دمشق | يكفي أن يمر اسم أصالة نصري في سوريا ليعرف الجمهور أنّها المطربة الأكثر شهرة عربياً من بين الفنانين السوريين. لكنّها عُدّت أيضاً في أحد الأيام نموذجاً للفنان الذي تربّى في كنف السلطة وظل وفياً للنظام. منذ بدايتها، غنّت للرئيس الراحل حافظ الأسد أغنية «حماك الله يا أسد» ثم لاحقاً «زادك الله». ولم تتغير مواقفها بعد تسلم بشار الأسد السلطة، فاختارت «الأمل الواعد» التي تعدّ من أجمل الأغاني التي مجّدت الرئيس السوري.لكن ها هي المطربة المعروفة تطلق تصريحاً نارياً عن الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بلدها. إذ خرجت نصري عن صمتها أول من أمس وبعثت رسالة إلى «ثوار سوريا» عبر أحد المواقع الإلكترونية أعلنت فيها أنّها ترفض السفر إلى سوريا للمشاركة مع نظرائها في «تمثيليات» دعم نظام بشار الأسد، وأضافت: «كيف لي أن لا أشعر بأهلي ولا أرى ما يحدث ولا أسمع صراخهم الذي زلزل قلبي وعقلي وكاد يخترق روحي». وخاطبت من يهتفون بالحرية «إن غداً لكم أيها الثوار الأحرار، والعزة لمن يطالب بها، والكرامة لنا من دمائكم التي طهّرت ماضينا وحاضرنا، والإصرار سيرسم طريق المستقبل لأولادنا الذين سيفخرون بكم وسيكتبوكم في دفاترهم ويتخيلوا لكم ملامح تشبه الملائكة».
كذلك برّرت صاحبة «سامحتك» عدم نزولها إلى الشارع السوري بأنّها أقل شجاعةً من «الثوار»، إضافةً إلى حملها وطفليها اللذين يحتاجان إلى رعايتها في القاهرة حيث تقيم منذ سنوات. وقالت: «ليتني معكم لأصرخ «حرية» بكل صوتي ولو كانت تلك آخر كلمة سأنطق بها، ليتني معكم لأنادي الله بنفس يختزل كل إيماني علنا نخترق بأصواتنا أسماعهم فيخافون، ليتني معكم لأنادي «سوريا» فقد اشتقت إليها، وأعلم أنّي إن حرمت منها اليوم، فحتماً ستحتضنني وإياكم غداً عروساً حرة أبية». فيما نقلت مواقع أخرى ما كتبته أصالة على مدونتها على موقع «إم. بي. سي» من دعاء «لسوريا بأن تسلم من كل شر وأن يبعد عنها كل شخص حاقد يريد التأثير على أمنها واستقرارها»، مؤكدة بأنّ سوريا ستبقى شامخة. ولفتت إلى أن «حبها لسوريا هو الذي دفعها إلى تسمية ابنتها شام لكي يكون دوماً على لساني مثلما هو في قلبي» واختتمت دعاءها بالرحمة «لشهداء الوطن الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة في سوريا».



عاطفية «زيادة عن اللزوم»؟

في اتصال مع «الأخبار» اكتفت أماني نصري المقيمة في مصر، بالتأكيد على أنّ أختها حقاً صاحبة «رسالة إلى ثوار سوريا». أما الشخص الوحيد من عائلة أصالة المقيم في سوريا، فهو أختها ريم نصري، التي صرحت لـ «الأخبار» بأنّها ضد تصريحات شقيقتها، مضيفةً إنه «ليس في سوريا ثورة ولا ثوار، بل مجموعة من المخربين». وتابعت: «نحن كسوريين نستطيع أن نحكم على الأمر برمّته من داخل سوريا. ما نحتاج إليه هو مزيد من الإصلاحات، والإصلاح يحتاج إلى حوار لا إلى ثورة». وأضافت أنّ «أصالة حكمت على الأمور على نحو مفرط في العاطفية وعليها أن تراجع حساباتها من جديد».