ليس مبكّراً إخضاع حركة معارضة للنقد والتفكيك، قبل وصولها إلى الحكم. هناك من يرى تسرّعاً في تعريض حركة معارضة للنقد والمعارضة، قبل أن تصل إلى السلطة، وخصوصاً إذا كانت تحظى _ كما في حالة المجلس الوطني السوري الإخوانجي _ بهالة من التقديس والتبجيل الغربي والعربي (النفطي). لكن هل ننتظر أن تصل المعارضة _ أيّة معارضة _ إلى السلطة كي نمارس مهمّة النقد والمعارضة _ ضد المعارضة _ التي تحوّلت إلى سلطة؟
هل ننتظر الشروع في الإعدامات والمحاكمات الميدانيّة للخونة و«الشبّيحة» (هل أصبح اسم «الشبّيحة» مرادفاً لكلّ علوي في خطاب بعض المعارضة السوريّة، كما أنّ اسم «إرهابي» مرادف للعربي في دولة الكيان الغاصب)؟ وهل ننتظر تراكم الجثث المحروقة والمشوّهة، قبل أن نصدر أحكاماً على القتلة الذين باشروا القتل قبل تشكيل السلطة؟ كان الشيوعيّون الثوريّون في ألمانيا يصرّون على ضرورة معارضة النازيّين قبل وصولهم إلى السلطة؛ لأنّ وصولهم سيقضي على إمكان المعارضة في المطلق. وكانوا على حق. وفي إيران، دفع حزب «توده» ثمن تصديقه لوعود الخميني، وكان حزب «توده» على خطأ. وينسى البعض أنّ حزب البعث ــ الذي أسّس في العراق وفي سوريا نموذجيْن من أبشع أشكال القمع المُؤسّس _ كان في مرحلة ما غابرة حزب معارضة يتشدّق بالإصلاح والديموقراطيّة والحريّة والوحدة (يستطيع ما بقي من حزب البعث أن يجعل من الشرذمة، لا من الوحدة، عنواناً في برنامجه لما له من منجزات قيّمة في هذا الصدد).
والملاحظ، أنّ الذين يدعون إلى التريّث قبل إصدار الأحكام على حكم الإخوان (لا يجوز التلطّي بعد اليوم خلف الملابس الباريسيّة الأنيقة)، هم في السياق الأيديولوجي نفسه للذين دعوا إلى التريّث قبل إصدار الأحكام على حكم الميليشيات الحاكمة اليوم في ليبيا. كان هؤلاء يصرّون على أنّ أعضاء المجلس الانتقالي الليبي (بقي معظم أعضائه سرّييّن) هم زبدة الليبراليّة والعلمانيّة، وأنّ الخوف من 1) رعاية الـ«ناتو» لهؤلاء ومن 2) السيطرة الإسلاميّة الإخوانجيّة على الحكم في ليبيا ليس مبرّراً. والطريف أنّ الطمأنة كانت تمرّ عبر طلب وضع الثقة الديموقراطيّة المطلقة برمزيْن بشعيْن من حكم الطاغية القذّافي: محمود جبريل (المُرشد والمستشار الشخصي لسيف الإسلام القذّافي) ومصطفى عبد الناتو (وزير «عدل» الطاغية القذّافي الذي لم يكن يدرك طغيان القذّافي عندما عيّنه الأخير في منصبه). لكن المثال الليبي ماثل أمام ناظريْنا، والمخاوف ازدادت، وها هي الميليشيات البن لادنيّة تعيث في أرض ليبيا فساداً ــ بلغتها هي ــ كما أنّ الواجهات الليبراليّة المُوجّهة إلى الحكومات الغربيّة أزيحت من الحكم، كي يبدأ الحكم الإسلامي الحق: وحقّ الـ«ناتو» في ليبيا لا يُعلى عليه. ولم يطل الأمر بعبد الناتو حتى راح يبشّر بالعودة إلى تعدّد الزوجات. إنّ الهويّة السياسيّة للرعاية الخارجيّة للمعارضة، بالإضافة إلى الخلفيّة الأيديولوجيّة لقادتها، تسهمان في إصدار حكم دقيق ومُنصف بمستقبل الحكم في يد المعارضة تلك. الصورة في الحالة السوريّة باتت واضحة. تستطيع أن تقرأ مستقبل معارضة المجلس الوطني السوري عبر قراءة ماضي حركة 14 آذار اللبنانيّة وحاضرها. تستطيع أن تتوقّع أنّ المجلس الوطني السوري، هذا إذا وصل إلى السلطة، سينفي أنّ الجولان أرض محتلّة وسيقول ــ على طريقة 14 آذار اللبنانيّة ــ إنّ ملكيّة الأرض مُلتبسة، وإنّ على المُحتلّ الحفاظ على احتلاله بانتظار ترسيم الحدود والوصول إلى حلّ جغرافي. وسيعمد رئيس حكومة الإخوان إلى ذرف الدموع، كلّما اعتدت إسرائيل على سوريا. طبعاً، لا تُخترل المعارضة السوريّة بالمجلس الوطني السوري، مع أنّ السعوديّة وقطر (راعيتي حقوق الإنسان والديموقراطيّة والثورة في العالم العربي) تصرّان على جعل المجلس هو الممثّل «الشرعي والوحيد» للشعب السوري. لكن المجلس الوطني السوري يخطب ويجول في الكرة الأرضيّة باسم الشعب السوري، وهو لا يرضى لنفسه بديلاً، ولا يرضى بغيره في المعارضة ندّاً. نستطيع أن نحلّل مواقف المجلس الوطني المُعيّن (من قبل نفسه) خلال معياريْن: معيار تحديد مصلحة الشعب السوري ــ والمعيار هذا غير مطلق لأنّه يعود إلى منظار الكاتب أو الكاتبة ــ ومعيار المبادئ والسياسات التي أطلقها المجلس نفسه عند ولادته.
من المعروف أنّ المجلس بدأ مسيرته بإطلاق مواقف سياسيّة تحدّد مسيرته السياسيّة (والمواقف تلك لا تزال موجودة على موقع المجلس الوطني على الإنترنت) بعدما جرى إدخال سلس (وخفي) على المشروع السياسي للمجلس نتيجة للتلوّنات والتقلّبات التي خضع لها المجلس. من المعروف أنّ المجلس كان قد شدّد عند انطلاقته على سلميّة الانتفاضة السوريّة، وردّد مع المتظاهرين في الداخل السوري شعار سلميّة الاحتجاجات ونبذ الطائفيّة ورفض التدخّل الخارجي. وكانت تلك المواقف أو اللاءات عنوان التحرّك الاحتجاجي الشعبي العفوي الذي انطلق في سوريا ضد النظام القمعي. لكن المجلس، من دون إعلانات رسميّة، وجد نفسه في تناقض صارخ مع مبادئه هو، ما يثير تساؤلات عن أسباب التغيير في المبادئ والتعديل في السياسات. ويمكن تلخيص تناقضات المجلس في ما يأتي:
ــ أولاً، إنّ المجلس الذي كان يردّد شعار «سلميّة» عن الانتفاضة السوريّة أضاف كلاماً جديداً عن الجيش السوري الحرّ في الجملة نفسها التي (لا تزال) تتحدّث عن النضال السلمي، كذلك فإنّه أنشأ مجلس قيادة عسكريّة (أي إنّ غليون بات قائداً عاماً للكتائب الطائفيّة التي تنضوي تحت اسم الجيش السوري الحرّ). قد يكون المجلس أوّل من اجترح مفهوم النضال السلميّ المُسلّح والمُفخّخ في آن واحد. والمجلس العسكري للمجلس ينسّق العنف السلمي مع الجيوش المسلّحة الثلاثة التي تتنافس في ما بينها لقيادة العمل العسكري ضد النظام. كذلك إنّ المجلس بات يرحّب بالسلاح من كلّ حدب وصوب، ولم يعارض رسميّاً السلاح الإسرائيلي (هل اندلع صراع مسلّح في داخل العالم العربي لم يصل السلاح الإسرائيلي إليه، في هذا الجانب أو ذاك؟).
ــ ثانياً، بدأ المجلس أعماله بإصرار على النأي بنفسه عن الصراعات اللبنانيّة الداخليّة. كان برهان غليون يقول متبرّماً لمن يسأله في الشأن اللبناني: أبعدونا عن صراعاتكم في لبنان. اليوم، زالت الحجب وسقطت الادّعاءات وبات المجلس في قيادته وأعضائه يعتبر نفسه «خرطوشة في فرد» آل الحريري في لبنان. اتضح أنّ المجلس الوطني السوري ما هو إلا الفرع السوري لحركة 14 آذار اللبنانيّة، وبالرعاية نفسها التي يسمّونها خفراً «إقليميّة». فارس سعيد (محلّل العلاقات الدوليّة الذي ربط بين فضيحة اللحوم الفاسدة والملف النووي الإيراني) بات يقرأ (أو يكتب) بيانات المجلس الوطني السوري ــ أو هكذا يبدو. ومن المحتمل أن يشارك ممثّل عن المجلس في اجتماعات «بيت الوسط».
ــ ثالثاً، كان المجلس الوطني حازماً وحاسماً عند انطلاقته في رفض التدخّل الخارجي. لكنّه عاد وبدأ بالمراوغة التي أجادها في أشهر قليلة. بدأ بالتمييز بين التدخّل الخارجي والتدخّل العربي، وبات آل سعود وآل ثاني، ومن ينتدبونه، من حواضر البيت الشامي. أصبح التدخّل الخليجي الظالم داخليّاً (شاميّاً)، «أهليّة بمحليّة، سلميّة على عنفيّة». لكن المجلس الوطني (وهو مليء بالوطنيّة كما يوحي الاسم) عاد واستطاب التدخّل الخارجي، ولم يجد ضرورة في مصارحة جمهوره أو في توضيح تقلّباته أو تفسيرها: على طريقة وليد جنبلاط، الزعامة تقرّر والقطيع يسير. لكن المجلس تغيّر، أو تطوّر كما تفضّل منظمات المجتمع المدني الموقرة، وأصبح يناشد من أجل تدخّل خارجي، وكلما زاد التدخّل راقه الأمر أكثر. وتنطّح مجلس الناتو الحاكم في ليبيا بمدّه بأوّل مساعدة علنيّة له (تحدّثت محطة «الجديد» عن دعم سعودي ــ قطري للمجلس بقيمة بدأت بأكثر من مئة مليون في الشهر لتنخفض إلى زهاء 85 مليوناً في الشهر). وتذاكى المجلس الوطني على طريقة «حلف الناتو» عندما أدرج إلحاح استجدائه للتدخّل الخارجي في باب «حماية المدنيّين».
ــ رابعاً، كان المجلس في قيادته المجهولة يؤكّد أنّ الإخوان لا يسيطرون على المجلس، وكان الموقف الرسمي أنّ الإخوان لا يسيطرون على أكثر من 20% من المقاعد. لكن غليون كان يتذمّر أمام بعض الصحافيّين من سيطرة الإخوان، وكان يردّد أنّه لن يقبل أن يصبح صورة، على طريقة محمود جبريل في ليبيا. ولكن الأمر لم يعد سرّاً. فضح انشقاق كمال اللبواني (مع هيثم المالح وغيره) الحقيقة: اللبواني اعترف بأنّ الأخوان يسيطرون على المجلس بالكامل. ثم إنّ «يوتيوب»، وهو بات صوت الأكاذيب والمزاعم من قبل الإخوان والنظام على حدّ سواء في خضمّ الصراع السوري، فضحهم: تسرّب لقاء تنظيمي لعلي البيانوني (وهو أداة حريريّة وقد تأكّد ذلك في «ويكيليكس») في بلجيكا وهو يشرح أنّ الإخوان انتقوا برهان غليون بسبب خلفيّته اليساريّة كي يحجبوا دورهم الخفيّ. ما عاد ينفع الإنكار. اللعبة انشكفت.
ــ خامساً، كانت جماعة المجلس والإخوان في البداية، وقبل إنشاء المجلس، تسخر من تعاطي النظام (السيئ جداً) مع ملف الصراع العربي ــ الإسرائيلي و(عدم) تحرير الجولان. تكرّس شعار «أسد في لبنان وأرنب في الجولان». والشعار انطلق ــ بفخر ــ من لبنان عندما تصدّى التحالف اللبناني ــ الفلسطيني (قبل وصول وليد جنبلاط إلى رئاسة الحركة الوطنيّة لحسن الحظ) لقوّات الجيش السوري الغازية إلى جانب القوّات الفاشيّة في لبنان. والمعارضة الإخوانجيّة سخرت من سياسة النظام الجولانية، وكثيراً ما اتهمته بالتواطؤ مع العدوّ الإسرائيلي. لكن تبيّن أنّ سياسة النظام السيّئة في الصراع العربي ــ الإسرائيلي (وهي سيّئة لأنّها متطابقة مع سياسة أسوأ الأنظمة العربيّة التي توافقت جميعها على مبادرة الاستسلام السعوديّة، كذلك إنّ النظام ترك الجولان محتلاً بالرغم من أشعار سليمان العيسى الحماسيّة وبالرغم من اعتداءات إسرائيليّة متكرّرة على سوريا) قد تكون أقلّ سوءاً ــ على سوئها ــ من سياسة المجلس الوطني. فالمجلس الوطني أرسل الكثير من الإشارات الغزليّة نحو العدوّ الإسرائيلي. المجلس، على لسان قياداته وبرنامجه، لا يحيد عن سياسة 14 آذار اللبنانيّة: فهو يؤمن بتحرير الجولان من خلال المفاوضات. أليست هذه هي سياسة النظام السوري المُتبعة منذ 1973 والتي لم تحرّر إنشاً واحداً من الأرض؟ ثم هل تكون المعارضة ذات صدقيّة عندما تعيّر النظام في سياسته، ثم تأتي لتعد بأن تقتفي أثره في مجال يدخل في صلب الأمن الوطني السوري مع أنّها تزيد من التملّق للعدوّ الإسرائيلي؟ وعلي البيانوني ظهر على شاشة التلفزيون الإسرائيلي (من دون أن يعلم ذلك لأنّه ظن أنّ نجمة داوود هي نجمة مغربيّة وأنّ اللهجة العبريّة هي أمازيغيّة) وطمأن العدوّ إلى نيّات الإخوان الاستسلاميّة. كذلك إنّ برهان غليون (المُمدّد له بشعبيّة 99% من قيادة المجلس) طمأن العدوّ إلى أنّه سيقطع علاقة سوريا بكل أعداء إسرائيل في المنطقة العربيّة حالما يثبّت التاج المرصّع على رأسه والصولجان في يده.
لكن هناك ما هو أخطر من ذلك. لم يذع المجلس الوطني طريقة انتقاء أعضاء مجلس القيادة. كانت هناك شائعات عن إصرار تلك الحكومة أو تلك المملكة على ضرورة تنصيب هذا الرجل أو تلك المرأة في مجلس القيادة. لكن انفضاح كلام السيدة قضماني في برنامج على التلفزيون الفرنسي، وإجادتها للتملّق الرخيص للإسرائيليّين بصورة لا تقلّ بشاعة عن تملّق أنور السادات لهم، فضح الكثير عن طبيعة المجلس وعن سياساته المقبلة، وخصوصاً أنّ صوتاً واحداً لم يرتفع (لا من المجلس ولا من خارجه) ضدّها.
ــ سادساً، وعد المجلس بنبذ الطائفيّة لكنّه: أ) ارتبط بالمحور الإقليمي السعودي الذي يحضّ على الفتنة المذهبيّة ويرعى الشيخ عدنان العرعور من دون كلل، وب) لم يجد بعد ممثّلاً علويّاً ملائماً للجلوس في قيادة المجلس وإن وجّه المجلس رسالة «مدّ فيها يده» للعلويّين. ومدّ اليد كفيل بضمان اللحمة في نسيج الشعب السوري (كما مدّ وليد جنبلاط يده للمسيحيّين بعد مجازر الشوف). كذلك إنّ المجلس لا يتخذ موقفاً قويّاً من الأصوات الطائفيّة والمذهبيّة في المعارضة السوريّة (مثل تصريحات مأمون الحمصي ــ الذي اشتهر بنفي استعمال المال لغايات سياسيّة من قبل آل الحريري ــ والتي هدّد فيها كل العلويّين بالإبادة). والكتائب ذات الأسماء الدينيّة للجيش السوري الحرّ قامت بأعمال طائفيّة شنيعة بشهادات تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش»، لكن ذلك لم يؤدّ إلى إدانات من قبل المجلس. إنّ المجلس الوطني السوري بات مسؤولاً بحكم قيادته الجديدة ومجلسه العسكري عن جرائم الجيش السوري الحرّ (كما أنّ نظام بشّار الأسد مسؤول حكماً عن جرائم قواته العسكريّة والأمنيّة).
ــ سابعاً، يدين المجلس الفساد المستشري في جسم النظام السوري، لكنه لم يكشف دفتر حساباته أمام الرأي العام السوري، ولم يصارح بموارده الماليّة. نسمع فقط عن «تمويل من أثرياء سوريّين» ساعة، ثم بدأنا نسمع عن تمويل من دول خليجيّة وإن سمعنا شكاوى أنّ «المبالغ ليست كبيرة». لماذا لا يقدّم المجلس بيانات صريحة عن المداخيل الهاطلة، وعن النفقات إذا كان ينوي إبدال النظام القائم (الفاسد) بنظام نزيه ومنزّه؟
ــ ثامناً، كيف يوفّق المجلس بين شعاراته الديموقراطيّة والرعاية من دول مجلس التعاون، غير العريقة في الديموقراطيّة؟ لا تستقيم الديموقراطيّة في مضارب شيوخ النفط والغاز وأمرائهما وملوكهما. هذه معادلة بديهيّة في السياسة العربيّة.
ــ تاسعاً، يريد الإخوان المسلمون، من سيطرتهم على المجلس ومن وضع علمانيّين في الواجهة، تزييف مقاصدهم. إنّ شعار «الدولة المدنيّة» (شعار حركة 14 آذار نفسه، يا للصدفة مرّة أخرى) لا معنى له في الفكر السياسي ــ الدستوري. الدولة إما تكون علمانيّة أو هي تتصالح مع دين سائد على طريقة الدول العربيّة كلّها (باستثناء لبنان حيث تحوّل الصراعات الطائفيّة دون ذكر الدين في الدستور). يريد الإخوان (على طريقة الخميني في منفاه الباريسي) أن يحقّقوا دولة دينيّة لكنّهم يخدعون الناس قبل الوصول إلى السلطة. ثم لماذا لا يعلّق المجلس بكلمة على الأسماء الدينيّة (والمذهبيّة في حالة «كتيبة يزيد بن معاوية») لكتائب الجيش الحرّ، بعدما أصبح الأخير حليفه العضوي؟
ــ عاشراً، إنّ المنحى الإنساني الحريص على حقوق الإنسان في الخطاب الليبرالي للمجلس يفتقر إلى الانسجام الأخلاقي. لماذا سكت المجلس عن إثباتات عن تورّط الجيش السوري الحرّ في جرائم حرب؟ (وردت في تقرير لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وفي تقرير منظمة العفو الدوليّة الأخير، كذلك إنّ منظمة «هيومن رايتس ووتش» نشرت للتو تقريراً تفصيليّاً عن جرائم طائفيّة فظيعة وعن تعذيب مارسه الجيش السوري الحرّ وفصائل متشابهة).
ــ حادي عشر، ألا يستحق الرأي العام السوري أن يعرف حقيقة موقف المجلس من لجنة المراقبين العرب (مات عمل اللجنة ونام تقريرها في الأدراج لأنّ ملاحظاتها لم تتوافق مع مقاصد المؤامرة الخليجيّة، ولأنّ فكرة إرسال اللجنة افترضت رفض الحكومة السوريّة للفكرة). لماذا كان المجلس موافقاً على اللجنة ولماذا عاد وعارضها؟ ألا يجب على المجلس ان يوضّح؟
ــ ثاني عشر، إّن الديموقراطيّة تبرز في جسم حركة سياسيّة قبل أن تصل إلى السلطة. يستطيع الحزب ــ أي حزب ــ ان يُظهر معالم الديموقراطيّة في جسم الحزب قبل ان يُظهرها في ممارسة السلطة. لكن المجلس لا يختلف في هذا الشأن عن قرينه، المجلس الانتقالي الليبي الذي أبقى أسماء معظم أعضائه سريّة. كيف يُنتقى أعضاء المجلس، وكيف يُختار أعضاء مجلس القيادة؟ ثم، كيف جرى تمديد ولاية برهان غليون في رئاسة المجلس؟ ما هي آليّة الحكم والقيادة والبيعة (هي بيعة لأنّ استعمال كلمة انتخابات يهين العقل المُتابع) في المجلس الموقر؟ (هناك أخبار تسرّبت من القيادة عن تهديدات بالاستقالة من قبل غليون وعن دموع ذُرفت من أجل التمديد الثمين). والقيادة، مثلاً، لا توضّح اسباب الانشقاقات المتوالية في صفوق القيادة، وكان آخرها انشقاق هيثم المالح الذي كال اتهامات (شاهد من أهله) بالديكتاتوريّة والتسلّط. وقد نبذ المجلس المحاسبة قبل ان يصل إلى السلطة، وقس على ذلك مستقبلاً. كذلك إنّ وليد البنيّ، في انشقاقه الأخير، اعترف بغياب الديموقراطيّة والمحاسبة داخل المجلس، وقال إنّ «الديموقراطيّة هي ديموقراطيّة في كل وقت وحين».
أكثر من ذلك، إنّ أنصار المجلس في داخل سوريا وفي خارجها (خصوصاً في مصر) تورّطوا قي ممارسات أقل ما يُقال فيها إنّها غير ديموقراطيّة. إنّ التعاطي مع معارضة الداخل، التي مثّلها في الجامعة العربيّة هيثم المنّاع ورفاقه، يشير إلى منحى لا لبس في بعثيّة منهجه وممارسته. إنّ الذين ضربوا وأهانوا معارضي الداخل ــ بصرف النظر عن الاختلاف أو الموافقة مع المعارضين في الداخل أو في الخارج ــ مثّلوا أسلوباً في التشبيح يُفترض ان يكون الشعب السوري قد نبذه.
الشعب السوري يستحق ما هو أفضل بكثير. عاش الشعب السوري وعانى على مرّ أكثر من أربعة عقود من حكم ظالم لا يستحق الاستمرار ولا ليوم واحد. إنّ حق الشعب السوري ــ أو الشعب العربي بصورة عامّة ــ في الثورة مضمون بحكم سنوات الطغيان. لكن المجلس الوطني السوري (ومن يتحالف معه مثل الكتائب الحقيقيّة والخياليّة للجيش السوري الحرّ) أخرج نفسه من أحقيّة تمثيل الشعب السوري، لأنّه تورّط في مؤامرة خارجيّة قد تجهض أو تعوق عمليّة التغيير الحقيقي في سوريا، ولأنّه تورّط في خرق حقوق الإنسان السوري. إنّ تورّط المجلس الوطني في مؤامرة تشترك فيها دول مجلس التعاون بالنيابة عن الحلف الأميركي ــ الإسرائيلي يخرجه من معادلة التغيير الديموقراطي ويجعل منه ــ على نسق 14 آذار في لبنان ــ مجرّد أداة لقوى خارجيّة تقرّر من دون اعتبار مصلحة البلد التي تستغلّ ساحته للتآمر.
انكشفت حلقات المؤامرة على الشعب السوري. والمؤسف أنّ تحالفات معارضة المجلس الوطني والجيش السوري الحرّ وممارساتهما كانت في مصلحة النظام. ومن يدري، في حالة نظام استخباري على شاكلة النظام السوري قد يكون الاختراق الاستخباري فاعلاً فعله في صفوف قوّات المعارضة. ولكن بالتأكيد إنّ الشعب السوري الذي يستحق التخلّص من ربقة حكم سلالة عائليّة في جمهوريّة لن يستكين مهما طال الزمن، ومهما طال القمع.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)
36 تعليق
التعليقات
-
واهم من ظن ان ما يحصل فيواهم من ظن ان ما يحصل في البلدان العربية هي ثورات وانما بالمختصر المفيد العودة للرجل المريض وانشاء نموذج ديمو اراطي علة الدولة اللبنانية طؤائف متناحرة فيما بينها تدعي الديمو اراطية وها هو النموذج السوري الان واهم من ظن انهم يريدون دولة قوية متقدمة او متطورة يريدون سورية الفوضى ولا ياْبهون لا لحرية ولا لشعب او ديمقراطية اسعد ابي خليل افق من حلمك البعثي الامريكي واطرح الامور بوقائعها ان الواقع الموجود في سوريا ليس حرصا على الشعب من قبل الاميركان وحلفاؤهم
-
العلمانية هي الحل!أستاذ أسعد! تأخرتَ كثيرآ في استنتاجاتك! في سوريا الآن أصابع "إسرائيل" هي التي تتحرك بهدف تخريب البلد (مشيخات الخليج وتركيا)!
-
إلقاء الكلام على عواهنه 2أما البيك الإشتراكي كلنا نعرف ماذا كان إرثه, و ما أوصى به ابنه الذي لم يرفع بندقية واحدة في وجه الغزو الصهيوني في جبل لبنان و كل حروب ابنه كانت ببندقية السوري و الفلسطيني, هو كان اختصاصه المجازر فقط في حق الآمنين. تذكر أنت و رفاقك تل الزعتر, و لكن لا تذكرون مجازر شكا و مجدليا في طرابلس التي شاهدتُ بعض أثارها بأم عيني, و التي ارتكبها ثوار عرفات-كمال جنبلاط في 1976, و لولا سوريا لكان حصل تطهير طائفي في عكار, إسأل أهالي تل عباس. و يتجاهل البروفسور الأسباب الأكثر من موضوعية لتجنب سوريا المواجهة المياشرة مع الكيان الغاصب. ينسى البروفسور حصار العرب لسوريا بسبب رفض الراحل حافظ الأسد عرض السادات عليه للذهاب معه إلى القدس, و ينسى تحريك عصابات إخوان المسلمين لمعاقبة سوريا بسبب وقوفها إلى جانب إيران في 1981, و ينسى التضحيات العظيمة للجيش العربي السوري في غزو 1982 الذي الرئيس الراحل حافظ أسد أسقط كل أهدافه السياسية و جعله بدون جدوى. تحرير جنوب لبنان و انتصار تموز 2006 و اندحار الجبش الأميركي في العراق لم يتم بتنظير البروفسور و رفاقه إنما بدعم هذا النظام و حليفه الإيراني الذي أطاح بحزب توده الذي تتباكي عليه صحف آل سعود, كما قال باسل* وضعتم نفسكم في نفس المركب!
-
إلقاء الكلام على عواهنه 1هل يذكر أحد من القراء أن البروفسور أسعد أبو خليل تناول موضوع محدد بالتفصيل بدون استطرادات على طريقة ضرب على المسمار و ضرب على الحافر؟ بعد كل فضائح مجلس استنبول من مجازر طائفية و عمالة خارجية و استدعاء إحتلالات أجنبية, يأتي البروفسور الغاضب و يخبرنا إنه يجب معارضة مجلس استنبول!!! المشكلة يا بروفسور, أن هذا المجلس و معهم العرعور هم "الثورة" إسأل مراسلي الأخبار اللبنانيين الذين زاروا ريف دمشق و درعا و حمص و إدلب و لا تنسى غدي فرنسيس و أسألها عن "قندهار" حماة. أما ما يسمى معارضة داخلية كميشيل كيلو و حسن عبد العظيم و حتى هيثم المناع, رغم إنه أصدقهم و أجرأهم ,إدّعى أن العنف "الثوري" لم يبدأ إلا بعد 6 أشهر من بداية الأزمة, علاقتهم بهذه الثورة الغير مجيدة و الغير شريفة كعلاقتك أنت بالثورة المصرية...التنظير عن بعد! الحقيقة المرة التي ينكرها حضرة البروفسور هو أن المؤامرة هي الأصيلة و المعارضة التي تدعي الشرف هي من يركب موجة المؤامرة و يدّعوا إنها ثورة و لك مثال ميشال كيلو عندما أمل خيراً بشهر رمضان. النظام الذي تسخر من مقاومته و تجحد إنجازاته و تفخر أن رفاقك ممثلين بياسر عرفات و البيك الإشتراكي هم الذين أطلقوا شعار "أسد في لبنان..", حسناً, هل من داعي للتذكير بتنازلات عرفات الذي هو قال عنها هل تريدون مني نزع ثيابي؟
-
أسعد أبا خليل ليس مخطئ, المخطئ من يتصيد في الماء العكرالثورة السورية حين بدأت لم يكن هناك مجلس وطني ولا غيره,الشعب خرج للشوارع لأنه لم يعد يحتمل هذا النظام الإستبدادي الذي يشكل وجوده عار على كل وطني وقومي وتقدمي لأنه نظام الشللية والمحسوبيات والفساد وهدر المقدرات الوطنية وتغييب الشعب لعقود عن رسم حاضره ومستقبله. أسعد أبا خليل انتقد بعض المظاهر في المجلس الوطني قبل اليوم فلا تتذاكوا عليه بأنه أكتشف الأمر متأخراً وبأن بعضكم اكتشف الأمر منذ عام! منذ عام لم يكن المجلس الوطني قد تأسس فلماذا الكذب إذاً؟ بعض التعليقات تريد فقط إلصاق أية تهمة كانت بالمعارضة والإنتفاضة الشعبية في سوريا لتبرر القول بأن هذا النظام هو أفضل الموجود. ألنظام مسؤول حتى عن حالات الشرزمة بالمعارضة وهلاك القوى السياسية الوطنية الفعلية داخل البلاد من خلال القمع وسياسة الإقصاء لكل فكر معارض, هكذا تخلوا بعض الساحات لقسم من المعارضة المفبركة المتعاونة مع هذا وذاك من الخارج. سجون النظام وأجهزته الأمنية أكبر شاهد على ما فعلتوه بالوطنيين السوريين
-
لماذا الآن (2) ..!!يقال "إن خليت بليت " وانتظرنا المعارضة أن لاتكون خالية وبالية وسمعنا بعض الأصوات الرافضة لكلّ التفجيرات ولم نكن ننتظر أصوات تقول إنّ مايحدث من تفجير كان رد فعل عنف النظام ولا أظنّ هذا القول سوى رخصة بالقتل للمعارضة ,ولكن قتل من !؟وماذا كان مصير هذه الأصوات ,لكم مراجعة النت لتروا بعض التعليقات على رفض السيّد هيثم منّاع للتفحيرات .. لماذا الآن !؟ أيضا وأيضا ,كيف لمحلّل سياسيّ ألّا يُدرك ومنذ البداية أنّ هذه هي النهاية وأنّ الخاسر الأكبر هو الشعب وأنّ الرياح لن تجري بما تشتهي السفن ,كيف لم يكن لتجربة ليبيا ألّا تعطينا صورة ما عن مسار الأمور ؟ أثار لقاء الرئيس بشار الأسد مع الجريدة الأمريكيّة قبل بدء الأحداث في سوريا بأنّ سوريا ليست كسواها وأنّها متلاحمة قيادة وشعبا سخرية الكثيرين من الكتّاب حين "وصل البلّ للدقن " فماذا عنكم أنتم الكتّاب !؟ حين تبيّن لكم أنّ قراءاتكم خاطئة وقراءة بعض الناس العاديّين الذين لم تعجنهم السياسة أصوب من قراءاتكم!! مع كلّ ذلك "أن تصل متأخّرا خير من ألّا تصل أبدا "فشكرا استاذ أسعد
-
لماذا الآن (1)!!لو لاحظنا ومنذ بداية الآزمة وقمنا بجمع التعليقات على صفحات الأخبار وجمعناها وأسقطنا المكرّر منها لكانت النتيجة مقال الأستاذ أسعد هذا ,ويكفينا منها المعلّقين الذين كانوا يضعون أنفسهم على الحياد ويرفضون ممارسات النظام والمعارضة وهم كثر , طبعا مشكورا على جهد الجمع والتفنيد والإضاءة على الموضوع فمثل هذا الأمر يستحقّ ذكره مرّات ومرّات لأنّ فيه مستقبل سوريا إن نجحوا في الوصول إلى الحكم !! عابوا على النظام موقفه تجاه الجولان وسارعوا على تقديم التنازلات وسبقوه بأشواط وأشواط فاحترمنا النظام لأنّه إن لم يحرّر الأرض فأقلّه لم يتنازل عنها باتفاقيّات مهينة ولم يصادر حقّ الأجيال القادمة في الدفاع عن أرضها .. قرأنا الCV لكلّ فرد فيهم بعيدا عن إعلام النظام فهم نهاية لم يأتوا من المرّيخ وكانوا يوما مواطنون سوريّون (والهم أمّ وبيّ ومافأسوا بالجرد ) والإنسان إبن ماضيه فماذا قال لنا هذا الماضي !؟
-
تيرشرشان الحراك المعارض فقذ زخمه الداخلي و بقيت الجماعات المسلحة و المتأسلمة هي الوحيدة القادرة على الفعل و هذه مرتبطة بالسعودية حصرا و الاخيرة بعد ان عجزت عن اسقاط النظام صارت تريد اضعافه و لم يتبقى للمعارضين الاخرين سوى اللوم و الحسرة و التخوين و المراجعات الفكرية و العقائدية و التنظير و اخيرا محاولة ايجاد مخرج للعودة تحت جناح النظام بطريقة تحفظ ماء الوجه اليساري في زمن البترول حالته تدعو للاسى فهو عندما يريد التغيير بالعنف يجد نفسه يمد يده لانظمة قابعة في اقصى يمين مجرة درب التبانة و يتحالف مع اسلامويين لا يرون فيه غير مشروع ذبح يتوسلون من خلاله سبيلا الى الجنة و مع ذلك يبدأ بالتنظير الخنفشاري الممزوج برائحة الدولار و كل شي بدنيا العرب بيصير و تيرشرش
-
اللف و الدوران والتخبط و يكون و لايكونمرة أخرى ,, أسعد أبو خليل ,, أفتح مقالك لأقرأ تعليقات المعلقين والمعلقات (عشان ماتزعل) فقط ,, وهي الأكثر ثراء وفائدة وتنوع من مقالك وكيلا ننسى مفحمة أغلب الوقت
-
أرجو الاعتذارلا يحق لك يا دكتور أسعد أن تسخر من الشاعر الكبير سليمان العيسى الذي لم يظهر أبداً على شاشة الجزيرة ولم يستلم منصباً أو وزارة في حياته لذلك أرجو أن تعتذر عما قلته بحقه أما الكلام عن (انتقاد ) المعارضة فأنا أرى أن ما قلته هو نسف كامل لمعارضة أدركت أنت بعد عام ما أدركه معظم السوريين في الأسبوعين الأولين عن مدى عمالتها وقذارتها وهذا التجني الكبير على حزب البعث أراه شخصياً كما يرى معظم الناس .. فأنت متهم بالتجني في نظرهم.
-
السيد أسعد، خيارك خاطىء.إن من يخيرون الشعوب على أخذ موقف واضح من الوضع في سوريا، يرتكبون نفس الخطأ القاتل. لا خيار بين هذا وذاك... نحن مع سوريا في دعمها للمقاومة الوطنية والاسلامية ولو كانت على خطأ، على أن نكون مع الاخوان المسلمين في ثورتهم ضد الدكتاتورية ولو كانوا على حق. الخير صعب ولكن واضح. تحرير الارض أولا....
-
أنتم على حقّ، وأسعد أبو خليل غلطان ،،، و "مضيِّع" كمان!المواطن العربي الفلسطيني و باسل و أكثر المعلّقين على حقّ ،،، أما أسعد أبو خليل فهو غلطان غلطان، و "مضيِّع" كمان -على رأي الحاجّة، الله يطوّل عمرها-. يا سيّد أسعد، إذا كان الإنتماء السياسي والإلتزام ‘المطلق‘ بقضيّة صعباً عليك إلى هذا الحدّ -نتيجة منسوب الغضب المرتفع لديك ومحاولة تمايز ‘المثقّف‘الذي لايقف عند حدّ-، فلماذا لاتنتمي إلى فئة الهادئين و"العقّال"، الّذين يعرفون بالعقل والمعلومات، وبالقلب أيضاً، أنّ صهاينة إسرائيل وصهاينة العرب وصهاينة أمريكا وصهاينة القاعدة والقتلة المأجورون المحترفون من بلاك ووتر و إس جي سي ،،، كلّهم في زورق واحد ،،، والبقيّة الباقية -ونحن جميعاً منهم- في زورقٍ آخر! أنت أيّها المحترَم، أيها الموسوعيّ،،، بكلّ بساطة تضيع في التفاصيل! مع التحيّة،
-
في العمقالمشكلة مركبة الديمقراطية تتطلب شعب غير متاح بالقدر الكافي و غالبية الشعب تتوق لتجريب طريقة في الحكم تضمن لها مقعد في الاخرة اولا ثم تبحث في مشاكلها الارضية كخيار ثانوي و اقليات لديها مخاوف تاريخية و تجارب لدى الجيران في العصر الحاضر تجعلها تتوجس خيفة من اي قادم الحل بوجود حالة توافق على ارضية جعل القتل بالحد الادنى و عدم انفلات الغرائز في الشارع اما احلام الديمقراطية فيمكن تأجيلها كم تم تأجيل احلام تحرير القدس ربما سيأتي يوم يفهم الجميع او من يتبقى منهم ان التعايش السلمي و اختراع قواعد للتساكن بحد ادنى من الاحتكاك هو الخيار الوحيد المتاح
-
يا استاذ رجاء حزب البعث له مايا استاذ رجاء حزب البعث له ما له و عليه ما عليه (و انا لست بعثيا) و لكن طريقتك في الاستهزاء باحد اقدم الاحزاب العربية له تاريخ نضالي طويل ضد السهاينة لا تنم عن نقد علمي او اكاديمي بل ربما عن احقاد شخصية دفينة نجهلها (تحديدا تجاه القوميين و البعث) . هل تريد ان اذكرك باول فدائي في جنوب لبنان الاخضر العربي . في زمن كان بعض من يدعون النضال في بطون امهاتهم ؟!؟! هل تريد ان اذكرك ان الانتصارات التي تتغنى بها حضرتك اليوم هي بفضل النظام الايراني و النظام السوري البعثي , في وقت ما داب اليسارين منذ نشاتهم على بيع الحكي و التنظير و الطعن و التشكيك بمقاومات الاخرين ؟!؟! هل تريد ان اذكرك من اسقط اتفاق 17 ايار , و لولاه لكان العلم الاسرائيلي يرفرف فوق راسك في شوارع بيروت ؟!؟! هل تريد ان اذكرك ان اكثر من نصف ترسانة حزب الله الصاروخية (الصواريخ التي ضربت حيفا في تموز و صواريخ الكورنيت التي دمرت الميركافا) هي من مخازن النظام السوري البعثي ؟!؟!؟! و هل... و هل..... و هل..... الخ............ اذا اردت الاستمرار لن تسع صفحات التعليق في الاخبار . فرجاء اسلوب التنظير و الشعاراتية و الاستهزاء بالاخرين ما عاد يجدي مع القراء , اذا عندك دليل حلسي موثوق قدمه و نحن جاهزون للرد عليه الحجة بالحجة .
-
الثورة السورية مسمومة !اذا اختلط السم بالعسل , فسدت الخلطة كلها و ما عاد العسل يؤكل بعد ان اصبح مسموما .... و في سوريا نفس المعادلة , عندما اختلطت المؤامرة ’’بالثورة’’ و اجتمع المعارضون الوطنيون مع االمتامرون و الخونة في خندق واحد و في مظاهرة واحدة . اصبحت كلها مسمومة و ما عاد عاقل او وطني يستطبع بلعها , مع ان البعض يحاول اطعامنا اياها بالقوة ! على ’’الثوار’’ الوطنيين في سورية ان وجدو تنظيف ساحتهم من المتامرين و الفاسدين اولا و الابتعاد عن طريق المؤامرة و انصارها و ساعتها يمكن ان ندعمهم و نشاركم ثورتهم و الا فلياكلو ثورتهم المسمومة لوحدهم .
-
وما خوفي من البلل! 3يكفي فقط أنه هاجم 99% من الشخصيات المعارضة للنظام السوري (ومن يسير في ركابهم والدول التي تدعمهم) وشكك في خلفياتهم,بينما من ناله المديح يعدون على أصابع اليد الواحدة وكلهم أعلنوا أنهم لا يمثلون الشارع (وهذا صحيح)!! طبعا هو عوض ذلك بالسيد X = "الشعب السوري" هكذا "حاف"!,ناس لا نراها (مثل ملائكة الهريفي!) تنزل إلى الشارع لتموت دون أن يكون قد طلب منها أحد على الإطلاق,ودون تنسيق ودون تحضير ودون تمويل ودون أية خلفيات إلا طبعا حبيبة العرب في ال2011 <<الحرية>>!! لا مشكلة فهو حر في رأيه,ولكن يمكن تخيل المشهد الإفتراضي التالي: بعد أن يتأكد أن عنقاءه لم ولن تنهض مع أن الرماد يملأ الأرض فسيزيده ذلك غضبا على غضبه وسيحتاجه الأمر "ماغ نسكافيه دوبل" لكي يهدأ من روعه!,ليبدأ بالكتابة على الورقة أو النقر على الحاسوب مقالا بعنوان : "النظام السوري الجديد,مطية الثورة المضادة"!!
-
وما خوفي من البلل! 2-يبقى المترفون فكريا,يعني من يعتقد نفسه ذكيا,أقصد من ينظر لخطايا أصحاب الذقون ويتوقع كسبا "استراتيجيا",يرى من الأن "يخزي العين عنو!" مآل الأحداث "مستقبليا",ليس لديه شيء يخسره فهو "already" أو "dejas"! خسره كليا...,فيقول "فخار يكسر بعضو" لماذا آخذ جانبا ليس لي فيه دور أو كرسي أو ناقة أو جمل أو بلح أو عنب يمني كان أو شاميا! -على فرض نجاح أميركا في عمليتها المسماة "الربيع العربي" (على نسق أجاكس أو عاصفة الصحراء) لإطاحة النظام السوري وتعيين "ديمقراطيين" أو "معتدلين" على أنقاض بلاد الشام (على نسق أنقاض بلاد ما بين النهرين أو ليبيا) فبماذا سيستفيد أهل هذه البلاد من غضب فلان وسيرورة علان ضد الإمبريالية والجنادرية و"ثورة" 14 آذار "الإستقلالية"…ودفاعه عن حقوق المرأة ضد الذكورية ورفضه التشكيك بالمحرقة اليهودية؟! -شاء أم أبى,عرف أم لم يعرف فهو في نفس المركب معهم,صحيح أنه في مؤخرة ذلك المركب ( the stern) ولا يقدم ولا يؤخر غير الصراخ على من في مقدمة المركب (the bow) وخارجه ومن يطير في السماء ومن يسبح في قعر البحر أيضا!لكنه ساعدهم في الوصول إلى هدفهم!
-
وما خوفي من البلل! -عندما استطاع قسم من الجيش العراقي إيقاف الإجتياح السهل لحلف الناتو لأرض الرافدين عام 2003 عند مدينة الناصرية واستمرت المعركة أياما تكبد فيها الجيش الغازي بعض الخسائر كانت قلوب أغلب العرب والمسلمين مع المدافعين وارتفعت المعنويات,ولكن ما هي إلا أيام حتى ساد الوجوم والشعور بالإهانة والقهر ونحن نرى الدبابات الأميركية في ساحات بغداد وشوارعها...إلا قلة كانوا فرحين! -نفس المشاعر "المنحازة" إلى الأقربين المدافعين ضد الغزاة الأبعدين كانت هي نفسها في افغانستان 2001 وفي لبنان 2006 وغزة 2008 وليبيا 2011..ودائما كان هناك قلة من الشعب عندها شعور معاكس لحقد أعمى أو لغباء فاحش المهم أنهم في قلوبهم مرض وفي عقولهم عطب!... المشاعر لا تستطيع أن تتحكم بها,ليس لغرام بصدام والقذافي مثلا ولكن ربما فطرة أو لمعرفة ويقين أن هذا الغازي المجرم أتى مذلا وقاهرا ومحتلا وليس محررا وناصرا ومخلصا... هناك العملاء,يعني من جاء مع المحتل أو بالأحرى وراء المحتل مثل كرزاي وعلاوي أو من مهد له الأرضية (بغض النظر عن النتيجة) ليأتي مثل عبد الجليل وثورته وأبو مازن وسلطته ودمى فيلتمان الأولون السابقون في بلاد الأرز (قبل أن يترقى و يستلم كل الدمى في بلاد العرب!) هؤلاء مهما زينهم الإعلام الصهيوني عربي كان أو أممي الأن سيذكرون في كتب التاريخ لاحقا كعملاء وأدوات للمحتل الغريب كما تذكر الأن حكومة فيشي الفرنسية أو حكومة فيتنام الجنوبية مثلا...
-
الأخوان المسلمون غرروا بشباب سوريا في الثمانينيات وقتلوا رفاقيالأخوان المسلمون غرروا بشباب سوريا في الثمانينيات وقتلوا رفاقي ممن صدقوهم، وهاهم يعيدون الكرة. يطيب لبعض المخدوعين السوريين شتم الكاتب الرائع بعبارة شبيح بأسلوب مشجعي كرة القدم وغوغائيتهم "من ليس معنا فهو ضدنا " لكنهم توروطوا ويورطون الأبرياء وسيبقى النظام ورأسه لسنوات بحسب مسؤولين أمريكيين لرويترز اليوم، بفضل أخطاء لا تغتفر يرتكبها من يقبض 100 مليون دولار من قطر والسعودية أهم ممولي الحرية والديمقراطية في العالم، وبدلا من استلهام طرق العصيان المدني وابتكار أساليب ثورية جديدة قاموا بتقليد ثوار ليبيا كالببغاوات مثل علم جديد، لكن شعب سوريا سينتصر على النظام وعلى المعارضة ولو بعد حين
-
قبل عام كنا نتفاءل بنهضةقبل عام كنا نتفاءل بنهضة الشعب العربي.. اليوم يبدو المشهد مضحكا مبكيا.. كيف اصبحت الدول الاستعمارية و الدول التابعة المتخلفة هي اللتي تقود الربيع العربي .. كما يقول المثل الشعبي: إلحق البوم يدلك عالخراب !!
-
بربك يا دكتور اعطني اسم معارضبربك يا دكتور اعطني اسم معارض واحد فقط يجرؤ ان يفتح فمه بكلمة ضد العرعور او القرضاوي او الاخوان و اقسم بالله انني سامشي ورائه عالعمياني من الغد .
-
صح النوم10 دقائق ضاعوا من حياتي لو بتردلي ياهون بردلك ما قرأته
-
مؤامرة أو لاان التحركات التي تراها يا دكتور هي كالتالي: أولا رابطة العمل الشيوعي والمتأخونين المسلمين (الدافع هو الثأر) ولا علاقة لهموم الشعب بالموضوع.ثانياالتكفيريون والمطالبون بحكم الشريعة (نعتذر لوضعهم في نفس الخانة) والهدف هو الحكم الاسلامي (ما بعرف شو رح يكون رأي "أهل الذمة" و"الخوارج" و "الملحدين" من الموضوع). ثالثاً الموهومون وهؤلاء يضمون السلميين (يتوهمون انو اللي جاي رح يكون أحسن وانو هنن مانن أبداً مركوب للي رح يستلم السلطة). أما الجانب الاخر فيضم ما يلي: أشخاص متنفعين من النظام (يتناقصون تدريجيا) أشخاص يصدقون ممانعة النظام (الصراحة بيبقى أحسن من نظام حسني مبارك) وأشخاص مجبورين (قلائل) وأشخاص فزعانين عن جد من اللي جاي بعد. وطبعا لازم نذكر انو في قسم كبير لانو من هون ولا من هونيك. قسم مو جاييه شي من السياسة ووسخها. قسم يا اما عايش عالحالتين يا اما ميت (فقر) عالحالتين. وبالاخر يا ريت خبرتك بالعلوم السياسية توصلك شي يوم على شوية معرفة بنفس الانسان وقديش بتتناقض مع العدالة والحرية والمساواة. سعنس ما رح تظبط ولنشوف قديش رح يموت قبل ما يوصلو لهالحقيقة.
-
كلامك جواهر نعم الشعب يستحقكلامك جواهر نعم الشعب يستحق حياة افضل بكثير بكثير ولكن الله بساعدالشعب شو بدو يتحمل يعني يا الاسد يا لا احد او اخوان الله لا يجعلهم بديار احد ولكن عندي سؤال لماذا لا تسمح الدولة السورية بحرية الاعلام ؟؟يعني بصراحة اغلب الناس لم تعد تصدق احد ،اما بالنسبة للشبيحة يا استاذ اسعد من قال ان الشبيحة هم من العلويين؟ لا والف لا هم من جميع الطوائف علويين وسنة ودروز ومسيحيين وووووو نعم هذه حقيقة والذي يقول غير ذلك كاذب وهم ينزلون لضرب المتظاهرين وقمعهم مقابل المال لذلك انا اقرف منهم ولا اشفق عليهم ابدا وإذا بدك بيستاهلوا كل يللي بيصير معهم لانهم في النهاية هم مدنيون يروحوا ينقبروا ويقعدوا ببيوتهم وعلى فكرة احد اقاربي شبيح وإذا بيموت ما بعزي فيه .
-
الشارع كله مع المجلس الوطنيهلق بعد سنة لاكتشفت ان المجلس الوطني هو 14 اذار السوري ! انا اكتشفت هذا الاكتشاف العظيم منذ الشهر الاول و كتبته هنا في الاخبار خصوصا ان الشارع المنتفض اعلن جهارا نهارا ولائه للمجلس الوطني الاخواني . على كل ليش هيئة التنسيق افضل من المجلس الوطني برايك ؟ حسن عبد العظيم مسؤولهم في الداخل اجتمع 3 ساعات مع السفير الامريكي فورد ! ربما تقول لي انه كان يتفاوض كل هذه الساعات لتحرير القدس !
-
رئيس الاستخبارات الخارجيةرئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية السابق الان شووي : ’’حكم الاخوان سيهدد وحدة المنطقة’’ ... www.al-akhbar.com/node/23252 يعني يا استاذ العلوم السياسية ما بدها كتير ذكاء للاستنتاج ان اي حكم ديني في بلدان متعددة (و احيانا متناقضة و متصارعة) الاديان و المذاهب و الطوائف و الاعراق و القوميات , سينتهي الى كارثة مصبرة , و لن ينتج مطلقا دول ديموقراطية ’’مدتية’’ الا في الاحلام او الاوهام .. في متل بيقول ’’ ما متتو طيب ما شفتو مين مات’’ ؟؟ اذا الك شي صديق بليبيا اساله ماذا حل بالصوفيين خلال احتفالهم بعيد مولد النبي من كم اسبوع (هذا اذا ما حكينا عن ماسي بقية الشعب الليبي )... اسال رفاقك في هيئة التنسيق عن اعداد القتلى العلويين و المسيحيين في حمص , اسال الرفاق في الحزب القومي (فرع عبد المسيح) عن حملات الاجتثاث التي يتعرضون لها في المحافظات لا على يدي النظام بل على ايدي رفاقهم الثوار رغم ان القوميين شاركوهم في المظاهرات من اول يوم .. والله يا رفيق اللي ايدو بالمي في اميركا غير اللي قاعد في جهنم الثورات هون .. الله يلطف فينا ملاحظة اخيرة : اشارتك الى الحكم الديني في ايران ملغومة (و انا كعلماني ضد الانظمة الدينية) , لانو حضرتك بتعرف فروقات التركيبة الديموغرافية بين الوطن العربي و ايران , فايران على عكس ما يروج لها اعلاميا متعددة القوميات (لا تتجاوز نسبة الفرس فيها 60% قي اعلى التقديرات) مقابل اغلبية اسلامية ساحقة ماحقة من ناحية الدين . لذلك كان الخيار بتسميتها الجمهورية الاسلامية (لا الفارسية) الايرانية لتوحيد تلك القوميات تحت سقف يجمع نسيجها المتعدد . تحياتي
-
يا أخي متل ما بيقول المثليا أخي متل ما بيقول المثل الشعبي (احترنا يا قرعة منين بدنا نبوسك). إذا كان الذي يحصل ثورات فيجب أن ينطبق على الجميع. وإذا كان الذي يحصل مؤامرات فيجب أن ينطبق على الجميع. ليش بمصر أو البحرين ثورة وإنتفاضة مجيدة، بس بسوريا لأ؟