منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة الشهر الماضي، تتوالى مواقف المشاهير الرافضة لما يحدث والمطالبة بوقف حمّام الدم. وكلّما انكشف زيف آلة الدعاية والتضليل الصهيونية التي يقودها الإعلام الغربي، مالت كفّة الحرب الإعلامية لمصلحة الفلسطينيين وزادت الأصوات الأجنبية التي تصبّ في هذه الخانة. على رأس هؤلاء اسم دائماً ما كان في «الجانب الصائب من التاريخ»: النجمة الأميركية الحاصلة على أوسكار سوزان ساراندون. بعد مواقف صارخة معارضة للعدوان الصهيوني في الأسابيع الماضية، أبرزها في تظاهرتَيْ واشنطن (March4Palestine#) ونيويورك في الشهر الحالي، انضمّت الممثلة البالغة 77 عاماً إلى قائمة الفنانين الذين دفعوا ثمن مساندتهم للقضية الفلسطينية، إذ أكدت مجلة «نيوزويك» أخيراً إلغاء وكالة المواهب UTA تعاقدها معها بعد تعاون بدأ في عام 2014.
دائماً ما أعربت جينا أورتيغا عن مساندتها لفلسطين

في سياق متصل، طُردت الممثلة المكسيكية ميليسا باريرا من الجزء السابع من سلسلة الرعب السينمائية «سكريم» بسبب تعليقات أدلت بها على مواقع التواصل الاجتماعي حول العدوان الإسرائيلي. إضافة إلى انتقادها لأميركا وإسرائيل ومطالبتها بوقف إطلاق النار في غزّة، قالت باربيرا: «أنا من دولة محتلة أيضاً هي المكسيك… فلسطين ستكون حرة... حاولوا أن يدفنونا لكنّهم لم يعلموا أنّنا مثل البذور... الإعلام الغربي لا يُظهر إلا الجانب الآخر (الإسرائيلي) لماذا يفعلون ذلك؟ سأدعكم تستنتجون بأنفسكم!». واعتبرت أنّه يتمّ التعامل مع غزة كـ «معسكر اعتقال». ولم تصمت الممثلة البالغة 33 عاماً على طردها، إذ نشرت صورة على الموقع نفسه علّقت فيها على ما حدث: «في نهاية المطاف، أُفضّل أن استُبعد بسبب من أمثّلهم، بدلاً من أن يتمّ ضمّي بسبب مَن أستبعدهم».
وفي أوّل تعليق رسمي على طرد ميليسا، أصدرت استديوات «سباي غلاس» المنتجة لـ«سكريم 7» بياناً استخدمت فيه مصطلحات واتهامات جاهزة تُشهر عادةً في وجه مؤيدي فلسطين، إذ أشارت في النصّ الذي تداولته وسائل إعلامية عدّة إلى أنّه «لا نتسامح مطلقاً مع معاداة السامية، أو التحريض على الكراهية، بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الإشارات الكاذبة إلى الإبادة الجماعية أو التطهير العرقي، أو تشويه الهولوكوست، أو أي شيء يتجاوز الحدود بشكل صارخ ويتحوّل إلى خطاب كراهية».
من ناحيته، توجّه مخرج الفيلم، كريستوفر لاندون، إلى الغاضبين من الواقعة بالقول: «توقّفوا عن الصراخ لم يكن هذا قراري».
اتُّهمت المكسيكية ميليسا باريرا بـ «معاداة السامية»


لم تمرّ 24 ساعة على استبعاد باربيرا التي تجسّد شخصية «سام كاربنتر»، حتى ضجّت الميديا الأجنبية بأنباء واردة من الكواليس تُفيد بأنّ الأميركية جينا أورتيغا (21 عاماً) انسحبت من الشريط الذي يُفترض أنّ تلعب فيه دور «تارا كاربنتر». واتّخذت النجمة الأميركية موقفاً مختلفاً عن زملائها في هوليوود، وقرّرت التضامن مع الشعب الفلسطيني في ظلّ الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ المندلع حالياً. وجينا معروفة بآرائها الرافضة للممارسات الإسرائيلية في حقّ الفلسطينيين. في وقت سابق من الشهر الماضي، طالبت عبر السوشال ميديا بوقف العدوان. وشاركت صورة لمتظاهرين يحملون لافتة مكتوباً عليها: «اليهود يقولون: أوقفوا الإبادة الجماعية ضدّ الشعب الفلسطيني». وعلى خطٍّ موازٍ، استعانت أورتيغا بإحدى عبارات الشاعرة والناشطة الأميركية أندريا غيبسو حول تعرّفها إلى «حركة فلسطين حرة» التي يديرها نشطاء يهود متضامنون مع الفلسطينيين ويحملون رسالة واضحة: «لا نريد إبادة جماعية أخرى». وبسبب منشوراتها الكثيرة التي تصبّ في هذا الاتجاه منذ ما قبل العدوان، تعرّضت أورتيغا للهجوم من قبل إسرائيليين ألصقوا بها تهمة «معاداة السامية» الجاهزة.
بعد تأكيد هذا الانسحاب، حاولت «سباي غلاس» حفظ ماء وجهها، زاعمةً بأنّ ابتعاد أوريغا عن المشروع كان مخططاً له منذ أشهر، بسبب رغبتها في التفرّغ بالكامل لتصوير حلقات الموسم الثاني من Wednesday المتوقّع إصداره في نهاية عام 2024، والمقتبس من «عائلة آدامز» الذي تظهر فيه بشخصية الشابة غريبة الأطوار والمهووسة بالموت وحياتها كطالبة في «أكاديمية نيفرمور». في هذا الإطار، رجّحت تقارير إعلامية غير رسمية أن تكون الاستديوات ترمي أيضاً إلى تجنيب نفسها اتهامات بالعنصرية كونها قرّرت التخلّي عن الممثلة المكسيكية لا الأميركية على الرغم من أنّ آراءهما متشابهة.