يدرك منفّذو هذه العمليّات أنّهم لن يستطيعوا إيقاف تخصيب اليورانيوم
من الذي نفذ؟ طوال الأيام الماضية تلمح وسائل إعلام العدو إلى مسؤولية إسرائيل، بل تحدثت بعض القيادات العسكرية إلى الإعلام عن تفاصيل الهجوم وأنه نُفذ بتفجير عبوة زرعت داخل منشأة نطنز، علماً بأن هذا التصريح صدر قبل أي كشف إيراني عن الموضوع. كما تولت صحيفة «نيويورك تايمز» نشر تفاصيل الهجوم نقلاً عن مصدر استخباري شرق أوسطي، وهي الصفة التي تعطى لضباط العدو عندما يتحدثون إلى وسائل أجنبية بسبب منع الرقابة الإسرائيلية. وقالت الصحيفة الأميركية إن ما جرى في نطنز هو هجوم هدفه «منع إيران من امتلاك القنبلة النووية»، ثم نشرت منذ أيام مقالة شارك في إعدادها الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان (معروف بقربه من رؤساء جهاز «الموساد» من مائير داغان، وصولاً إلى يوسي كوهين)، وفيها أن تل أبيب هي المسؤولة عن زرع هذه العبوة التي حدد نوعها بأنها شديدة الانفجار. ولاحقاً تبيّن أن مصدر الصحيفة هو كوهين الذي اتهمه وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان بصورة غير مباشرة بتسريب المعلومات، قائلاً خلال مقابلة مع «إذاعة الجيش»، إن «القيادة الأمنية بأكملها في البلاد تعرف من هو»، مطالباً رئيس الوزراء بـ«غلق فم المسرب».
في غضون ذلك، قال الرئيس السابق لفرع الأبحاث حول إيران في شعبة الاستخبارات العسكرية والباحث حالياً في «مركز القدس للشؤون العامة»، ميكي سيغال، إن إيران توجه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها ربما تفكر في الوقت المتبقي حتى انتهاء ولاية ترامب، ولذلك لن تتخذ إجراءً من شأنه أن يؤدي إلى رد إسرائيلي ــ أميركي قوي. ونقلت القناة السابعة عن سيغال، أن «إيران يمكنها تفعيل أذرعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن لضرب المصالح الإسرائيلية والأميركية، لكن الأزمة الاقتصادية المستمرة في إيران ولبنان بدأت تؤثر في قطع الشطرنج الإيرانية هذه أيضاً».
لكن برغم فرضية عدم الرد، وهي مرفوضة مع قول قيادات إيرانية إن الرد حتمي في حال ثبت تورط جهات أجنبية في التفجيرات، رفع العدو الإسرائيلي، وفق القناة الـ13، استعداده شمال فلسطين المحتلة، بعد ورود معلومات عن نية طهران الثأر.