وليس خافياً مساعي القوات الدولية لإدخال أسلحة جديدة ذات أهداف تجسّسية وفرض أمر واقع ميداني، عبر مدرعات جديدة ونشر أبراج وكاميرات ذات تقنيات عالية، لرصد الحركة على الحدود الجنوبية، وكذلك التركيز على الضفة الجنوبية لمجرى نهر الليطاني والسعي لإجراء عمليات تفتيش هناك، بعد الإشارات الاسرائيلية إلى أن تلك المنطقة تضم جزءاً من ترسانة منصات صواريخ المقاومة.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي لبناني على الكلام الاميركي، قالت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية، لـ«الأخبار»، إن بيروت «تعوّل على الموقف الفرنسي - الايطالي - الألماني بعدم إدخال أي تعديل على مهام اليونيفيل، وروسيا ملتزمة بموقفنا».
وأضافت المصادر أنه «نسمع أصداءً بأنّه لا يوجد تعديلات أساسية أو أمر استثنائي عمّا كان عليه في السنوات السابقة، لجهة الضغوط لتعديل المهام. وفي تقرير 1701 الأخير، اطلعنا على الأجواء المحيطة به، ولكن لا يوجد شيء فاقع فيه أو استثنائي أو يلفت النظر». وقالت المصادر إنه «لا شيء جديداً سوى أن واشنطن تريد أن تصعّب الأمر هذه المرة».
روسيا ملتزمة بالموقف اللبناني وتعويل على ثلاثي فرنسا - إيطاليا - ألمانيا
في المقابل، تؤكد المصادر أن وزارة الخارجية تعمل «من خلال بعثاتنا في كل العواصم الاساسية، والكل ما زال مُلتزماً بالتجديد مع عدم تعديل المهام. حتى بريطانيا، التي عادة ما تكون في صفّ الولايات المتحدة، قالت إنها تعرف ما تتعرّض له اليونيفيل، ولكنها لم تُظهر نية تعديل المهمة أو فرطها». وتتوقع المصادر أنه في حال حصول تعديلات، فستكون «شكلية على النصّ، كما يحصل سنوياً».
ولا يمكن فصل التطورات في الجنوب عن جولة السعي الجديدة التي بدأتها السفيرة الاميركية دوروثي شيا من عند الرئيس نبيه بري، للبدء بمباحثات لحل الصراع على الحقول الجنوبية اللبنانية. وتقول مصادر متابعة لملف المفاوضات البحرية إن «كل ما يحصل هو ضغوط من أجل الغاز، لأن هناك عجزاً أميركياً في مجلس الأمن، نتيجة الموقف الروسي».