قامر أوباما في مسألتين. أعطى الجنرال مكريستال معظم عدد الجنود الذي أراده. منحه قوات للقضاء على تمرد طالبان، لا مدربين فقط لإعادة تأهيل الجيش الأفغاني. ووضع مهلة تموز 2010 للبدء بإعادة الجنود إلى الوطن، آملاً أن يدفع ذلك الرئيس الأفغاني حميد قرضاي للقيام بإصلاحات ضرورية جداً.
اعتقد أوباما أنّ هذا القرار سيخلق الظروف المناسبة لإعادة أكبر عدد من الجنود إلى الوطن في أقرب وقت ممكن، كما قال المسؤول الرفيع. لكن أكدّ عدد من المسؤولين في الإدارة، علناً، أنّ مهلة تموز 2010 تعني بداية الانسحاب لا نهايته، وأنّ سياسة أوباما لا تحدد يوماً يطفئ فيه آخر جندي أميركي الضوء ويغلق الباب خلفه.
في خطاب أوسلو، أعطى الرئيس لمحة موجزة عن تاريخ الحرب، من «فجر التاريخ» وخلال الصراعات الفظيعة التي شهدها القرن العشرون إلى «حروب داخل الأمم» في يومنا هذا. هذه الحروب «قتل فيها مدنيون أكثر من الجنود، وفيها زرعت بذور الصراعات المقبلة، ودمرت الاقتصادات، ومزقت المجتمعات إرباً، وزاد عدد اللاجئين وتعرض الأطفال للتشوه».
استنتاجه الأساسي هو أنّ الحرب تراجيدية دائماً، لكنهّا ضرورية أحياناً
إذاً السؤال حول القوة العسكرية ليس عن احتمال استخدامها، بل عن كيفية ذلك وتوقيته.
في موضوع كيفية شن الحرب، تعهد أوباما بأن تلتزم الولايات المتحدة بصدق باتفاقيات جنيف التي اعتبرتها إدارة بوش مرنة وعفا عليها الزمن. أكاد لا أصدق أنّ رئيساً أميركياً يضطر للتنكر للتعذيب صراحة، لكن هذا واجب ورثه أوباما.
أما عن الوقت المناسب لاستخدام القوة، فلم يُرِح أوباما من سيشعر «بازدواجية عميقة تجاه النشاط العسكري اليوم مهما كان السبب». أعطى الرئيس لائحة من الأسباب المحتملة التي كانت مفهومة إلى حد ما. قال إنّ الحرب يمكن تبريرها على مستوى إنساني، كما في البلقان. ذكر دولاً فشلت مثل الصومال. وتكلم عن الطموحات النووية لإيران وكوريا الشمالية.
ختم أوباما بكلمات قوية عن الأمل، لكنّه حدد خطاً واضحاً بين العالم كما يريده، والعالم كما هو اليوم. لا، لم يكن خطاباً اعتدنا سماعه في حفل جوائز نوبل.
* عن «تروث ديغ»:
مجلة إلكترونية أميركية قريبة من الديموقراطيّين
ترجمة ديما شريف