مفاجآت صنعاء بحسب التوقّعات ستجعل كل الممرّات البحرية في المنطقة تحت رحمة قدراتها العسكرية
تعرف واشنطن أن رفض الرياض الاضطلاع بدور في المعركة المرتقبة، يعني للأولى خسارة البوابة للولوج إلى الحرب على اليمن، الأمر الذي يفسّر لجوء الولايات المتحدة إلى إمكانات أبو ظبي في الملف اليمني، والتنسيق المتسارع مع القوى المحلية الموالية للإمارات. وفي هذا السياق، دعمت لندن نائب رئيس «مجلس القيادة الرئاسي»، قائد «المقاومة الوطنية» طارق صالح، من أجل فتح معارك جديدة، في وقت تستضيف فيه الولايات المتحدة قيادات من «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الذي سبق أن طالب بالشراكة ضمن التحالف الذي تقوده واشنطن، بشرط الحصول على دعم عسكري وازن وتعاون استخباري.
هكذا تبدو ملامح المعركة الجديدة ضد اليمن: تكثيف للحضور العسكري الأميركي - البريطاني في البحر الأحمر، بالتزامن مع فتح القوات الموالية للإمارات الجبهات، مسنودة بغطاء جوي أميركي، ليس من أجل تغيير المعادلة وإسقاط النظام في صنعاء، ولكن فقط من أجل الضغط على الأخيرة لإيقاف معركة البحر الأحمر. لكن السؤال هو: هل ستنجح تلك الضغوط، في ظل تهديد "أنصار الله" بشن حرب واسعة تحمل في طيّاتها مفاجآت لا يتوقّعها الأميركي، وفق تصريحات القيادة في صنعاء؟ المفاجآت، بحسب التوقعات، ستجعل من كل الممرات البحرية في المنطقة تحت رحمة القدرات العسكرية اليمنية، من مضيق هرمز مروراً بباب المندب وحتى جنوب قناة السويس، وخليج العقبة وإيلات، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، فيما ستواجه صنعاء العبور العسكري والتجاري لواشنطن ولندن وتل أبيب، في هذه المنطقة التي تشكل العمق الاستراتيجي للأطراف الثلاثة.
وانطلاقاً مما تقدّم، يمكن فهم استراتيجية صنعاء في التعاطي مع تكتيكات واشنطن في البرّ اليمني. إذ لن تبدّد الأولى مزيداً من الوقت لمواجهة القوى المحلية في المناطق اليمنية، على غرار مواجهة التحالف السعودي - الإماراتي في السابق، لكنها ستلقي بكل ثقلها في المواجهة البحرية، مستفيدةً من حالة الضعف الواضح لقدرات واشنطن في التعاطي مع الهجمات التصاعدية خلال الأشهر الماضية.