بعيداً عن لعبة تقدير أعداد الحشود وهوياتهم وأسباب مشاركتهم، يعتقد الداعون أن تظاهرة السبت أظهرت استعداداً شعبياً متنامياً للذهاب بعيداً في المواجهة في حال عدم حدوث تغييرات ملموسة، أو أحداث أمنية تقعد الناس مجدداً وتخضعهم. ويعبّر هؤلاء عن اقتناعهم بأن التظاهرة جاءت بمثابة نعي للانقسام العمودي بين 8 و14 آذار الذي حكم السياسة وإدارة الشأن العام منذ عام 2005.
لا يثق معظم الداعين الى هذا الحراك بجدوى مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار. يكررون مطالب «الحد الأدنى» التي أعلنوها، والتي لا تحتاج إلى «طاولة حوار» ولا الى إجراءات استثنائية.
التظاهرة أظهرت استعداداً شعبياً متنامياً للذهاب بعيداً في المواجهة
هل ستساهم مبادرة بري في تخفيف زخم الحراك؟ تجيب مصادر من الداعين أن اجتماعاً سيعقد اليوم وسيتم فيه تحديد الخطوات التصعيدية بعد انتهاء المهلة المحددة يوم غد. لا تريد هذه المصادر استباق الأمور والكشف عما يُحضّر، إلا أنها تشير الى وجود أفكار كثيرة للإبقاء على زخم التحركات، ولا سيما عبر نقلها الى جميع المناطق، وصولاً الى الاعتصام المفتوح، ودعوة الناس للبقاء في الشارع حتى تتحقق المطالب.
يقول نحّاس إن «كل الأطراف، من حكومة وأجهزة أمنيّة وبلديّات وقضاة وغيرهم، أمام امتحان اليوم. هذا الامتحان مستمّر ومتدرّج وغايته بناء دولة مدنيّة، ديموقراطيّة، ودولة عدالة اجتماعيّة».
لا يلتقي جميع المحرّكين عند هذا السقف من الرهان، وهذا طبيعي في ظل تنوّع مشاربهم، إلا أنهم يتفقون على مواصلة التحرّك حتى تحقيق مطالبهم. يستبعد رئيس التيار النقابي المستقل، حنّا غريب، أي خطوات جدية من السلطة، ويقول «بعد انتهاء المهلة، سيبدأ نقاش آخر يتعلق بتوسيع قواعد المشاركة في الحراك بشكل أفقي، وصولاً إلى مؤتمر نقابي أهلي مدني من القوى التي انخرطت فيه يراكم لإعادة إنتاج السلطة».
(الاخبار)