إيلي أبو جودة
الأزمة اللبنانية تشتدّ، والدول تغسل يديها الواحدة تلو الأخرى، والتناطح الداخلي مستمرّ من دون أدنى حسّ بالمسؤولية، وبوادر حرب مذهبيّة تلوح في الأفق، وما العرض الفرنسي الأخير بالانفتاح على سوريا، إلا الصدمة الكهربائية التي إن نفعت، أنقذت البلد، وإلا مات المريض وسلَّم أمره لصانع التوابيت الأميركي.
تسود مخاوف من انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، ومن انتخابات «أينما كان وكيفما كان»، مع توقّعات ردّ الفعل السلبي بعدم السماح لهذا الرئيس بتسلّم السلطة، فتندلع شرارة حرب أهلية بإدارة خبراء ضليعين بالقتل والتهجير والتقسيم، يسلِّم بعدها الجميع بضرورة التدويل، حفاظاً على الديموقراطية المدعومة أميركياً. والخوف هو أن ينتج عن ذلك «احتلال عصري»، وقلعة أميركية محصّنة، وخطّ دفاع في وجه التمدّد الإيراني وحلّ لمشكلة إسرائيل وتوطين ما أمكن من الفلسطينيّين على حساب لبنان والمسيحيّين.
عندما نستذكر الشعار التاريخي: «أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار»، ندرك كم كانت هذه التجارة بمشاعر الناس، بعيدة كلّ البعد عن التعاليم المسيحيّة، ويا ليت الندم ينفع يوماً.