إنها الساحرة المستديرة! لها طقوسها من الشغف والجنون واللمسات التي تحبس الأنفاس، وأبطالها وقديسوها وشياطينها، من الحفاة الذين يخرجون من أكواخ الصفيح، فيسلبون الألباب بمهاراتهم ورقصاتهم وهم يداعبونها بأقدامهم ويغزون العواصم، إلى المنضبطين في أرقى المدارس الكروية ومن يلعبون بأناقة الجرّاح أو صائغ الألماس: عشقتها الشعوب قاطبة وانتشرت تقاليدها وطقوسها في كل أصقاع الأرض، وأحبّها الفنانون والأدباء والشعراء ولو استنكر بعضهم أن تجري مجموعة من البشر خلف كرة صغيرة كما لو مسّهم الجنّ، وأصبغت الشعوب ألقابها المحبّبة على منتخباتها المفضلة، من الماكينات الألمانية إلى الديوك الفرنسيين فمنتخب السامبا البرازيلي أو التانغو الأرجنتيني.