مونسينيي... شارع السيّاح قبيل الساعة التاسعة مساءً بتوقيت باريس، نفّذ رجل يحمل سكيناً هجوماً في شارع مونسينيي القريب من دار الأوبرا وسط العاصمة الفرنسية في حيٍّ يضمّ مطاعم وحانات ويقصده عدد كبير من السيّاح.
مدعي عام باريس، فرنسوا مولينز، أفاد بأنّ الرجل الذي أقدم على قتل أحد المارة وجرح أربعة أشخاص آخرين بسكين، قبل أن تقتله الشرطة، صرخ «الله أكبر» خلال قيامه بتنفيذ الاعتداء. وأوضح من موقع الهجوم أنّه «في هذه المرحلة، وبناءً على شهادات تحدثت عن أن المعتدي صرخ الله أكبر خلال هجومه على المارة بسكين، واستناداً إلى طريقة العمل (المتّبعة)، قمنا باستدعاء شعبة مكافحة الإرهاب».
في الإطار ذاته، ذكرت مصادر مطّلعة على القضية أنّ الرجل هاجم الناس في الشارع بشكل عشوائي. على إثر الهجوم، قُتل رجل يبلغ من العمر 29 عاماً، فيما أصيب آخر (34 عاماً)، وامرأة في الرابعة والخمسين من عمرها بجروح خطيرة، حيث تم نقلهما إلى المستشفى. كذلك أصيبت امرأة تبلغ من العمر 26 عاماً، ورجل عمره 31 عاماً بجروح طفيفة.
في وقت لاحق، قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب، للصحافيين إنّ جميع المصابين الأربعة تخطّوا مرحلة الخطر. وأضاف: «رأيت للتوّ السيدة التي تعرضت للإصابات الأخطر، تحسّنت حالتها وقد تم إنقاذها».
من جهته، صرّح رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، بأنّ الشرطة وصلت إلى موقع الاعتداء «في غضون خمس دقائق» من وقوعه، فيما لقي المهاجم حتفه بعد تسع دقائق من وصول عناصر الأمن، بحسب فيليب الذي أكّد أنّ «سرعة الاستجابة نجحت بوضوح في تجنّب وقوع المزيد من الضحايا».

«فرنسا تدفع الثمن بالدم»
أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ليل أمس عن أسفه لأنّ فرنسا تدفع «مرة أخرى الثمن بالدم»، لكنّه أكّد أن بلاده لن تتراجع «قيد أنملة أمام أعداء الحرية». وبعد الاعتداء، كتب ماكرون على «تويتر»: «أحيي باسم جميع الفرنسيين شجاعة رجال الشرطة الذين حيّدوا الإرهابي».


من جهتها، اعتبرت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف، مارين لوبن، أنّ «الشعب الفرنسي لن يكتفي بعد الآن بالتعليقات. هذه أعمال كان حدوثها متوقعاً»، مشيرة إلى أن الهجوم نُفّذ بأيدي «معتدٍ إسلامي».

المهاجم؟
تبيّن أنّ المهاجم فرنسي مولود في الشيشان عام 1997 وكان معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات، لكن لم يكن لديه أي سوابق جنائية، وفق مصدر قضائي ومصادر قريبة من التحقيق.
وأشار مصدر قضائي إلى أنه تم احتجاز والديه اليوم على ذمة التحقيق.
وفي وقت متأخر أمس، تبنى تنظيم «داعش» هذا الهجوم، وفق ما أعلنت وكالة «أعماق» التابعة له. ونقلت الوكالة عن «مصدر أمني» قوله إنّ «منفّذ عملية الطعن في مدينة باريس هو جندي في الدولة الإسلامية ونفّذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف».