strong>غزة ــ رائد لافي
عباس يصرّ على رفض مرشّح «حماس» للداخلية وإشراك «القيادة العامة» في التشكيلة

لم يحسم لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه إسماعيل هنية أول من أمس خلافات تأليف حكومة الوحدة، ما أعاد بعض التوتر إلى الساحة الداخلية، التي شهدت اشتباكات متفرقة، فيما أرجأ هنية إعلان تأليف الحكومة إلى نهاية الأسبوع المقبل.
ووصفت مصادر فلسطينية مطلعة اللقاء الأول بين عباس وهنية، الذي استمر زهاء ساعتين في مقر الرئاسة في مدينة غزة، بأنه “فشل” في تذليل القضايا العالقة بين الفريقين. ورجحت أن يبقى عباس في مدينة غزة لبضعة أيام لإيجاد الحلول المناسبة، تمهيداً لإعلان تأليف حكومة الوحدة خلال الأسبوع المقبل.
وكان من المفترض إعلان تأليف حكومة الوحدة أواخر الأسبوع الجاري، حيث تنتهي الفترة القانونية الأولى (ثلاثة أسابيع)، غير أن عدم حسم القضايا العالقة حال دون ذلك، ما اضطر هنية إلى اللجوء إلى الفترة الثانية، وهي أسبوعين إضافيين.
وقال، للصحافيين قبيل جلسة الحكومة أمس في غزة، إنه “لأسباب وطنية متعلقة بحركتنا السياسية الفلسطينية، لم ننته من المشاورات لتأليف الحكومة ولن نعلن عنها قبل نهاية الأسبوع المقبل”. وأضاف “هناك بعض المسائل التي تحتاج إلى مزيد من المشاورات”، من دون أن يتطرق إلى النقاط مثار الخلاف بين الفريقين.
وقال هنية، إن عباس أطلعه على نتائج جولته الخارجية الأخيرة، التي شملت عدداً من العواصم الأوروبية، واصفاً مواقف الاتحاد الأوروبي إزاء الحكومة المرتقبة بأنها “بدت متفاوتة لكن في مجملها تميل إلى تقديم الدعم للشعب الفلسطيني”، غير أنها مقترنة بمطالب متعلقة بالقضايا السياسية، من دون توضيح هذه المطالب.
وكشف المتحدث الإعلامي باسم كتلة “حماس” البرلمانية، صلاح البردويل، أن الحركة أعادت النظر في قرارها عدم ترشيح وزراء سابقين أو نواب لحكومة الوحدة.
وقال “إنه من الممكن أن يكون من هؤلاء الوزراء والنواب، وزراء في حكومة الوحدة المرتقبة في قطاع غزة أو الضفة الغربية”.
وأشار البردويل إلى أن “حماس” حسمت توزيع حصتها الوزارية بين الضفة والقطاع، بحيث سيكون من نصيب غزة وزارات الداخلية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد، والشباب والرياضة، إلى جانب وزير دولة، بينما سيكون للضفة وزارات الأوقاف والشؤون الدينية، والتخطيط، والسياحة أو المرأة، والتربية والتعليم، والحكم المحلي، إلى جانب وزير دولة. وأضاف إنه لم يتم حسم وزارتي العمل والعدل ما بين المنطقتين.
وشدد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد، لوكالة “فرانس برس”، على ان “هناك بعض الإشكالات الموجودة (في سياق) تأليف حكومة وحدة وطنية”. وأضاف “اعتقد كون هناك جدية من طرف الرئيس ابو مازن ومن طرف رئيس الوزراء بالتعجيل في تأليف حكومة وحدة وطنية وتجاوز هذه العقبة، هناك إمكان كبيرة جداً لتجاوزها”.
وقال المتحدث باسم “فتح”، عبد الحكيم عوض، للوكالة نفسها، أن لقاء عباس - هنية أول من أمس “ناقش الكثير من الاشكاليات التي تواجه (تأليف) الحكومة ومنها انه برزت كتل جديدة ترغب في الانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية حيث ترغب حركة حماس بالتنازل عن جزء من حصتها لصالح الجبهة الشعبية-القيادة العامة الامر الذي لم يذكر نصاً في اتفاق مكة”.
وأشار عوض إلى ان هذا الأمر “يحتاج الى قواعد ترصد عملية التنازل لدى كل فصيل تجاه اي فصيل سياسي لم يذكر في اتفاق مكة يريد ان ينضم الى الحكومة”. وأوضح أن “الرئيس ناقش مع رئيس الوزراء إشكالية وزير الداخلية، والإخوة في حركة حماس مصرون على ترشيح اللواء حمودة جروان فيما الرئيس طلب من حركة حماس ترشيح اسماء جديدة”.
وقال عوض “اذا قررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (بزعامة احمد سعدات) عدم المشاركة نهائياً في حكومة الوحدة، فنحن اقترحنا ان تحل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مكانها”. واضاف ان “هناك مشكلة احتساب زياد ابو عمرو حيث طالبت حركة حماس احتساب المرشح لوزارة الخارجية من حصة مستقلي حركة فتح”.
وفي شأن قضية وزير الداخلية، تضاربت الأنباء حولها؛ ففيما قالت مصادر في حركة “فتح” لـ “الأخبار” إن عباس رفض جروان، ورشح لـ “حماس” مجموعة من الأسماء للاختيار من بينها، أكد البردويل تمسك “حماس” بمرشحها، وقال “إذا رفضته فتح، فعليها تقديم مبررات واضحة ومبنية على أسس مقنعة”.
داخلياً، شهدت مناطق عديدة في مدينة غزة عمليات تبادل إطلاق نار متفرقة بين عناصر من القوة التنفيذية، ومسلحين من الأجهزة الأمنية الموالية للرئيس عباس، من دون وقوع إصابات.
وقالت مصادر أمنية “إن عناصر من القوة التنفيذية احتلت مساء الأحد (أول من أمس) مقر مديرية الإمداد والتجهيز وسيطرت على الأرض المخصصة لمشروع بناء المقر الدائم للمديرية في حي التفاح شرق مدينة غزة، قبل استعادته أمس من قبل قوات الأمن الوطني”.
وقال موقع الكتروني قريب من حركة “فتح” إن عناصر من القوة التنفيذية الموالية لـ “حماس” أطلقوا النار على مجمع السرايا وسط مدينة غزة وعلى مدينة عرفات للشرطة وسط المدينة. وسمع في المدينة إطلاق نار كثيف بشكل متفرق قبل أن يعود الهدوء بعد اتصالات كثيفة.
وفي حادثة منفصلة، أطلق مسلحون النار تجاه مدير الإدارة والتنظيم في السلطة الفلسطينية محمد يوسف، بينما كان في موكبه في شارع النصر وسط غزة، لكن أحداً لم يصب بأذى.


يزور رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل اليوم الثلاثاء طهران لإجراء لقاءات مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وأفاد مصدر رسمي إيراني أمس بأن مشعل سيلتقي الرئيس الايراني صباح اليوم.
وأعلنت وزارة الخارجية الايرانية أن مشعل سيعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي.
(أ ف ب)