strong>واشنطــن تبـــرّر عطلــة البرلمــان بـ«ارتفــاع حــرارة» بغــداد
شهد العراق أمس، يوماً أمنياً طويلاً، كان أبرز ما فيه قتل قوات الاحتلال الأميركي سبعة عناصر من الشرطة العراقية، بعد هجوم شنّته لاعتقال ضابط عراقي برتبة ملازم تتّهمه بقيادة «ميليشيا شيعية مقرّبة من إيران» في بغداد، في وقت أعلن فيه مسؤول أميركي أن استراتيجية تعزيز القوات في العراق أتاحت تحقيق «تقدّم» في محافظة ديالى «بما يمكن أن يسمح بخفض القوات الأميركية فيها ابتداءً من كانون الثاني المقبل».
وأشادت الحكومة العراقية أمس بـ «التوجه الإيجابي» للتقرير الذي قدمه أول من أمس قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال دايفيد بيترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر. وقال المتحدث باسمها علي الدباغ، في بيان، إنها «تشيد برغبة الرئيس (الأميركي جورج) بوش في تحقيق علاقات إيجابية في إطار المصالح المشتركة» للبلدين.
وظهرت مواقف بين الكتل السياسية الرئيسية في العراق، أكّدت أنّ إجماعاً على تقويم موحّد لخطاب بوش لا يزال بعيد المنال؛ إذ رحّب النائب عن «الائتلاف العراقي الموحّد»، حميد معلة، بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي أول من أمس، مشيراً إلى أن «توصيف بوش للوضع هو الأقرب إلى الدقة والواقعية».
أما المتحدث باسم «جبهة التوافق العراقية» سليم عبد الله، فرأى من جهته أن «الخطاب في شأن العراق، كان معتمداً على أساس الأرقام، وهذا لا يمكن أن يعوَّل عليه في تقويم الوضع الأمني وما يجري على الأرض»، متمنّياً ألا يكون الانسحاب الأميركي، الذي صوّت عليه مجلس النواب الأميركي أول من أمس، «فورياً بل تدريجياً مع بناء قوات عراقية مهنية».
بدوره، قال النائب عن «التحالف الكردستاني» محمود عثمان، إن بوش استعجل في تقويمه للوضع الأمني في العراق، عاتباً عليه لأنه «يحمّل دائماً الحكومة العراقية مسؤولية ما يجري في العراق، ولا يشير إلى أن الجانب الأميركي يتحمّل هو الآخر جزءًا من هذه المسؤولية».
أمّا النقد الأقسى فقد جاء من عضو مجلس النواب عن «القائمة العراقية» أسامة النجيفي، الذي رأى أن خطاب بوش «كان فيه شيء من المبالغة، إذ ركّز على أن هناك نجاحاً في الأمن وهذا ما لم نلمسه على الأرض»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن انسحاباً أميركياً في هذه الظروف «سيزيد الأزمة العراقية تعقيداً».
في هذا الوقت، كرّر بوش، خلال اجتماع مع هيئة الأركان الأميركية في بغداد عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة أمس، أنه «ينبغي الانتصار في هذه الحرب ويمكن القيام بذلك». وأظهرت مشاهد من هذا الاجتماع مستشارين لبوش مجتمعين حول طاولة في البيت الأبيض، وبدا عليهم الاستياء، وفي مقدمهم وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس الأركان بيتر بايس.
وقامت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس باستنفار إعلامي منذ مساء الخميس، وأجرت ما لا يقل عن ست مقابلات مع كبرى الشبكات التلفزيونية الاميركية للدفاع عن موقف بوش، وإقناع النواب والشيوخ الجمهوريين بعدم الانضمام إلى معسكر الديموقراطيين. وقلّلت من أهمية نتائج تقرير بيترايوس ـــــ كروكر عن الوضع العراقي، وتصويت مجلس النواب على مشروع قرار لانسحاب القوات الأميركية بحلول نيسان المقبل، معتبرة أن الحكومة العراقية لم تفشل في عملها.
إلى ذلك، وافق البيت البيض أمس «مرغماً» على تعطيل البرلمان العراقي جلساته خلال شهر آب «بسبب توقّع ارتفاع درجة الحرارة إلى 54 درجة مئوية». إلا أن المتحدث باسم البيت البيض طوني سنو، توقّع أن «يعدل النواب عن قرارهم»، مشيراً إلى «إن القوات الأميركية ستستمر في عملياتها رغم الحر».
ميدانياً، كان العراق أمس مسرحاً لفرض حظر تجول عام في مناطق واسعة من البلاد؛ فإلى جانب الحظر الأسبوعي نهار كل يوم جمعة في العاصمة بغداد، وسّعت أجهزة الامن الحكومية صباح أمس حملة الحظر إلى النجف والمقدادية في محافظة ديالى وفي محافظة المثنّى، تجنّباً لتجدّد المعارك مع «جيش المهدي» بعدما أصدرت السلطات أمس مذكرة اعتقال بحق مدير مكتب الصدر في السماوة، علي الخرسان، وعدد من مساعديه.
أما الجيش الأميركي، فأعلن في بيان مقتل أحد جنوده في هجوم شرق العاصمة العراقية، ووفاة معتقل عراقي توفّي «إثر شجار مع زملائه» في معتقل «بوكا» الذي تديره القوات الأميركية قرب البصرة، بينما قتل مراسل صحيفة الـ «نيو يورك تايمز» الأميركية في بغداد.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
رويترز، د ب أ، يو بي آي)