في سياق التصعيد الإسرائيلي المستمر في المنطقة منذ معركة «طوفان الأقصى»، والتي فشل الاحتلال في تجاوزها ولا يزال غارقاً فيها، وبالتزامن مع ما أشيع عن «رد إسرائيلي» على الاستهداف الإيراني لمواقع عسكرية في العمق الإسرائيلي، رداً على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، نفّذت قوات الاحتلال عدواناً طاول مواقع تابعة للدفاع الجوي السوري جنوب البلاد.وذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان مقتضب، أنه «حوالي الساعة 2:55 فجراً (الجمعة) شن العدو الإسرائيلي عدواناً بالصواريخ من اتجاه شمال فلسطين المحتلة، مستهدفاً مواقع دفاعنا الجوي في المنطقة الجنوبية، وأدى العدوان إلى وقوع خسائر مادية»، في وقت أفاد فيه ناشطون بأن الاعتداء طاول مواقع تابعة للدفاعات الجوية السورية، وبشكل خاص منظومة الإنذار المبكر. من جهتهم، تحدث ناشطون معارضون، يقومون برصد الأهداف الإسرائيلية في سوريا، عن أن الاعتداءات استهدفت بشكل رئيسيّ «كتيبة الرادار الواقعة قرب مدينة إزرع»، في درعا.
وتمثّل الهجمات المتكررة والممنهجة على منظومات الدفاع الجوي والإنذار المبكر، جزءاً من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تحييد القدرات الجوية السورية بشكل يسمح بتنفيذ اعتداءات بأريحية أكبر. غير أن الدفاعات الجوية، وعلى الرغم من كل الاعتداءات التي طاولتها على مدار سنوات الحرب في سوريا، سواء من قبل الفصائل المسلحة التي استهدفتها بشكل مقصود مراراً، أو من قبل إسرائيل، تابعت عملها، وفق القدرات المتاحة. وهي تمكنت من إسقاط مئات الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل، علماً أن القوات الإسرائيلية تقوم، منذ نحو ست سنوات، بتنفيذ هجماتها من خارج المجال الجوي السوري، بعدما نجحت الدفاعات الجوية السورية في إسقاط طائرة «F16» اخترقت ذلك المجال في شهر شباط عام 2018.
وتمتلك سوريا منظومات إنذار وتتبّع ثنائيّة وثلاثيّة الأبعاد يتجاوز مداها الـ 350 كيلومتراً، بحسب ما أكد ناشطون يواكبون عمليات الجيش السوري، غير أن هذه المنظومات تتعرّض باستمرار لاستهداف في محاولة لتحييدها. والجدير ذكره، هنا، أن الحرب التي تشهدها سوريا، وما نجم عنها من خروج مناطق عن سيطرة الحكومة، تسبّبت بظهور خلل في تغطية الدفاعات الجوية التي تعرّضت لأضرار متفاوتة خلال الحرب.