القاهرة | بين 6 و 15 تموز (يوليو)، تشهد القاهرة «مهرجان دواير الثقافي» الذي جاء ثمرة تعاون بين مكتبتَي «تنمية» و«ديوان» بهدف جمع كبار الكتّاب والمفكرين بجمهور القراءة، وتوسيع دائرة القراءة والثقافة في مصر والوطن العربي، يرافقه معرض كتاب متنوّع يُرضي مختلف أذواق القرّاء. ووصفت خطوة المهرجان بـ«المهمة» كونها قد تكون مقدمة لفعاليات مشابهة تتحد فيها المكتبات وتقدّم أنشطة ثقافية مشتركة يكون لها الكثير من الفوائد سواء للقرّاء أو الناشرين.يأتي المهرجان في ظلّ أزمة اقتصادية ضخمة تعانيها مصر حالياً انعكست بشكل أو بآخر على سوق صناعة الكتب، وهذه المعارض والمهرجانات قد تشكّل فرصة جيدة لإتاحة الكتب بأسعار مخفّضة للجمهور من ناحية، ومن الناحية الأخرى تكون فرصة كبيرة للناشرين لعرض أعمالهم والترويج لها.

أعلنت إدارة المهرجان عن استضافة عدد من المؤلفين من بينهم إيمان مرسال

ولن يكتفي المهرجان ببيع الكتب، التي ستشمل أحدث وأهم الإصدارات باللغة الإنكليزية وأحدث إصدارات دور النشر العربية والمصرية، بل من المقرر أن يشهد المهرجان فعاليات ثقافية وفنية وورش عمل. ولا تسعى إدارة المهرجان أن تكون بديلاً أو حتى منافساً لأي معرض حكومي، لكن كما هو معلن عنها تريد فقط إقامة فعالية ثقافية كبيرة تكون فيها الكتب متاحة للقراء في توقيت لا تُقام فيه معارض للكتب في الدول العربية. وبحسب إعلان دعائي للمهرجان، تنصب رؤية «دواير» على «توسيع نطاق المعرفة وإبراز قيمة الثقافة في تكوين الوعي، وكذلك تحفيز الإبداع على مختلف المستويات».
وقال خالد لطفي، مؤسس مكتبة «تنمية» لنا إنّهم «فكروا مع مكتبة «ديوان» في طريقة جديدة تشجع الناس وتحمسهم لزيارة المهرجان، وبالتالي تكون فرصة للقراء للإطلاع على الجديد من الكتب ولقاء كتّابهم المفضلين». وأضاف أن المهرجان يتضمن فعاليات كثيرة من بينها ورش للسينما والكتابة الإبداعية وندوات لكتّاب كبار وشباب، وفعاليات تخاطب الأطفال واليافعين، بالإضافة إلى توافر كتب عربية وإنكليزية لدور نشر مصرية وكتب مخفضة وكتب مستعملة، حتى تتداخل الدوائر الثقافية وتتكامل في مناخ تفاعلي على الوجه الأكمل.
وأكد خالد أنهم قرروا أن يُقام هذا المهرجان بشكل سنوي، لافتاً إلى أنه لا مانع أن يُقام مثل هذا المهرجان بعد ذلك خارج القاهرة «لكن هذا يحتاج تجهيزاً مختلفاً، والتركيز الآن على نجاح المهرجان الذي سيُقام في منطقة وسط البلد في القاهرة».
من جانبها، قالت ليال رستم، مديرة النشر ومؤسسة «دار ديوان»، في مقطع دعائي للمهرجان إن السبب وراء اختيار «سينما راديو» في وسط القاهرة، يعود إلى أنّ هذه المنطقة تحديداً شهدت الكثير من الذكريات لمؤلفين ومبدعين وفنانين. «لذلك جاء اختيارنا لإقامة «مهرجان دواير» في وسط البلد ليكون لكل الناس، لكل مثقف وكل مهتم بالثقافة والقراءة سواء كان من الكبار أو الأطفال».
يأتي المهرجان في ظلّ أزمة اقتصادية ضخمة انعكست على سوق صناعة الكتب


وأعلنت إدارة المهرجان عن استضافة عدد من المؤلفين العرب والمصريين من بينهم إيمان مرسال، وميرال الطحاوي، في ندوة بعنوان «الكتابة الذاتية» للحديث عن أدب السيرة الذاتية، وموقعه في الأدب العربي الحديث، والكاتب العراقي سنان أنطون في احتفال لإطلاق وتوقيع روايته الجديدة «خزامى»، وندوة للكاتب والباحث المغربي عبد الإله بن عرفة عن كتابه «الديوان الكبير لابن العربي الحاتمي»، وهو دراسة وتحليل لشعر الفيلسوف الصوفي الأندلسي الشهير.
ويتضمن المهرجان أيضاً استضافة الكاتبة الكويتية بثينة العيسى في ندوة عن «الكتابة الإبداعية» لتعلم تقنيات كتابة الرواية من التخطيط والفكرة والبناء الدرامي للحبكة، وأنواع الشخصيات والمنظور، وكيفية بناء حوار بين القارئ والشخصية. ويشهد المهرجان ندوة أخرى بعنوان «تطوير النصوص الدرامية» مع المؤلف محمد أمين راضي، للتدريب على تطوير السيناريو كمرحلة متقدمة من مراحل بناء السيناريو الكامل. ويأمل الكثير من الناشرين وأصحاب المكتبات أن تتكرر تجربة «مهرجان دواير» باتحاد مكتبات أخرى تسير على الطريق نفسه.