بدوره، يؤكد القيادي في «الحشد الشعبي»، عباس الزيدي، أن «حجم الإجرام الصهيوني والأميركي الذي يتعرض له أبناء غزة، تطلّب تدخّلاً مباشراً من قبل محور المقاومة كموقف شرعي وأخلاقي لردع العدو وداعميه، ولا يمكن التراجع عنه». ويرى، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «العدو يريد لمحور المقاومة الاستسلام من خلال الضغوط، وأن يفقد وسائل الردع، ويتيح للعدو التحكّم بقواعد الاشتباك، فضلاً عن فقدانه لمصداقيته، وهذا ما تنبّهت له قيادة المقاومة في العراق وسوريا ولبنان». ويلفت إلى أن «المسيّرات التي تقصف القواعد العسكرية هدفها خلق التوازن مع العدو، الذي يريد تشويه صورة المقاومة، وإظهار عدم فعاليتها، وما إلى ذلك. لكنّ للمقاومة موقفاً شديداً في موضوع قصف الأميركيين وطردهم من أراضينا».
من جانبه، يؤكد القيادي في «الحشد الشعبي»، أبو رضا الغريباوي، أن «المقاومة الإسلامية في العراق ليس غريباً عليها أن تذيق الاحتلال الأميركي المرّ، من خلال هجماتها العسكرية منذ عشرين عاماً، واليوم تأتي هذه الهجمات الدقيقة ضد القواعد الأميركية لردع الولايات المتحدة وتأديبها بعد تصريحات رئيسها بايدن الداعمة لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني». ويشير، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «قاعدتَي عين الأسد وحرير وغيرهما هي من أخطر الأماكن على العراق، ولذلك دائماً ما نحذّر من بقائها على أراضينا»، مؤكداً أن «جميع المصالح الأميركية بما فيها القواعد معرّضة للضربات في حال تجاوزها على سيادة العراق». ويشدّد على أن «بقاء الاستهداف الإجرامي الصهيوني للمدنيين، وتوسيع دائرته إلى باقي دول المنطقة، ومنها العراق ولبنان وسوريا، هو مؤشر خطير على حياة الجميع. لذا، فالمقاومة هي بالمرصاد لتحركات كهذه (…)».
المسيّرات التي تقصف القواعد الأميركية هدفها خلق التوازن مع العدو
وفي الإطار نفسه، يتوقع المحلل السياسي، علي الخفاجي، أن «تتعرّض القواعد العسكرية الأميركية وجميع أماكن وجود القوات والمصالح الأميركية لمزيد من القصف من قبل فصائل المقاومة»، معتبراً أن «المرحلة القادمة أصعب بكثير من الوقت الحالي». وقد توقّع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمس، احتمال «تصاعد مهم» في الهجمات على الجنود الأميركيين المتمركزين في أنحاء الشرق الأوسط، بحسب ما جاء في مقابلة أجرتها معه شبكة «إي بي سي» الأميركية. وسبق لوزارة الدفاع في واشنطن أن أعلنت، السبت، أنها عززت منظوماتها الدفاعية من نوع «ثاد» الحرارية و«باتريوت» في المنطقة للتصدي لهذه الهجمات.