غزة | تمدّد جيش العدو في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة والأحياء المحيطة به شرقاً وغرباً، أمس، في اليوم العاشر للتوغّل الإسرائيلي هناك، فيما تأخذ العملية البرية التي يشنّها الاحتلال في مدينة رفح جنوبي القطاع، يوماً بعد آخر، منحى التعمّق في المخيمات والأحياء العمرانية. وفي المقابل، يشهد محورا القتال الرئيسيان في شمال القطاع وجنوبه، مستوى مستقراً من الضغط الميداني النوعي للمقاومة، إذ لم يدخل جيش العدو أي منطقة جديدة من دون أن يُمنى بخسائر كبيرة. وفي مخيم جباليا، الذي زجّ الاحتلال فيه بالمزيد من التعزيزات، تمدّدت الآليات إلى حي تل الزعتر شرقاً، حيث أحضرت القوات المتوغّلة عدداً من الشاحنات الكبيرة والحفّارات، وقامت بعمليات تدمير لأنفاق قُصفت سابقاً، بالإضافة إلى عمليات بحث عن المزيد من جثث الجنود القتلى.من جهتها، نفّذت المقاومة في هذا المحور، أمس، ثماني مهمات قتالية، على رغم الطوق الناري الكبير الذي أحاط بالحي من جهاته الأربع، إذ أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها فجّروا عبوة ناسفة بعدد من جنود الاحتلال في محيط منطقة مسجد البشير شرق حي تل الزعتر، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. وفي المنطقة نفسها، قالت الكتائب أيضاً إن مقاوميها هاجموا خمسة جنود بقنبلة يدوية ثم أجهزوا عليهم من مسافة صفر، وكذلك فجّروا ثلاث دبابات في شوارع الحي. كما أكّدت تفجير دبابة بعبوة العمل الفدائي، واستهداف قوة بعبوة ناسفة، ما تسبّب بوقوع جميع أفرادها بين قتيل وجريح. وتمكّن المقاومون، أيضاً، من إطلاق قذيفة «تي بي جي»، في اتجاه منزل كان يتحصّن فيه جنود العدو في الحي نفسه. وتشير طبيعة الاشتباكات، وطبيعة الأسلحة المستخدمة، من قنابل يدوية وعبوات، إلى أن المقاومين يهاجمون جنود الاحتلال من مسافات قريبة جداً، بل يشتبكون معهم وجهاً لوجه.
وفي مناطق التوغّل الأخرى في المخيم، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ عدد كبير من المهمات القتالية، حيث قالت «سرايا القدس» إنها استهدفت دبابات العدو وحشوده بعبوات «أبابيل» المقذوفة شرق مخيم جباليا، وقصفت بالاشتراك مع «كتائب شهداء الأقصى»، تجمّعاً لجنود الاحتلال خلف استوديو سلطان بوابل من قذائف الهاون، فيما أعلنت «كتائب القسام»، مساء أمس، تفجير عبوة مضادة للأفراد بمجموعة من جنود العدو في وسط مخيم جباليا. وواكبت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، كل تمدّد لجيش الاحتلال في مناطق مخيم جباليا ومحيطه، بإطلاق العشرات من قذائف الهاون، الأمر الذي يفسّر الحركة الدائمة لدبابات الاحتلال. ومساء أيضاً، أعلنت «كتائب المجاهدين» أن مقاوميها العائدين من خطوط التماس، أبلغوا عن تمكّنهم من استهداف قوة إسرائيلية راجلة من مسافة صفر في شارع الألباني شرق مخيم جباليا، فيما ذكرت «سرايا القدس» أنها قصفت مدينة عسقلان بمشاركة «مجموعات عمر القاسم»، برشقة صاروخية انطلاقاً من المخيم. كما أعلنت كل من «مجموعات عمر القاسم» و«كتائب شهداء الأقصى» و«مجموعات عبد القادر الحسيني»، دكّ خطوط توغّل العدو بوابل من قذائف الهاون.
وفي منطقة جنوب غرب مدينة غزة، نفّذت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عدداً من المهمات القتالية، حيث قصفت «كتائب القسام» مقر قيادة وسيطرة لجيش العدو في منطقة جحر الديك شرق المحافظة الوسطى، بوابل من قذائف الهاون، ودكّت أيضاً تحشّدات الاحتلال في المنطقة ذاتها بقذائف من النوع نفسه، في حين دكّت «سرايا القدس» قوات العدو في محيط مدرسة قساريا في المنطقة الوسطى بالعشرات من قذائف الهاون، ورصدت هبوط مروحياته لنقل المصابين والقتلى. وفي محور القتال جنوب قطاع غزة، حيث توغّلت الدبابات الإسرائيلية في حي البرازيل في مدينة رفح، أعلنت «كتائب القسام» تمكّنها من تفجير دبابتين بعبوة «شواظ» وقذائف «الياسين 105»، كما أعلنت «سرايا القدس» دكّ خطوط إمداد العدو بقذائف الهاون.
ويشير الجهد القتالي في مختلف مناطق القطاع، إلى تمكّن الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، من إعادة ترميم قدراتها على نحو مستمر، خصوصاً أن المناطق التي تتعرّض للتوغّل في شمال القطاع، كانت قد تعرّضت قبل خمسة أشهر للمجهود القتالي نفسه على نحو أكثر زخماً. ويقوّض هذا النسق من إعادة البناء، كل سقف يضعه قادة العدو لإعلان القضاء على المقاومة بشكل ناجز.