تونس | اختار «مسرح الأوبرا» في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي في وسط العاصمة التونسية، تخليد معاناة الفلسطينيين بفعل العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل على قطاع غزّة بنصب تذكاري أنجزه الفنان التشكيلي حسين المقدادي أمام السفارة الفلسطينية. يصوّر المجسّم فلسطينية ترفع يديها إلى السماء مرتدية الزيّ التقليدي والكوفية. استغرق إنجاز العمل المصنوع من الريزين المقوّى بالحديد من الداخل، عشرون يوماً، فيما نفّذه شكري التوجاني وأطلق عليه المقدادي اسم «أم الشهيد».يقول المقدادي لـ «الأخبار» إنّه اختار المرأة الفلسطينية «لأنّني منبهر بما يقوم به المقاومون والشعب الفلسطيني، ومدى تحمّلهم وصبرهم الأسطوري. تساءلت في نفسي: من صنع هؤلاء الخارقين؟ طبعاً، المرأة، الأم الفلسطينية، أم الشهيد والجريح والأسير... هي المدرسة الأولى التي تعاني الأمرّين لتحافظ على الأسرة وهي في قلب العدوان». وأضاف الفنان التونسي: «لهذا فكّرت أن أكرّم الأم الفلسطينية التي ترمز إلى فلسطين، فاخترت أن تكون هي قلب المجسّم، منبعثةً من الدمار والخراب، تتضرّع إلى الله ببهائها وشموخها وعزّتها من هول العدوان وظلم الشعوب».
ويختتم المقدادي حديثه بالقول إنّ وجود المرأة الفلسطينية في هذا العمل فنّي، هو «ترسيخ للوجود الفلسطيني الذي يريدون محوه. لكنه سيبقى موجوداً والشعب الفلسطيني لن يموت»، مشيراً إلى أنّه ركّز على التراث الفلسطيني عبر «إبراز اللباس التقليدي الغزاوي...».
تجدر الإشارة إلى أنّ «أم الشهيد» الذي حظي بإشادة لافتة، لافتاً إلى ناحية الفكرة والتنفيذ، يأتي في سياق حركة تضامنية لتخليد النضال الفلسطيني وتكريم المرأة الفلسطينية التي أنجبت الشهداء ومشاريع الشهداء.