّ ما حمله بيانا أمس المنفصلان، عن رئيس الحزب الاسلامي طارق الهاشمي، الذي تضمّن نوعاً من الغزل للجبهة السياسية الوليدة، وثانيهما الصادر عن «التوافق»، والذي حمل بشدّة عليها، هو نوع من تقسيم العمل بين مكوّنات هذه الجبهة بما يحفظ خطوط تواصل مع الائتلاف الجديد، مع البقاء خارجه في انتظار تبلور صورة الجبهة المعارضة التي راج الحديث عنها أخيراً، والتي من الممكن أن تتشكّل من التيار الصدري وحزب «الفضيلة» و«التوافق» و«القائمة العراقية» التي يغلب عليها الطابع العلماني والتي يتزعّمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وأشاد الهاشمي بتشكيل التحالف الرباعي الجديد، وتعهّد، في برقية وجّهها الحزب باسم رئيسه إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني، بـ«تعضيد أي جهد خيّر ونبيل يأتي من هذا التحالف أو غيره ويصبّ في خدمة الوطن». وقال الهاشمي «إن اعتذار الحزب الاسلامي عن المشاركة في هذا التحالف، جاء لأسباب موضوعية لا تخفى عليكم، ونأمل ألا يُساء فهم هذا الموقف».
وأضاف البيان أن الحزب الذي اعتذر عن المشاركة بهذا الحلف، يتمنّى «للأحزاب التي انضوت تحته كل التوفيق في المساهمة لإخراج البلد من المحنة».
وفي بيان آخر أصدرته «جبهة التوافق العراقية»، انتقدت بشدّة تشكيل الائتلاف الحكومي الذي أُعلن عنه أول من أمس، لأنه «تكريس للأزمة السياسية التي تسبّبت بها المحاصصة وسياسة تهميش القوى السياسية».
وأضاف البيان أن «الجبهة لا ترى جدوى من تشكيل التحالف الرباعي لأنه يستند أساساً إلى التحالفات القديمة وكان من الأولى ألا يُعلن عنه إلا بعد إقناع قادة سياسية بالمشاركة في كسر الجمود».
في غضون ذلك، فضّل رئيس الوزراء نوري المالكي أن تكون أولى زياراته الترويجية للتحالف الجديد في مدينة تكريت شمالي بغداد، المعروفة بغالبية سكانها السنية. وخلال اجتماعه مع مسؤولي عشائر محافظة صلاح الدين وشيوخها، دافع المالكي عن التحالف الشيعي ـــــ الكردي، وقال إنه لا يستهدف عزل السنة، بل عزل «القوى التي لا تريد أن تتعامل في ظل دولة الدستور»، مبدياً استعداده للعمل على إعادة «جبهة التوافق» إلى الحكومة.
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال الأميركي في العراق أنّ عدد قتلاه منذ 2003 وصل إلى 3706، وذلك بعد مقتل 5 من جنوده في بغداد أمس، أحدهم سقط خلال مهاجمة فرقته لمسجد سنّي شمال العاصمة، بينما كانت حصيلة جثث العراقيين التي وُجدَت في أنحاء البلاد بالاضافة إلى القتلى الذين سقطوا أمس، أكثر من 25 شخصاً.
وتوصل قادة الشرطة الحدودية الإيرانية والعراقية، في ختام أول لقاء مشترك بينهما في طهران أمس، بحثا فيه المحافظة على الأمن الحدودي بين البلدين، «إلى اتفاق على إقامة مراكز للمراقبة وتعزيز المخافر الحدودية وتوفير أمن الزوارق في البلدين»، وذلك غداة استئناف القوات الايرانية مساء أول من أمس قصفها المدفعي «العنيف» للمناطق الحدودية في إقليم كردستان شمال العراق، وهو ما أدّى إلى نزوح جماعي لأهالي المنطقة الحدودية.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي،
رويترز، د ب أ، الجزيرة)